في أطول دراسة بحثية إستمرت لمدة خمسة و سبعين عاما للبحث عن سبب السعادة وكانت نتيجتها مذهلة أن سر السعادة كان في العلاقات الإنسانية الطيبة ، ولكن ما السبيل للوصول لهذا المستوى من الوعي والرقي في علاقاتنا ثم السعادة في حياتنا؟؟؟
أول مايتبادر في أذهاننا عند الحديث عن العلاقات هو علاقتي بوالدي ،أسرتي،شريك/ة حياتي ،أقاربي و زملاء الدراسة و العمل….،ولكن يؤسفني أن أقول لكم ان كل ماتتعلمه عن العلاقات الإجتماعية الناجحة والمؤثرة يظل محدود و مؤقت التأثير إذا لم نصلح علاقتنا بأنفسنا أولا،أذكر بدايتي مع نفسي في محو الأمية التربوية تجاه أبنائي،كنت أتابع إستشاريين مؤثرين في مجال تربية الأطفال و لكن التطبيق على أرض الواقع كان صعبا جدا بالنسبة لي، لماذا لا أعلم؟؟؟ ولكن يظل الأثر مؤقت ليس لأن ما يطلبه المستشار مستحيل ولكن لأنني لم أحسن أولا علاقتي مع نفسي .
كيف أكف عن تأنيب أبنائي و إنتقادهم و أنا الجلاد الداخلي لذاتي يعمل طوال الأربعة وعشرين ساعة؟؟؟ كيف أركز على إيجابياتهم و حسناتهم و أنا لا أقدر إيجابياتي و قدراتي!!!كيف أعلمهم تحمل مسؤولية حياتهم و تصرفاتهم و أنا مازلت ألقي باللوم على من حولي لأتخلص من تبعات قراراتي؟؟؟
علمت وقتها أن الخارج هو إنعكاس للداخل،حين أصلحت علاقتي مع نفسي و أعطيتها حق الخطأ نعم من حقي أن أخطئ و أتوب و أسامح نفسي و أستغفر ربي، هو وحده الغفور الرحيم رحمته سبقت غضبه فطرنا على الحب، و أن نعبده بحب،أعطانا الحق لنخطئ و نتوب فمن ذا الذي يحجر رحمة الله و يتولى تقسيمها!!!، عندها تقبلت أخطاء الغير و أولهم أبنائي،حين ركزت على تطوير جوانب القوة في شخصيتي،قدراتي و مهاراتي زادت ثقتي بنفسي و أستطعت تعزيز ثقة أبنائي بأنفسهم عبر تركيز جهدي على نقاط قوتهم و تلقائيا بدأت نقاط ضعفهم تتقوى،و عندما تحملت مسؤولية و تبعات كل قراراتي سامحت الجميع و تحولت من الأخذ للعطاء و من التشكي و التظلم للشكر و الإمتنان،تعلم أبنائي تحمل عواقب تصرفاتهم و تقدير عطاء الغير لهم.
خلاصة القول أن أهم علاقة على الإطلاق هي علاقتك مع نفسك ،أنت نفخة كريمة من روح الله عز و جل ،أنت إنسان كريم و مكرم من خالقك،أنت تستحق السعادة لذلك أصلح علاقتك مع نفسك أولا لتصلح علاقتك مع الغير.
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار