قد تستغرب عنوان المقال و لكن هذه هي الحقيقة ،و هذا هو الفرق الذي صنع الفرق،لا يهم أبدا ما حدث و ما سيحدث في حياتك، المهم هو ردة فعلك و تصرفك تجاه الحدث سلبيا كان أو إيجابيا، ردة فعلك هي التي ستحدد النتائج،نظريا التحدث عن هذا الأمر و عن تحويل المحن إلى منح سهل، و جميع المتحدثين المحفزين إستنزفوا هذا الموضوع، و لكن تطبيق ذلك على أرض الواقع يحتاج إلى تمرين النفس و تدريبها على ضبط إنفعالاتها، أو كما تسمى (الحكمة).
الحكمة بأبسط تعريفاتها (هي التحكم في ردة الفعل تجاه الحدث ، و عدم التلقائية) و لعظم شأنها قال الله عنها(و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) ،الحكمة في مقياس الوعي للدكتور ديفيد هاوكنز هي على مقياس(400) فوق المحايدة و فوق القبول،الإنسان في هذه المرحلة ينظر لمعاني الحياة،مشاعره التفهم،و عمليته في الحياة (التجريد)*، و سأشرح هنا كيف فهمت كلمة التجريد.
التجريد فهمت أنه يقصد هو التجرد من نظرتنا الإنفصالية لذواتنا عن الآخرين أو الكون أو الأنا العليا و هو ما أصطلح عليه ب (الإيجو)،كلما إنخفض الإيجو زاد وعي الإنسان ،فالعلاقة بينهما عكسية،و للاستزادة في (فهم الإيجو و الوعي) أنصح بمتابعة فيديوهات الدكتور وين داير و الدكتور ديباك شوبرا وبالطبع قراءة كتبهما.
كل ما أسلفت كلام نظري ،و سأذكر كيف ساعدت نفسي عمليا في التحكم في ردود أفعالي:
1-قراءة كتاب (كيف تتخلص من القلق و تبدأ حياتك) لديل كارنيجي.
2-التأمل العميق و يكمن سر التأمل في التركيز على( هنا و الآن) و هو الخشوع الذي أمرنا به في صلواتنا**.
3-ممارسة أي تمارين رياضية يومية لمدة لا تقل عن ربع ساعة يوميا حددت لها وقتا بعينه، و إستثنيت من ذلك الأعمال المنزلية التي غالبا ما كنت أقوم بأدائها بطريقة أوتوماتيكية(بدون وعي أو تركيز ،سارحة في الزمن إما ماضي أو مستقبل).
هذه تجربتي المتواضعة في التحكم في ردود أفعالي تجاه الأحداث، شعرت أنها ساعدتني على تفريغ القلق و التوتر، و إستقبال الأحداث بأريحية و إعطائها حجمها الحقيقي بلا تعقيد أو مبالغة ، لا أدعي الحكمة و لكن أسأل الله أن يرزقنا جميعا إياها.
*مقياس الوعي للدكتور ديفيد هاوكنز.
**للاستزادة عن التأمل (كيفيته وفوائده) راجع مقال (كيف؟؟؟)على شبكة أبرك للسلام.
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار