...

سلسلة القوة للجميع ٢

عائلة مكونة من أم وأب وطفلين رائعين
»  سلسلة القوة للجميع ٢
مدة القراءة: 3 دقائق

من المفروض أن ...

يمر الإنسان الخائف بحالة من الإنكار وعدم تصديق ما يحدث فعلا. وكأنه يريد أن يغير الواقع المؤلم الذي يعيشه بقوة التمني، لكن عبثا لا يستطيع. يبدأ في التساؤل، ولكن من المفروض أن أهلي يحبونني، من المفروض أن تهمهم مصلحتي، من المفروض أن أبي ينفق علي، من المفروض أن يعطوني فرصة للتعلم، من المفروض أن العائلة تكون مترابطة ومتآزرة، من المفروض أن الوالد لا يستخدم الفاظ بذيئة، من المفروض أن أختي الكبرى تقف إلى جانبي، من المفروض أن أمي تعرف كيف تدافع عن نفسها، من المفروض أننا عائلة واحدة، وهكذا تمضي الأيام في أن المفروض وذلك المفروض لا يجد صدى في قلوب الآخرين.

حسنًا، من المفروض الآن أنك عرفت وأيقنت نفسك أن كل ما تعتقد أنه من المفروض ليس إلا هراء رسمته لك وسائل الإعلام والمدرسة والمسجد والأهل والأصدقاء. إنه الوهم الذي سيستنزفك لبقية حياتك ويتركك عاجزا عن الحركة. ستقول من المفروض أن أصبر وأتحمل، ثم ستقول من المفروض أنهم سيشعرون بي ويدركون خطأهم. هذة المفروضات إختلقها عقلك كي لا تقاوم ولا تدافع عن حقك. عقلك كسول ولا يريدك أن تتحرك لأن هذة هي طبيعته. لو بقيت تنتظر المفروض مدى حياتك لن يتغير شيء ولن تتحرك من مكانك قيد أنملة.

هل تعرف ما هو المفروض؟ المفروض أن تتوقف عن خداع نفسك وأن تنظر للواقع وتبدأ بإتخاذ خطوات تساندك وتساند حقك في الحياة الكريمة. من المفروض أن تقرر الآن قبل فوات ومن المفروض أن تنقذ نفسك لأنه لن ينقذك أحد سواك. من المفروض أن تثقف نفسك أكثر ولا تصدق كلام من يخوفك أو يضعفك أو يفرغ قضيتك من محتواها. من المفروض أن تتعلم كل الطرق السليمة لإستعادة مكانتك وهذا لن يتم بإتباع الطريقة القديمة في التعامل مع الأحداث والتي من المفروض أنها ماتت وتلاشت لأنها كانت صالحة لقوم قبلك بمئات السنين. من المفروض أن تعرف حقوقك وواجباتك وتعرف كل الطرق القانونية للدفاع عن نفسك. من المفروض أن تستخدم قوة الدولة الحديثة وأدواتها وسلطتها لرفع الظلم عنك وعن المستضعفين من أهلك سواء كان والدك أو والدتك أو أخوك أو أختك. من المفروض أن تكون المنقذ لهذة العائلة من المتسلط الأكبر سواء كان أحد الوالدين أو أحد الإخوة أو الأخوات الكبار. هذا هو المفروض.

يبدو أكبر من حجمه

الخوف دائما يكبر في النفس حتى يبدو المستبد أو المعتدي أكبر من حجمه الحقيقي. التوتر والقلق يجعلان الظالم أكبر في عيني المظلوم فيصاب بالشلل ولا يستطيع الحراك أو الدفاع عن نفسه أو يحمي من يجب عليه حمايتهم. لو لاحظت فستجد أن الظالم أو المستبد له سلطة وسطوة في البيت فقط وهو خارج البيت كالقطة الوديعة. خارج البيت في الغالب لا حس له ولا كلمة له لأن في الخارج في العالم الحقيقي حيث يوجد الرجال وحيث تفرض الدولة سيطرتها لا يستطيع المريض النفسي أن يصنع أي شيء. هناك هو لا يصرخ ولا يتفوه بكلمات نابية ولا يستعرض عضلاته. ما جعله متغولا إلى هذة الدرجة هو الخوف الساكن في أعماقك. ليس مخيفا بالمرة ذلك الذي تراه جبارا لأنه ليس بحاجة إلا إلى شخص واحد يقف في وجهه ويعالج نفسيته المريضة بشيء من الصلابة والإصرار أو باللجوء إلى القضاء.

دائما ما لا تستطيع أخذه بالحق وبالطيب خذه بالقوة وبالعناد وبتقوية الشخصية فإن لم ينفع كل ذلك فلا تتردد في إستخدام القانون. القانون فيه الكثير مما يساعدك ولا تصدق كلام الناس الذين يتحدثون جزافا ولكن توجه إلى أقرب مركز شرطة وأطلب الحماية وقدم شكواك وإذا قدمتها لا تستمع إلى ضابط الشرطة البليد وهو يكيل لك من ( المفروض أو من القيىء الإجتماعي ) الذي نعرفه جميعا. أطلب الحكم القانوني فقط ولا تكترث للرأي الشخصي. أمام القانون لا توجد آراء ولكن حقائق. إجمع أكبر قدر من الحقائق ودونها بالوقت والتاريخ والتصوير لتحمي نفسك وتقدمها كدليل ومستمسك.

إما أن تقوي شخصيتك لتتفوق على شخصية المعتدي وحينها تتقي شره أو أن تستخدم القانون وحينها ستعرف الحجم الحقيقي له. ستراه بلا حول ولا قوة. إن كان سيكبر في نفسك شيء فليكن هو الله. فقط الله كبير وما عداه من بشر أصغر بكثير، أصغر مما تتصور. كلنا صغار أمام الله فلا تجعل في قلبك مكان أكبر لأي إنسان مهما كان.

سلسلة القوة للجميع ٣

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    سلسلة القوة للجميع ٢

    مدة القراءة: 3 دقائق

    من المفروض أن ...

    يمر الإنسان الخائف بحالة من الإنكار وعدم تصديق ما يحدث فعلا. وكأنه يريد أن يغير الواقع المؤلم الذي يعيشه بقوة التمني، لكن عبثا لا يستطيع. يبدأ في التساؤل، ولكن من المفروض أن أهلي يحبونني، من المفروض أن تهمهم مصلحتي، من المفروض أن أبي ينفق علي، من المفروض أن يعطوني فرصة للتعلم، من المفروض أن العائلة تكون مترابطة ومتآزرة، من المفروض أن الوالد لا يستخدم الفاظ بذيئة، من المفروض أن أختي الكبرى تقف إلى جانبي، من المفروض أن أمي تعرف كيف تدافع عن نفسها، من المفروض أننا عائلة واحدة، وهكذا تمضي الأيام في أن المفروض وذلك المفروض لا يجد صدى في قلوب الآخرين.

    حسنًا، من المفروض الآن أنك عرفت وأيقنت نفسك أن كل ما تعتقد أنه من المفروض ليس إلا هراء رسمته لك وسائل الإعلام والمدرسة والمسجد والأهل والأصدقاء. إنه الوهم الذي سيستنزفك لبقية حياتك ويتركك عاجزا عن الحركة. ستقول من المفروض أن أصبر وأتحمل، ثم ستقول من المفروض أنهم سيشعرون بي ويدركون خطأهم. هذة المفروضات إختلقها عقلك كي لا تقاوم ولا تدافع عن حقك. عقلك كسول ولا يريدك أن تتحرك لأن هذة هي طبيعته. لو بقيت تنتظر المفروض مدى حياتك لن يتغير شيء ولن تتحرك من مكانك قيد أنملة.

    هل تعرف ما هو المفروض؟ المفروض أن تتوقف عن خداع نفسك وأن تنظر للواقع وتبدأ بإتخاذ خطوات تساندك وتساند حقك في الحياة الكريمة. من المفروض أن تقرر الآن قبل فوات ومن المفروض أن تنقذ نفسك لأنه لن ينقذك أحد سواك. من المفروض أن تثقف نفسك أكثر ولا تصدق كلام من يخوفك أو يضعفك أو يفرغ قضيتك من محتواها. من المفروض أن تتعلم كل الطرق السليمة لإستعادة مكانتك وهذا لن يتم بإتباع الطريقة القديمة في التعامل مع الأحداث والتي من المفروض أنها ماتت وتلاشت لأنها كانت صالحة لقوم قبلك بمئات السنين. من المفروض أن تعرف حقوقك وواجباتك وتعرف كل الطرق القانونية للدفاع عن نفسك. من المفروض أن تستخدم قوة الدولة الحديثة وأدواتها وسلطتها لرفع الظلم عنك وعن المستضعفين من أهلك سواء كان والدك أو والدتك أو أخوك أو أختك. من المفروض أن تكون المنقذ لهذة العائلة من المتسلط الأكبر سواء كان أحد الوالدين أو أحد الإخوة أو الأخوات الكبار. هذا هو المفروض.

    يبدو أكبر من حجمه

    الخوف دائما يكبر في النفس حتى يبدو المستبد أو المعتدي أكبر من حجمه الحقيقي. التوتر والقلق يجعلان الظالم أكبر في عيني المظلوم فيصاب بالشلل ولا يستطيع الحراك أو الدفاع عن نفسه أو يحمي من يجب عليه حمايتهم. لو لاحظت فستجد أن الظالم أو المستبد له سلطة وسطوة في البيت فقط وهو خارج البيت كالقطة الوديعة. خارج البيت في الغالب لا حس له ولا كلمة له لأن في الخارج في العالم الحقيقي حيث يوجد الرجال وحيث تفرض الدولة سيطرتها لا يستطيع المريض النفسي أن يصنع أي شيء. هناك هو لا يصرخ ولا يتفوه بكلمات نابية ولا يستعرض عضلاته. ما جعله متغولا إلى هذة الدرجة هو الخوف الساكن في أعماقك. ليس مخيفا بالمرة ذلك الذي تراه جبارا لأنه ليس بحاجة إلا إلى شخص واحد يقف في وجهه ويعالج نفسيته المريضة بشيء من الصلابة والإصرار أو باللجوء إلى القضاء.

    دائما ما لا تستطيع أخذه بالحق وبالطيب خذه بالقوة وبالعناد وبتقوية الشخصية فإن لم ينفع كل ذلك فلا تتردد في إستخدام القانون. القانون فيه الكثير مما يساعدك ولا تصدق كلام الناس الذين يتحدثون جزافا ولكن توجه إلى أقرب مركز شرطة وأطلب الحماية وقدم شكواك وإذا قدمتها لا تستمع إلى ضابط الشرطة البليد وهو يكيل لك من ( المفروض أو من القيىء الإجتماعي ) الذي نعرفه جميعا. أطلب الحكم القانوني فقط ولا تكترث للرأي الشخصي. أمام القانون لا توجد آراء ولكن حقائق. إجمع أكبر قدر من الحقائق ودونها بالوقت والتاريخ والتصوير لتحمي نفسك وتقدمها كدليل ومستمسك.

    إما أن تقوي شخصيتك لتتفوق على شخصية المعتدي وحينها تتقي شره أو أن تستخدم القانون وحينها ستعرف الحجم الحقيقي له. ستراه بلا حول ولا قوة. إن كان سيكبر في نفسك شيء فليكن هو الله. فقط الله كبير وما عداه من بشر أصغر بكثير، أصغر مما تتصور. كلنا صغار أمام الله فلا تجعل في قلبك مكان أكبر لأي إنسان مهما كان.

    سلسلة القوة للجميع ٣

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين