كبش الفدا

مدة القراءة: 4 دقائق
حفظ (1)
ClosePlease loginn

No account yet? Register

عندما نتحدث عن موضوع مصاصي الطاقة ، فهو أكيد موضوع مُهّم و خطير ، على الصعيد الشخصي و العالمي و حتى على مستوى الكون ، هذا النوع من الشخصيات خطر على الوجود ، و على كل نمّو أو ارتقاء روحاني ، نفسي أو حتى جسدي …
تكوينة مصاصي الطاقة تنشأ منذ الطفولة بسبب تراكمات سلبية مُكتسبة من طرف المحيطين ، لتستمر الحلقة ابتداءا من الوالدين ، الاصدقاء ، الشريك ثم الأبناء …
من المهم أن نعرف أن مصدر طاقة الانسان تُستمد من النفس العليا و التي تنبع طاقتها من الطاقة الكونية النقية ، لكن بسبب هذه التراكمات السلبية التي يتعرض لها مصاص الطاقة تنغلق مسارات طاقاته ، مما يسبب له بلوك في المشاعر ، فيلجأ الى افتراس الضحايا بطريقة مدروسة و ذكية ليتغذى منها ، فضحيته تكون بذبذبات معينة متوافقة مع مستوى ذبذباته ، و بما أنه فنان بلعبة المشاعر عن طريق أحاسيسه : يلتقط ضحاياه باحترافية و يخلق لهم الجو المناسب و المطابق لاحتياجاتهم النفسية ، ليتركهم بعدها مُعلقين ، مٌحتاجين له و لهذه الذبذبات ،،،لكن يجب أن لا ننسى أنّه : كما جذب هذا النوع من الاشخاص ، العكس صحيح ، لأن الضحية التي سنركز عليها في هذا المقال تُسمى بكبش الفدا …هذه التسمية تليق بها لسبب أنه عندما نتعمق في طفولة هذا الشخص ، نجده من النوع الذي رُمي عليه كل سلبيات و مشاكل أفراد عائلته ، فمن الممكن أنه تقمص هذا الدور عن غير وعي ،،، و اذا حسيت ايها القارئ أن هذه التسمية استفزت أو حركت نوعا مشاعرك ، فاعرف أنه يمكن أنك كنت أو لازلت تلعب هذا الدور ، و بادراكك لهذا ، ربما تكون من أولى خطوات الوعي لهذا الخطر المحيط بك ، فأغلب أحاسيس الضحية هو : الضيق ، الاختناق ، عدم تقدير للذات ، الرغبة في الانتحار ، الشعور بالذنب أو العار ، عدم الثقة في الناس ..و كل هذه المشاعر التي اختبرها من التجارب السابقة المتعلقة بعلاقته مع والديه أو آخرين ..لماذا ؟
مثال : عندما يكون أحد الوالدين منزعج من أمر ما ، و يتقرب منه الطفل ، تجده فجأة ينفجر عليه و بدون قصد منه ، يقع الضرر و الأذى على نفسية هذا الطفل ، و حتى لو حس هذا الوالد بالندم ، يكون الأمر منتهيا بالنسبة له ، لأن الأطفال حسّاسون بطريقة عجيبة لا نعيها نحن كراشدين ، فيصبح ذلك الطفل وعاءا يُصب فيه من أخطاء و مشاكل الآخرين ، و يتبرمج على ما يسمعه او يراه منهم ، فهو المخطئ و المُلام على أي صغيرة أو كبيرة في البيت ..اذا انقطعت الكهرباء ، تأخر الباص أو احترقت الطبخة ….
هذا هو الطريق الاسهل لهروب أفراد العائلة عن مواجهة حقيقتهم ، هو الحمل الثقيل و السبب الدائم وراء مشاكلهم ، مما ينتج عن ذلك شخصية مهزوزة ، ترتبط هويتها بالالم و الخوف ، أُعتمد عليه ليلعب هذا الدور ، فلولاه سينكشف أمرهم و يتبهدلوا أمام الناس و المجتمع ، و لن يسمحوا له حتى بمحاولة التغيير أو الابتعاد ، فهو تقنية فعالة و مهمة للخلاص من مواجهة ظلمهم ..و على مدار السنوات يتقوقع هذا الشخص و يبني حصنا متينا من الألم و المعاناة و يأمنه ، يفقد من خلاله كل شعور من أمل و سعادة ، فيظل يجذب كل ما يقلل من شأنه أو يستفزه ، يبكي على حظه المنحوس ، و يتعايش معه و مع كل هذا المخزون الهائل من المشاعر المُحبطة ، فهو في الأخير هذا كل ما اختبره ، و عاشه مع أهم أشخاص في حياته ، تعلم منهم كيف يحب و ماهو شكل الحب …الحب المرتبط بالألم ، بل هو يتلذذ به و بالأغاني الحزينة و الافلام الرومانسية و التي كلنا نعرف نهاياتها ….
مصاص الطاقة يركز على احتياجات النفسية للضحية : الأمان ، التقدير و الشعور بالاهتمام ، الكلام المعسول ، تركه مُعلقا على أمل علاقة جدية ، الاحتياجات الجنسية ….
فالشخص الغير الواعي لهذا الأسلوب ، هو في علاقة اضطهاد ، و يجب التيقظ لحقيقة مصاص الطاقة لأنه صراحة انسان كاذب و محتال حتى لو مثّل العكس ، هو متلاعب خطير و يضرب على الوتر الحساس ، و كل هذا من أجل مصلحته فهو لا يهتم بأي أحد مهما كان ، سوى بنفسه .
هذا النوع هو من أسوء العلاقات ، بل انها في الاصل ليست علاقة بل استنزاف غير محدود ، مرض خطير يجب استئصاله من جذوره ، فمصاص الطاقة هذا لا يكتفي بشفط طاقتك و حسب ، ىل انه سيُلقي كل ماهو سلبي في حقلك الطاقي ، و للأسف الخسائر تكون كبيرة من أمراض نفسية و جسدية …و في الغالب لا يُنصح العيش أو التعامل مع هذه النوعية من الناس ، لأنهم لا يتغيرون الا بمعجزة ، أو بمعنى أصّح لا يريدون التغيير فهم يتاحشون جوانبهم المظلمة ، و لا يعترفون بها ، و تظل هذه الضحية كبش فدا لكل من سوّلت له نفسه بالاعتداء و التعدي على حقوق الآخرين ….فانتبهوا و حددوا موقعكم في أي علاقة .
يتبع …..

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
نبذة عن الكاتب: Abbrak User
مستخدم إعتباري لكل المشاركات التي تم حذف حسابات أصحابها لأنها خاملة لأكثر من ١٨ شهر.

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن

استشارات نفسية وعلاجية لدعمك

الاستشارة مع الدكتورة فاطمة الزهراء اخصائية نفسية ومعالجة بالوعي. برنامج علاجي ودعم نفسي مدروس بعناية ورأي سديد يساعدك على تخطي المراحل الصعبة في حياتك لتستعيد نشاطك وتتخلص من الصدمات في وقت قياسي

أنقر هنا لتعرف المزيد