اريد أن أكبر، أن اسافر، أن أختلي بنفسي، أن أغير عملي أن أقطع علاقتي مع فلان أو فلانة، أن أتزوج أطلق أمارس الرياضة أن أتعلم لغة جديدة أن أخسر الوزن الزائد، ولائحة الأشياء التي نرغب في عملها أو التوقف عن عملها طويلة وتزداد طولا مع مرور السنين، نضعها على لائحة الإنتظار دون تحديد لموعد لتنفيذها، وما تلبث رغباتنا تتحول إلى أماني بلهاء نثقل بها كاهل خيالنا دون فائدة، لا نقدم عليها لعدة أسباب أهمها الخوف من فعل شئ جديد لم نفعله من قبل و نفضل اللإبقاء على ما في ايدينا حتى وإن كان غير كاف أو مشبع، ناقص جدا وحتى مؤذ ومحبط فعلى الأقل هذا وضع تعودنا عليه ونعرف حيثياته وما ينتج عنه، أو نعتقد خطأ أن إدخال شئ جديد لعالمنا قد يغيره سلبيا ويخل بتوازنه مع العلم أن أغلبنا يعيش في عالم مختل التوازن اصلا، أو ربما نخشى آراء من حولنا فينا إن نحن حسنا من وضعنا سواء ماديا أو معنويا، إن نحن أطلقنا العنان لأنفسنا وحلقنا في سماء الكون عاليا مستعملين أجنحة الحب والأحلام التي وهيها الله لكل منا، فأغلبنا يتشبه بالشجرة، يغرس جذوره عميقا في الأرض إلى أبعد نقطة يستطيع الوصول إليها حتى لا يزعزعه أحد من مكانه ولا حتى هو إن عاد يوما لوعيه وقرر أن يتحرك، و الغريب والمثير للسخرية أن حتى الأشجار تتحرك من مكانها إن اضطرت لذلك، تركب الطائرة وتسافر من بلد لآخر لإعمار الكوكب وتحسين جودة الهواء والحياةز
فقط افعلها بكل بساطة فالأمر لا يحتاج لقوة خارقة ولا لطاقة مستحيلة، فكر قليلا ورتب أمورك وأولوياتك، جهز مشروعك فكرتك قرارك أو خطوتك،تنفس بعمق عدة مرات، توكل على الله وامضي، لن تموت ان لم ينجح الأمر بل قد تحس بالحياة كما لم تحس بها من قبل، تحدى نفسك قليلا سابقها إلى أبعد نقطة واستمتع بالسباق، لديك رؤية أو نصف رِؤية أو حتى شئ بسيط من نظرة وراء ستار مظلم، لا ياس بذلك فقط تشجع وتحرك من مكانك فأنت لست شجرة، لا تبحث عن الضمانات لأنك أنت الضمان الوحيد، الضمان على أنك ستستمر حتى بعد الفشل، ستنهض مجددا بعد الوقوع،ستبرأ بعد السقم، ستبتسم بعد البكاء وتفرح بعد الألم، أنت هنا لتفعلها وتتعلم.
قد تكون الأعمال بنياتها ولكن عيب علينا أن تكون كل أعمالنا مجرد نيات….
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار