أمضيت ساعة وعشرين دقيقة صباح الأمس في المحطة أنتظر القطار، وبينما كنت أفعل ذلك رحت أراقب المسافرين مرورا بوجوههم وأجسادهم إلى ملابسهم وحقائبهم ثم أحاديثهم، في مخيلتي كنت غارقة في التحليل والتكهن بما قد تكون خلفياتهم، بما تعنيه نظراتهم مشيتهم وقفتهم…… ربما لون اخر كان ليناسب السروال افضل، حقببة يد اصغر كانت لتتماشى مع فستانها وتجمله، لم لا تخفض صوتها؟ ما باله ذاك مكفهر الوجه؟ لو ابتسم لاصبحت سحنته القبيحة اجمل قليلا، لم لا يقوم ببعض التمارين الرياضية ليتخلص من بطنه الكبيرة…لم هذا ولم ذاك وفجأة أفقت من هلوساتي…يا الهي مالذي أفعله؟ كيف تجرأت وانغمست باعادة تصوير الآخرين ومحاولة هندسة اشكالهم ملابسهم كلماتهم ضحكاتهم..تبا لفعلتي!!
لدي اله احبه واعبده واقدسه، هذا الاله ملأ قلبي بالحب والحياة والفرح خلقني وحباني بالكثير من النعم والعطايا، اناديه فيسمعني اسأله فيعطيني اطرق بابه فيفتح بسرعة البرق، لايكلني لغيره ولا يتركني للقهر والحزن والوحدة ابدا لأنه يحبني كما احبه، كما يحب جميع خلقه بمن فيهم اولئك الذين قضيت جزءا كبيرا من وقتي ادس انفي في خصوصياتهم واقارن بين اشكالهم وملابسهم وكلامهم، اشكالهم التي صنعها الله الذي اسعى لنيل رضاه واتمنى ان يقبل مني اعمالي ونواياي، ان يقبلني كما انا بكل حالاتي، انا التي تجد في الكثير من الاحيان صعوبة في تقبل الاخرين المختلفين عني….هل اعاني الانفصام ام انني انافق نفسي او ربما احس برفعة زائفة وسلطة فارغة تخولني ان انتقذ الآخر واحكم عليه حتى ذلك الذي لا أعرفه، ربما يكون مجرد حوار داخلي لا يسمعه سوى ربي وانا ولكن ذلك لا يعني انه مقبول او جيد او حتى لا باس به….
حسن لقد فكرت مليا وقررت الاتي لن اسمح لنفسي بالحكم على اي شخص بعد الان لا من بعيد ولا من قريب، وكلما انزلق مني خيالي وبدا بالتطفل او التهكم على حياة غيري ساكرر الاتي : انا لا احكم على الناس ابدا لان ذلك خطأ، انا اتخلص من هذه العادة السيئة، انا اتقبل الناس باختلاف اشكالهم وملابسهم وطريقة كلامهم، انا لست الها انا انسانة تحترم البشر الاخرين قولا وفعلا، انا تبت من ذنبي هذا توبة نصوح ولن اعود اليه باذن الله، اللهم اقبل مني.
كيف تجرأت وفعلتها؟
12 يوليو, 2016
نشر بواسطة Abbrak User
مدة القراءة: 2 دقائق
إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار