عشرات الأزواج من الاحذية، خزانات، كبيرة ادراج كثيرة ممتلئة عن آخرها، ملابس كسسوارات عطور، ثلاجات ضخمة أكل في كل مكان.. إلى اين نحن متجهون؟ يطير عقلنا حين نسمع كلمة تخفيضات نشتري ونشتري كأن ما في السوق سينتهي، نركض في تسلح مجنون بالأشياء والمقتنيات،أكياسنا الكبيرة، غنائمنا الكثيرة…
جميل أن يكون المظهر انيقا ومرتبا، أن نأكل مما لذ وطاب وأن نحصل على ما نشتهي ولكن هل فعلا نحتاج كل ما نشتهي ونشتري؟ أم أننا مسرفون؟
انها ثقافة العصر، أنا أشتري إذن أنا موجود!!!! حين غدت قيمة الانسان من قيمة ممتلكاته نحشر الأكل في البراد وفي بطوننا حشرا، انه الطفل داخلنا تثيره لعبة جديدة يطالب بها في بكاء واستماتة يحصل عليها يلعب بها قليلا يملها سريعا ليبحث عن غيرها، لامعة براقة لا تقاوم، عليها خصم كبير، معها هدية، قرض مجاني، فرصة لا تعوض اثنان بثمن واحد…لن نجد مثلها مرة أخرى… وتتعدد أعذارنا لنملأ حياتنا بأغراض لا نحتاجها وغالبا لا نستعملها فقط نقتنيها ونكدسها…
حين ننظر في المرآة نشعر بفخر لا متناه بأشكالنا الأنيقة وملابسنا من الماركات العالمية، ولكن متى كانت آخر مرة نظرنا فيها داخلنا؟ ماذا لو كان ما في القلب والعقل باديا للآخرين ماذا كانوا سيرون فينا وماذا كنا سنرى فيهم؟ متى كانت آخر مرة استثمرنا في فكرنا؟ هل نحن حقا فارغون من الداخل لا يهمنا سوى ما نلبس نأكل او نشرب؟! سياراتنا منازلنا هواتفنا والكثير من نا نا نا
نسعى الى تحصيل كل أسباب الراحة المادية والأمر ليس عيبا إذا كان هناك توازن بين الفكر والجسد كأن يساوي عدد ملابسنا عدد الكتب التي قرآناها وساعات اليد عدد دورات التنمية البشرية التي حضرناها، ماذا لو قمنا بجرد لكل ما نمتلكه من مقتنيات وأغراض، كم منها لا نستعمله فقط يقبع في ركن من الاركان كنوع من الضمانة لشئ ما!!! هل نخشى الفاقة أم أننا نستعد لليوم الأسود؟ ماذا لو تعلمنا لغة جديدة من باب التغيير لغة العطاء، ماذا لو أعطينا أو أهدينا أو تصدقنا، أو حتى بعنا بعضا مما نكدسه من أغراض صنعت في الأصل لنستهلكها وتسهل حياتنا لا لتستهلكنا وتهلكنا… فلنحاول أن نتدبر ونتفكر فلنحاول ان نستهلك بإحسان.
ثقافة ونعمة أم إدمان ونقمة؟
1 أكتوبر, 2016
نشر بواسطة Abbrak User
مدة القراءة: 2 دقائق
إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار