عندما نتحدث عن موضوع مصاصي الطاقة ، فهو أكيد موضوع مُهّم و خطير ، على الصعيد الشخصي و العالمي و حتى على مستوى الكون ، هذا النوع من الشخصيات خطر على الوجود ، و على كل نمّو أو ارتقاء روحاني ، نفسي أو حتى جسدي …
تكوينة مصاصي الطاقة تنشأ منذ الطفولة بسبب تراكمات سلبية مُكتسبة من طرف المحيطين ، لتستمر الحلقة ابتداءا من الوالدين ، الاصدقاء ، الشريك ثم الأبناء …
من المهم أن نعرف أن مصدر طاقة الانسان تُستمد من النفس العليا و التي تنبع طاقتها من الطاقة الكونية النقية ، لكن بسبب هذه التراكمات السلبية التي يتعرض لها مصاص الطاقة تنغلق مسارات طاقاته ، مما يسبب له بلوك في المشاعر ، فيلجأ الى افتراس الضحايا بطريقة مدروسة و ذكية ليتغذى منها ، فضحيته تكون بذبذبات معينة متوافقة مع مستوى ذبذباته ، و بما أنه فنان بلعبة المشاعر عن طريق أحاسيسه : يلتقط ضحاياه باحترافية و يخلق لهم الجو المناسب و المطابق لاحتياجاتهم النفسية ، ليتركهم بعدها مُعلقين ، مٌحتاجين له و لهذه الذبذبات ،،،لكن يجب أن لا ننسى أنّه : كما جذب هذا النوع من الاشخاص ، العكس صحيح ، لأن الضحية التي سنركز عليها في هذا المقال تُسمى بكبش الفدا …هذه التسمية تليق بها لسبب أنه عندما نتعمق في طفولة هذا الشخص ، نجده من النوع الذي رُمي عليه كل سلبيات و مشاكل أفراد عائلته ، فمن الممكن أنه تقمص هذا الدور عن غير وعي ،،، و اذا حسيت ايها القارئ أن هذه التسمية استفزت أو حركت نوعا مشاعرك ، فاعرف أنه يمكن أنك كنت أو لازلت تلعب هذا الدور ، و بادراكك لهذا ، ربما تكون من أولى خطوات الوعي لهذا الخطر المحيط بك ، فأغلب أحاسيس الضحية هو : الضيق ، الاختناق ، عدم تقدير للذات ، الرغبة في الانتحار ، الشعور بالذنب أو العار ، عدم الثقة في الناس ..و كل هذه المشاعر التي اختبرها من التجارب السابقة المتعلقة بعلاقته مع والديه أو آخرين ..لماذا ؟
مثال : عندما يكون أحد الوالدين منزعج من أمر ما ، و يتقرب منه الطفل ، تجده فجأة ينفجر عليه و بدون قصد منه ، يقع الضرر و الأذى على نفسية هذا الطفل ، و حتى لو حس هذا الوالد بالندم ، يكون الأمر منتهيا بالنسبة له ، لأن الأطفال حسّاسون بطريقة عجيبة لا نعيها نحن كراشدين ، فيصبح ذلك الطفل وعاءا يُصب فيه من أخطاء و مشاكل الآخرين ، و يتبرمج على ما يسمعه او يراه منهم ، فهو المخطئ و المُلام على أي صغيرة أو كبيرة في البيت ..اذا انقطعت الكهرباء ، تأخر الباص أو احترقت الطبخة ….
هذا هو الطريق الاسهل لهروب أفراد العائلة عن مواجهة حقيقتهم ، هو الحمل الثقيل و السبب الدائم وراء مشاكلهم ، مما ينتج عن ذلك شخصية مهزوزة ، ترتبط هويتها بالالم و الخوف ، أُعتمد عليه ليلعب هذا الدور ، فلولاه سينكشف أمرهم و يتبهدلوا أمام الناس و المجتمع ، و لن يسمحوا له حتى بمحاولة التغيير أو الابتعاد ، فهو تقنية فعالة و مهمة للخلاص من مواجهة ظلمهم ..و على مدار السنوات يتقوقع هذا الشخص و يبني حصنا متينا من الألم و المعاناة و يأمنه ، يفقد من خلاله كل شعور من أمل و سعادة ، فيظل يجذب كل ما يقلل من شأنه أو يستفزه ، يبكي على حظه المنحوس ، و يتعايش معه و مع كل هذا المخزون الهائل من المشاعر المُحبطة ، فهو في الأخير هذا كل ما اختبره ، و عاشه مع أهم أشخاص في حياته ، تعلم منهم كيف يحب و ماهو شكل الحب …الحب المرتبط بالألم ، بل هو يتلذذ به و بالأغاني الحزينة و الافلام الرومانسية و التي كلنا نعرف نهاياتها ….
مصاص الطاقة يركز على احتياجات النفسية للضحية : الأمان ، التقدير و الشعور بالاهتمام ، الكلام المعسول ، تركه مُعلقا على أمل علاقة جدية ، الاحتياجات الجنسية ….
فالشخص الغير الواعي لهذا الأسلوب ، هو في علاقة اضطهاد ، و يجب التيقظ لحقيقة مصاص الطاقة لأنه صراحة انسان كاذب و محتال حتى لو مثّل العكس ، هو متلاعب خطير و يضرب على الوتر الحساس ، و كل هذا من أجل مصلحته فهو لا يهتم بأي أحد مهما كان ، سوى بنفسه .
هذا النوع هو من أسوء العلاقات ، بل انها في الاصل ليست علاقة بل استنزاف غير محدود ، مرض خطير يجب استئصاله من جذوره ، فمصاص الطاقة هذا لا يكتفي بشفط طاقتك و حسب ، ىل انه سيُلقي كل ماهو سلبي في حقلك الطاقي ، و للأسف الخسائر تكون كبيرة من أمراض نفسية و جسدية …و في الغالب لا يُنصح العيش أو التعامل مع هذه النوعية من الناس ، لأنهم لا يتغيرون الا بمعجزة ، أو بمعنى أصّح لا يريدون التغيير فهم يتاحشون جوانبهم المظلمة ، و لا يعترفون بها ، و تظل هذه الضحية كبش فدا لكل من سوّلت له نفسه بالاعتداء و التعدي على حقوق الآخرين ….فانتبهوا و حددوا موقعكم في أي علاقة .
يتبع …..
كبش الفدا
2 فبراير, 2017
نشر بواسطة Abbrak User
مدة القراءة: 4 دقائق
إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار