طالما كان الانسان العربي يتغنى بكلمة “التربية” وانه متربي وابن ناس وبالتالي فهو ايضا يجيد وبامتياز اصول التربية والتي تعلمها من ابويه
علما بأن هذه الكلمة هي كلمة سحرية تريح الوالد من الكثير من المسؤليات الثابتة على عاتقه كما تمنحه مطلق الحرية في ارهاب الابناء وايذائهم والتلاعب بفطرتهم كما توفر له حصانة تحميه من تحمل مسؤلية اي عقدة او صفة سلبية قد تضهر على الابناء
لكن اضن بأن الوقت قد حان ليعرف كل منا مسؤلياته ويتبناها ويحرص على تأديتها
ان من اول الضروريات التي تتضمنها عملية التربية هي معرفة حقيقة الابناء فهم ليسو هدية للعب واشباع الايكو بل هم فرص جديدة ذات طاقات نقية إئتمنا عليها لحين تكاملها و نمو طاقتها بالشكل الكافي لقيادة المجتمع وليس لنا اي حق في تشكيلهم والعبث بفطرتهم واهدار طاقتهم وبالتالي قتلهم وقتل الفرص التي يمثلونها
الامر الضروري الاخر الواجب معرفته هو واجبنا تجاههم وهو باختصار رعاية بما تتضمنه من توفير متطلبات الحياة لهم ومساعدتهم في استكشاف ماهو جديد ودعمهم في اتخاذ القرارات وتشجيعهم على ما يحسن من حياتهم وانتاجيتهم ومن ثم احترام هذه القرارات وعدم فرض افكارنا البالية عليهم وحرمانهم حقهم في تعلم مايحتاجونها من دروس من هذه الحياة
من الامور المهمة جدا ايضا توفير القدر الكافي من الحب لهم مما يمنحهم مناعة قوية تغنيهم عن البحث عن مصادر اخرى وبأي ثمن كان
علينا ان نكون على مسافة تضمن وصولنا بجانبهم عند حاجتهم لنا وان لا نزعجهم في حالة عدم حاجتهم لوجودنا
واخير من المهم ايضا ان نكون مدركين اننا كنا سببا لوصولهم الى هذا العالم ولذلك اذا اكتشفنا بأننا لم نكن مؤهلين لتوفير كل ذلك لهم فعلينا ان نحرص على ان لاننجب المزيد من امثالهم
للاشارة فقط للمقدمة ولا اريد ان اطيل في ان عبقرية العرب وجدت طرقا اسرع بكثير من ذلك واسهل واقل كلفة وجهد وهي الاجبار والمنع والابتزاز العاطفي والمعنوي كل ليتعلموا ويتقنوا تصنع وتمثيل الصفات الجيدة التي بطبيعة الحال لم يعرفوها ابدا ولم يفهموا محتواها
اضيف الى ذلك ان هذه الطريقة في التربية كانت وماتزال معتمدة عند الغالببة من الناس وكانت وماتزال فاشلة 100% ولكن الفرق الوحيد هو بساطة الحياة في السابق وتعقيدها وتطورها في الوقت الحاضر
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار