يقول د. ديباك شوبرا(إذا لم تعجبك قصتك غيرها) يقصد هنا قصة حياتك و رحلتك في البحث عن شغفك و رسالتك في الحياة، هذا ماقمت به شخصيا واعتز به لأنه أجمل و أفضل إحتمال لي حاليا،منذ المرحلة الثانوية ورغم إختياري المساق العلمي أحببت علم النفس الذي تعرفت عليه عن طريق باحثات إجتماعيات كن يقضين فترة تدريبية في مدرستي، عشقت نظرتهن للحياة،تحليلهن لشخصياتنا، و كتبهن التي يقرأنها .
أحسست أنه عالم مثير ، يتعامل مع أهم عنصر في الوجود الإنسان،قررت حينها أن أجتهد و أدرس الطب البشري ثم أتخصص طب أمراض نفسية و عصبية،الحمد لله تخرجت بمعدل أقل من كلية الطب بقليل،فدخلت كلية علوم المختبرات الطبية و تفوقت فيها، أثناء دراستي الجامعية تزوجت بعد إنهاء العام الأول،و هنا إحتجت لهذا العلم ثانية لفهم نمط شخصية و سلوك الرجل عموما، و سيكولوجية الحياة الزوجية خصوصا ، أذكر وقتها أني كنت لا أمل القراءة في موضوع تحليل الشخصيات و اطبق ذلك على كل من حولي، ثم بنهاية العام الثاني أصبحت أما و كانت هذه نقلة نوعية في حياتي لقد أصبحت مسؤولية عن طفلة صغيرة إحساس جميل،ممزوج بالخوف و القلق من هذه المسؤولية الجديدة و عدت مرة أخرى للبحث في علم نفس الأمومة و الطفولة، وبعد تخرجي بتفوق طلبت الجامعة مني الإلتحاق ك(معيدة) و بعدها إكمال دراساتي العليا في تخصصي الأحياء الدقيقة،فضلت الإشراف على تربية إبنتي و إبني الجديد لأن ذوي الإختصاص من نفسانيين و تربويين يؤكدون على أهمية و خطورة هذه المرحلة من حياة الأبناء و أن ما بعدها يبنى عليها، وهنا بدأت أكتشف ذاتي أكثر، نعم تفوقت أكاديميا و لكني كنت غريبة عن ذاتي الحقيقية، في هذا الوقت كنت أسمع و أتابع مدربي البرمجة اللغوية العصبية آنذاك، و أن كل سلوك يمكن تعديله سواء في الوالدين أو الأبناء، بدأت رحلتي، ولا تتوقعوا أن هذه الخمس سنوات بعد تخرجي مرت بهذه السلاسة فقد تخللتها منعطفات قوية و دوامات من التناقضات، حتى قررت نهائيا تغيير مجالي المهني و الأكاديمي حيث يرتاح قلبي، و لا أحس بمرور الوقت، حيث أجد قدواتي و رموزي في الحياة، حيث أكتب بسلاسة و(حماسة كما قالت لي إبنتي) و أقرأ بشغف ، حيث غيرت نظرتي للحياة و للآخرين ،و كما قال راندي باوش في كتابه المحاضرة الأخيرة(إذا أخبرت بأن أيامك محدودة فإن أغلب ندمك سيكون على ما لم تفعله في حياتك وليس على ما فعلته)* (الناس أكثر قيمة من الأشياء)*
ركزت على المتاح أمامي و بدأت رحلتي مع الوعي،و فهم الرسائل الربانية الخفية في كل تدابير حياتي،و ها أنا ذا أكتب لكم اليوم بداية قصتي مع شغفي، و رحلتي مع أجمل إكتشافاتي (ذاتي)، خلاصة القول بادر بالعمل على إكتشاف شغفك و أداء رسالتك الروحية في الحياة من خلاله و ستعيش أجمل حياة بإذن الله.
*من تلخيص كرتوني ل د. محمد أسامة(أخضر) لكتاب المحاضرة الأخيرة ل راندي باوش.
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار