موجة الوعي تجتاح العالم

»  موجة الوعي تجتاح العالم
مدة القراءة: 2 دقائق

ما نمر به هذة الأيام من تحولات فكرية تكاد تذهب بعقل من لم يدركها، ذلك أن التحولات الفكرية الكبرى المصاحبة للوعي الجديد الذي ينتشر إنتشار النار في الهشيم لم تمنح الناس فرصة لإلتقاط أنفاسهم. تحولات سريعة ومتلاحقة أصابت ناس معتادين على التلكؤ في إتخاذ القرارات وإحداث التغيرات، فهزت كيانهم هزاً.

الوعي الجديد وعلوم تطوير الذات وكذلك علوم الطاقة تكتسب قوتها من كونها سهلة المنال، سهلة الفهم، ولا تحتاج إلى عباقرة لفهم مضمونها. ليس هذا وحسب وإنما هي علوم تقوي الفرد وتحوله إلى سلطة مستقلة عن النظام و المجتمع وليس بحاجة للإعتماد على الترتيب القديم لإكتساب مكانته في المجتمع أو في الأسرة.

هذة العلوم صارت البوابة الكبرى للمرأة لتستعيد مكانتها في المجتمع الذكوري، إذ تتحول خلال أسابيع قليلة وبقدرة قادر إلى شخصية مختلفة تماما لا يمكن قمعها أو خداعها أو تخويفها أو حتى إغرائها بالمال.

الوعي الجديد رغم جماله إلا أنه يشكل معضلة لمثل مجتمعاتنا المحافظة ( شيء وهمي ) فقدرة الفرد على التغيير تفوق قدرته على إحتمال تبعات ما ينوي تغييره. نتحدث عن تغييرات تعني إنهيار المنظومة الإجتماعية ككل وإعادة بنائها على أسس جديدة تتخذ من الحرية والعدل والمساواة وإحترام الإنسانية ركائز أساسية. ورغم أن الوعي الجديد يرتكز على مبادىء سامية إلا أنه يهز المجتمعات بقوة وبعنف وبقسوة ويعيد ترتيب كل شيء من جديد وهذة العملية مؤلمة جدا بالنسبة للعقليات القديمة، لكن يبدو أنه لا عودة للوراء. لا تستطيع إغلاق عينك بعد أن تفتحها ولا تستطيع أن تدعي عدم الفهم بعد أن فهمت ورأيت النور ولو من بعيد.

هذة الموجة ستكتسح الجميع بلا إستثناء وفي جميع طبقات المجتمع وستخلف ورائها بيوت كثيرة محطمة وقد تحتاج بضع سنوات لتعود للتوازن وفق المنهج الجديد. قسوة الوعي الجديد في أنه لا يرحم من يرفض التغيير ولا تستطيع الحكومات ولا المؤسسة الدينية مواجهته لأنه علم شعبي غير تابع للمؤسسة الأكاديمية الرسمية وربما هذا من حسن حظ البشر إذ لو كان تابعا للمؤسسات الرسمية لعاثت فيه فسادا ولشوهته كما شوهت كل شيء قبله.

لن يكون هناك تراجع ولكن الثمن لن يكون بسيطا. إربطوا أحزمتكم وشدوها جيدا لأن الرحلة ستمر بالكثير من المطبات الإجتماعية العنيفة.

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    موجة الوعي تجتاح العالم

    مدة القراءة: 2 دقائق

    ما نمر به هذة الأيام من تحولات فكرية تكاد تذهب بعقل من لم يدركها، ذلك أن التحولات الفكرية الكبرى المصاحبة للوعي الجديد الذي ينتشر إنتشار النار في الهشيم لم تمنح الناس فرصة لإلتقاط أنفاسهم. تحولات سريعة ومتلاحقة أصابت ناس معتادين على التلكؤ في إتخاذ القرارات وإحداث التغيرات، فهزت كيانهم هزاً.

    الوعي الجديد وعلوم تطوير الذات وكذلك علوم الطاقة تكتسب قوتها من كونها سهلة المنال، سهلة الفهم، ولا تحتاج إلى عباقرة لفهم مضمونها. ليس هذا وحسب وإنما هي علوم تقوي الفرد وتحوله إلى سلطة مستقلة عن النظام و المجتمع وليس بحاجة للإعتماد على الترتيب القديم لإكتساب مكانته في المجتمع أو في الأسرة.

    هذة العلوم صارت البوابة الكبرى للمرأة لتستعيد مكانتها في المجتمع الذكوري، إذ تتحول خلال أسابيع قليلة وبقدرة قادر إلى شخصية مختلفة تماما لا يمكن قمعها أو خداعها أو تخويفها أو حتى إغرائها بالمال.

    Weight loss product

    الوعي الجديد رغم جماله إلا أنه يشكل معضلة لمثل مجتمعاتنا المحافظة ( شيء وهمي ) فقدرة الفرد على التغيير تفوق قدرته على إحتمال تبعات ما ينوي تغييره. نتحدث عن تغييرات تعني إنهيار المنظومة الإجتماعية ككل وإعادة بنائها على أسس جديدة تتخذ من الحرية والعدل والمساواة وإحترام الإنسانية ركائز أساسية. ورغم أن الوعي الجديد يرتكز على مبادىء سامية إلا أنه يهز المجتمعات بقوة وبعنف وبقسوة ويعيد ترتيب كل شيء من جديد وهذة العملية مؤلمة جدا بالنسبة للعقليات القديمة، لكن يبدو أنه لا عودة للوراء. لا تستطيع إغلاق عينك بعد أن تفتحها ولا تستطيع أن تدعي عدم الفهم بعد أن فهمت ورأيت النور ولو من بعيد.

    هذة الموجة ستكتسح الجميع بلا إستثناء وفي جميع طبقات المجتمع وستخلف ورائها بيوت كثيرة محطمة وقد تحتاج بضع سنوات لتعود للتوازن وفق المنهج الجديد. قسوة الوعي الجديد في أنه لا يرحم من يرفض التغيير ولا تستطيع الحكومات ولا المؤسسة الدينية مواجهته لأنه علم شعبي غير تابع للمؤسسة الأكاديمية الرسمية وربما هذا من حسن حظ البشر إذ لو كان تابعا للمؤسسات الرسمية لعاثت فيه فسادا ولشوهته كما شوهت كل شيء قبله.

    لن يكون هناك تراجع ولكن الثمن لن يكون بسيطا. إربطوا أحزمتكم وشدوها جيدا لأن الرحلة ستمر بالكثير من المطبات الإجتماعية العنيفة.

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين