يطلبون منك الطاعة العمياء لكنهم لا يقدمون أي شيء في المقابل. بعض العقليات العقيمة تؤمن بمبدأ الطاعة العمياء للوالدين إلا فيما يغضب الله. طبعا عبارة « إلا فيما يغضب الله » تضاف لاحقا لرذ الرماد في العيون، لأن الذي يؤمن بالطاعة العمياء لا يمكن له أن يؤمن بالله بطريقة صحيحة. الطاعة في تصورهم أنها طاعة العبد لسيده وهذا ما يجعل البعض يعامل أبناءه معاملة الممتلكات الخاصة.

الطاعة إن كان هناك شيء بهذا المعنى لها ثمن وثمنها باهض أيضا لمن يستطيع. ليحصل السيد على طاعة عبيده من أبناء وبنات، عليه أن يبقي أبواب بيته مفتوحة لهم ومهما حدث منهم من خطأ يجب أن يبقى باب بيته مفتوحا لإستقبالهم. وعليه أن يطعمهم ويسقيهم ويوفر لهم كل ما يقيم حياتهم من سكن ولباس وطعام وترفيه. اليس هو السيد المطاع؟ أوليس هو من وضع نفسه في موضع الإله الرزاق والمنتقم شديد العقاب؟

كيف يكون سيد وله عبيد وهو هزيل لا يملك ما ينفق؟ لم نسمع قط بسيد لا يملك. السبب الرئيسي لسيادته هو ما ينفق وما يعطي وما يهب وإلا كيف أصبح سيدا؟ على السيد أن يهتم بجميع جوانب حياة العبيد الذين بحوزته وأن يستمر في هذا حتى يموت ويتعفن وحينها يستطيع التوقف وتنتقل ملكية عبيده للسيد التالي.

عندما يقوم هو بواجبه، يقومون هم بخدمته. هذة هي العبودية الأصيلة لكن في الإسلام هناك ( بعض بعض بعض ) من يعتقد أن السيد يمكن أن يكون كَلٌّ على مولاه، وبهذا أعادونا إلى عبادة الأصنام بطريقة ملتوية. فقط الأصنام هي التي تعبد وهي لا تقدم شيء لمن يعبدها. فقط الأصنام هي من يحتاج للرعاية والحماية لذاتها.