النفس البشرية بطبيعتها تبحث عن السُبل المختلفة لتحقيق السعادة و الراحة بعيدا عن الألم ، رغم أنّ السعادة و الألم عاملان مهمان يساهمان في تحريك واقعنا ، وتحقيق تغييرات و تحسينات مستمرة عليه .
و كل هذا يعتمد على اعتقاداتنا ، وما نربطها به من أشياء و أشخاص ، مع كثافة حسّية أو خلطة من مشاعر معينة ( ايجابية أو سلبية ) ، فالأشياء التي نقوم بها ، اذا ربطناها بالسعادة ، سنقوم بها حتى لو كانت سلبية و العكس صحيح …فالشخص المُدخن ، لا يرى سوى الشعور الذي يمنحه له التدخين بالرغم من أنّه يدّمر صحته ، و آخر يبتعد عن ممارسة التمارين الرياضية و الريجيم ، لأنّه سوف يتعب و يتألم ، ويحرم نفسه من الاستمتاع بمأكولاته المفضلة …
و المحاضر الذي لا يستطيع الالقاء أمام الجمهور ، يتعرق و يرتجف و يتوتر ، فتضيع عليه الفرصة …
التوتر أو ضغوطات الحياة ، تلك الكلمات التي طالما ارتبطت في أذهاننا بالمعاناة و الألم ، و لكن هل هذا الاعتقاد صحيح ؟
و هل التوتر مصدر للألم ؟ هل يُعد التخلص من ضغوطات الحياة شيء مفيد ؟ أم تُعدّ باب من لأبواب التحدّي و المُضي قُدما ؟
أسئلة كثيرة و الأجوبة متنوعة ، قد يرى البعض أنّ الحياة تفقد لذتها ان لم نكن في جوِّ من التوتر ، والذي يضيف مذاقا من التحدّي الى حياتنا ، فالتوتر لا يقتل السعادة في حياتك ، فعلى العكس التوتر يساعد في تحقيقها ..
الرياضيون الذين يمارسون رياضات مثيرة للتوتر مثل الملاكمة ، كرة القدم ، التزحلق على الجليد …نحن نظنها مصدر للتوتر و المخاطر ، لكنها تمثل بالنسبة اليهم ذروة من المتعة و السعادة .
و للتوتر علامات و أعراض كثيرة ..و أخذت مثال حصل لي شخصيا …حول مسألة رمي الأكل …
عندما يتبقى لدينا كمّية من الأكل ، ماذا نفعل ؟ …نأخذه الى الثلاجة لنحفظه هناك ، فيظل لأيام و لا يريد أن يأكله أحد ، فيفسد أو يتعفن ، عندها فقط يكون علينا رميه بطريقة أسهل و تريحنا أكثر …
هل سألت نفسك لماذا لم تختصر ، و ترميه من البداية ؟
نحن تعودنا للأسف تجنب المواجهات المباشرة مع أنفسنا أو مع الآخرين ، فنقوم بسلوكيات غير مباشرة حتى نلتفت عن هذا الشعور ..
و أحيانا نريد أن نطلب شيئا ما، أو الرد على موضوع معين لم يعجبنا ، لكن نبقى عاجزين و خائفين من ردّة فعل الآخرين ..
أو نتهرب من البوح أو حتى التلميح لمشاعر صداقة أو حب لشخص ما يعجبنا ، فتضيع الفرصة ، لا نتعرف و لا نحب و في الأخير نبكي حظنا السيء …
اننا ببساطة نؤجل المواجهة ، لأنها قوية علينا …نعم قوية ، لكن في البداية فقط ، لذلك أنا قررت أن أرمي ما تبقى من الأكل مباشرة ومن دون تردد ..أعلم أنه ستراودني أفكار ..بأنني مبذرة و غير مُقدّرة للنعمة ، و بأن هناك الملايين تموت جوعا ..احساس بالذنب مع مشاعر ألم …لكنني تعلمت أنه في المرة القادمة سأطبخ على قدر حاجة الأسرة و بالتالي أحافظ على ميزانية البيت ..
فكرة رمي الأكل المتبقي و مواجهة موقف أو شخص معين ، تكون بدايته مؤلمة ، لكنه يبني شخصية و يعلم منهج حياة ، حتى نصبح منتبهين و حريصين أكثر ، و واضحين مع أنفسنا و الآخرين ، نعبر عن آراءنا بحرّية ، ونتحمل مسؤولية قراراتنا مهما كانت خاطئة ، بدل كبتها و تخزينها لسنوات ،لينتج عن ذلك أمراض و أعراض نفسية خطيرة ، علاقات مشوّهة غير متوافقة و لا تناسبنا …
فعندما تتعامل بذكاء وحرص مع حاجاتك ، سوف تتعلم تشتري و تلبس و تأكل على حسب حاجتك ، وتتكلم أو تعبر عن رأيك بكل وضوح و سلاسة و بدون التعدي على الآخرين ، هنا تتعود عل نمط حياة جديد خال من الهدر ، ويتعزز نموك في هذه الحياة و تتحسن علاقاتك ، لأنك بكل بساطة أعلنت وثيقتك الشخصية ..فأحيانا أفضل دروس الحياة نأخذها من مواقف صغيرة و يمكن تكون تافهة بالنسبة لنا ، و لا نعطيها أي اهتمام .
خليك صريح و واضح …أنت ترتاح و تريحنا معك و المدربين يفلسوا ههههه.
روابط الألم و السعادة
1 ديسمبر, 2016
نشر بواسطة Abbrak User
مدة القراءة: 3 دقائق
إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار