أن تكتشف نقائص نفسك أمر مرهق، محبط، محزن. قد تصاب بخيبة أمل من نفسك التي كنت تحسب أنك زكيتها و رفعتها درجات نحو الكمال… و لكنك بتعلمك الوعي من الصديق الصدوق عارف تزيح دثارا لطالما تغطيت به، أي نعم هو من حرير ناعم لكنه يحجب عنك نقصك، يغريك بنعومة ملمسه و ببهاء ألوانه و لكنه في النهاية كاللثام الذي يحجبك عن ذاتك الحقيقية.
فاجأتني في بداية التعلم صدمة المعرفة، و بت أتساءل… هل أنا فعلا أكوم كل هذه النقائص و أنا مزهوة بنفسي سامحة لها بنصح الآخرين و هي الأحوج…هل أنا فعلا من تسبب في تأخر تحقيق أهداف كثيرة و أنا أسلي نفسي بأنها مبتلاة و الخيرية في الابتلاء !
بعد استفاقتي من صدمتي، عكفت على إعادة الاستماع لمعارف عارف بروية و تركيز. و حين بدأ الإدراك يلامس عقلي، دخلت في نوبة تأنيب أخرى أشد، أفقدتني توازني … يا الله … كدت أنهار.. توجهت فترة من التوتر و الفراغ إلى رب العالمين عالم السر و أخفى: أن اهدني إلى سواء السبيل.
بدأت أهدأ، و أرأف بنفسي و نظرت من حولي …و في نفسي … فاستشعرت امتنانا له تعالى أن هداني للتعلم و معرفة نفسي …مهما كانت نقائصك يا نفس فالله معيني لأزكيك و الفلاح مبتغاي.
أقسمت أن أستمتع بمرحلة الإدراك هاته حتى و إن أبكتني فأنا أتخفف، حتى و أن أتعبتني فأنا أستعد، حتى و إن استهلكت وقتي فأنا أتزود…
كلي يقين أنني سأستمتع بالوعي .. سأتطهر و سأتصل بروحي … لأعيش السعادة و النعيم في الدنيا قبل الآخرة …
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار