جهاز جي بي آىس

مدة القراءة: 4 دقائق
حفظ (0)
ClosePlease loginn

No account yet? Register

انشغل الانسان منذ النشأة الأولى بالتفكير في عظمة هذا الكون و محاولة فهمه و التطلع الى قوانينه ، و بعد دراسات و حسابات مختلفة عبر الحضارات ، استطاع الجنس البشري اختراق هذا المجال أو النظام المُدرك و الغير المُدرك ، و اكتشاف مختلف صور المادة و الطاقة للمكان و الزمان ، باشكالها و احجامها و حركاتها و صفاتها الفيزيائية ، و لكن مهما تعمّق الباحثون في ذلك كان كوكبنا جزء ضىئيل من بناء مُحكم ، دقيق ، شامل و كامل …فالكون مُبرمج كما كل شيء مُبرمج في الحياة ، غير أن برمجة هذا الاخير الاهية ، جليلة ، كاملة …بمعنى لا مجال للخطأ أو التناقض ..”كل شيء خلقناه بقدر ” ..كما انه صُممّ خصيصا لايصالنا الى تحقيق نوايانا ، لكن للاسف اغلبنا تبرمج على اضاعة هذه الخريطة ، أو لا يسمعها و يتجاهلها بوعي أو بدون وعي ، أو حتى هناك من لا يؤمن أن هناك أصلا خريطة .
مثال : عند قيادتك للسيارة تجد هناك جهاز مُساعد و مُرشد يسمى جي بي آس ، هذا الجهاز يدُلك للوصول الى أي مكان أو عنوان تريده ، فتسمع صوت يقول : لف الى اليمين أو لف الى اليسار …أغلبنا في الحياة نحب اللّف الى اليمين …مو معقول يعني لازم نأكل باليمين ، و نكتب باليمين و ووو….هذا ما تعلمناه طيلة مراحل حياتنا ، أغلبنا يميل الى هذه الجهة …لكن رغم اتباع جميع هذه التعليمات ، و السمع و الطاعة ، لسنا سعداء ..ربما لم نسمع جيدا أو يمكن أصابنا الطرش ، لم نصل الى مُبتغانا من هذه الحياة ، و لم نحقق أهدافنا او ما نصبو اليه فعلا ، فنلف اللفة الغلط ، و نتجه الى الطريق المُعاكس أو الخطأ ، أو حتى يمكن نزيد في السرعة ، فيؤدي ذلك الى : امّا الكسر أو عدم التحكم في المقود ، حدوث تصادم كبير بين رغباتنا الحقيقية و الواقع …و هذا ما يؤدي الى وقوع حادث مؤلم أو مأساة كبرى داخلية ، لكن خسائرها روحية و نفسية .
كل انسان منا مهما كان جنسه أو دينه أو انتماءاته ، يملك جهاز جي بي آس خاص به في اعماقه ، هو مصمم خصيصا له ، هذا الجهاز مبرمج على ارشادك و توجيهك الى كل ماهو في صالحك و يخدمك ، يدلك الى أسهل طريق و باسرع وقت ممكن ، لكن بسبب تراكمات الماضي و الاعتداءات المُكتسبة من المحيطين التي تشَّربها الانسان على مدار السنوات و خاصة في طفولته ، حجبت عنه هذه الخريطة التي تدّله على الكنز …كنز الحياة .
الكل يسعى الى الحب ، المال ، الشهرة ، المنصب …حقيقة جميعها موجودة في الداخل ، كل الاسئلة تملك أجوبتها ، لكنك تحتاج فقط الى الادوات لتثبيت روحك على الطريق …الذي يمكن أن يكون صعب اتباعه في البداية ، بسبب المُعيقات التي خلقتها أفكارنا و معتقداتنا ، و هذا ما شكل جدار من الالم و الخوف ، حصن متين يقاوم كل تغيير أو يسد كل طريق نريد الخوض فيه من أجل العيش في الحياة ، تملؤه الشكوك و المخاوف المخزنة في الأعماق ، و التي الى الآن لم نستطع حتى الاعتراف بها ، أو التعامل معها .
و الكل يريد أيضا سلك نفس الطريق ، و اتباع نفس اللافتات ، للوصول الى نفس النتيجة ..حيواتنا متشابهة ، عاداتنا واحدة ، ديننا واحد …لكن أغلبنا يخل بمبدأ التوحيد … لأن الدين هو اساس المحبة و السلام ، هو دين يُسر ..
فمثلا : عندما نكتب نوايانا للسنة المقبلة ، بدون وعي نشتكي من التي قبلها ، لكننا في الحقيقة تلك السنة أوصلتنا الى ابعد ما نقدر عليه الآن حتى نمر الى ما بعد ذلك ، و لولاها لما تعلمنا و استقبلنا كل هذه المعلومات لتكملة الطريق . فعندما لا اقدّر ما مررت به من تجارب و ما هو موجود الآن ، صعب المرور و الانتقال الى المرحلة التالية …
و هذا المثال ينطبق أيضا على العلاقات ، ففي طريق الحب نقابل عدة اشخاص : زوج ، صديق ، اخ ، جار ، مدير عمل …..و اذا لم نقدّر وجودهم في حياتنا بهذا التوقيت بالظبط ، سنفقد حتما فرصة التعلم و الانتقال الى ما هو افضل …
اذا من اهم معيقات الاستمتاع بالطريق هو الافراط في السرعة و التركيز على المستقبل أو بمعنى اصح على النتيجة ، أو اتباع العادات و التقاليد و ” الدين الموروث” كدرع نحجب به مخاوفنا ، فبدل الاتصال بأجهزتنا الداخلية ، و حقيقتنا التي تناسبنا و ترشدنا الى حياة طيبة …نظل نلف بالغلط أو كما علومنا نلف ، و بالتالي يمكن تكون هذه اللفات مُكلفة جدا ، فنظطر الى سلك طريق آخر و مختلف ، لكن هذه المرة سيكون طويلا و متعبا، و يمكن نرجع الى نقطة البداية …لذلك انتبه فالكون أكبر من أي بلد أو مكان و ليس له زمان .

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
نبذة عن الكاتب: Abbrak User
مستخدم إعتباري لكل المشاركات التي تم حذف حسابات أصحابها لأنها خاملة لأكثر من ١٨ شهر.

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
دورة سر الأنوثة