يوم الجمعة الماضي كان يوما مميزا، كان إحتفالا بالمولودة الأولى لزميلة دراستي و جارتي في نفس الوقت، إحساس جميل قابلت زميلات الدراسة و الجارات و مضت الأمسية على خير حال حدث فيها موقف علق في ذهني و أحببت أن أشارككم إياه.
إبني الصغير محمد ذو الخمسة أعوام قام بتقبيل المولودة على جبينها عندما كنت أحملها، كان مبتهجا جدا و فرحا جدا بالطفلة و فجأة صرخت إحدى جارتنا عيييييييب!!!
صعقت أنا و كذلك صغيري من الكلمة أردفت بعدها الجارة هذه بنت و أنت ولد عيب عليك أن تقبلها!!! أحسست وقتها أن براءة طفلي و عفويته سلبت
فما كان مني وك(رد فعل) إلا أن طلبت منه أن يقبل خديها الإثنين و فعلا فعل ذلك.
لم أتحدث لها عن براءة الأطفال وملائكيتهم،و لم أخبرها بفداحة تلك الفكرة التي أرادت غرسها في ذهن هذا البرئ،تعمدت إستثارة غيظها وقلت لها سأخبره أن تقبيل البنات الصغيرات أمر مقبول شرعا و عرفا،حتى إذا ما كبر و أصبح شابا فهم معنى الحرام قبل العييب.
موقف عابر لكنه لفت إنتباهي ل(عقلية الذئب والشاة) المنتشرة و المستاغة عرفا و شرعا،دائما يرمز للشاب على أنه ذئب جائع،و على أن الفتاة شاة ساذجة-أكرم الله الجميع-
تلك العقلية أفرزت جيلا لا يعرف كيف يتعامل مع الجنس الاخر،فظهرت الأقطاب المتنافرة إما(يمين متطرف)يعتبر أن كل تعامل و تواصل بين الرجل و المرأة هو مفسدة للدين و الخلق حتى إن كان ذلك التعامل معلنا،ضمن حدود الشرع و داخل إطار الأدب و الأخلاق الفاضلة، أو يسار متطرف متهتك منحل يبحث عن غرائزه وحسب يعتبر أن كلما يمثله الجنس الاخر هو متعة و لذة فقط.
الحل لهذه المعضلة هي بالوعي أنه ليس كل رجل ذئب و ليست كل فتاة شاة إذا التزموا بالضوابط الشرعية و الأخلاقية في التعامل مع الاخر،
تقبلو شبابكم أياها الوالدين كما تقبل محمد-صلى الله عليه وسلم-الشاب الذي جاء يستأذنه في الزنا ، أشبعوا بناتكم حبا و مدحا و تقديرا وتقبيلا كلما أقبلو كما كان يفعل قدوتنا -صلى الله عليه وسلم- مع فاطمة إبنته رضي الله عنها، و إن أخطاؤوا فاعلموا أن الله يغفر الذنوب جميعا،تغافلوا عن زلاتهم و أعيدوا لهم ثقتهم في ذواتهم بغفرانكم لهم، و لا تذكروهم بها لا تصريحا ولا تلميحا،حببوا لهم الرياضة والعمل أيا كان و تبنوا مهاراتهم و هواياتهم و كما قيل(الهوايات تهذب الهوى).
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار