سؤال تردد على ذهني كثيرا قال تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) ما سر عدم تحديد أجر العافي عن الناس؟؟؟
لماذا أيضا يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (ما زاد الله عبدا بعفو الا عزا) و يقول أيضا غاندي (الضعيف لا يسامح التسامح سلوك الأقوياء)!!!!!
يا ترى ما سر العز و القوة الذي يمنحه العفو لصاحبه؟ على ماذا تغلب المتسامح ليصبح أكثر قوة وعزة؟
قبل الاجابة على السؤال يجب أن أوضح( أنني لا أدعو للتنازل عن الحقوق و السماح للاخرين بالتعدي عليك)،كلامي هنا يخص سلامة الصدر و نقاء القلب تجاه من تعدى عليك.
العافي عن الناس يمتلك القوة الحقيقية لهزيمة تلك الأنا المتعجرفة (الايجو) تلك النفس الأمارة بالسوء التي تدعوك للانتقام و رد الاعتبار،حبك المكائد وترقب الفرص لاظهار الشماتة والتشفي بالغير،هو يعلم أن المخطئ قد أساء لنفسه قبل أن يسئ له وأنه عرض نفسه لتسويات القدر وعدل الله المنتقم الجبار،هو يعلم يقينا أنه بمجرد تذكر المذنب بحقه تبدأ دوامة الغضب والمشاعر السلبية هذه الدوامة النكدة لا تجلب معها سوى سلسلة من الأمراض التي لاحصر لها، هو يعلم أن الاستثمار الأمثل لطاقته يكون حال نقاء سريرته و سلامة صدره.
لو كانت سلامة الصدر أمر ثانويا لما ذكرت قبل التنعم المادي في الجنة قال تعالى (و نزعنا مافي صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار) فكان النعيم المعنوي أولا بنزع الأغلال و الأحقاد تمهيدا للتمتع بالنعيم المادي المحسوس في الجنة.
لذلك لا نستغرب أن يكون المتسامح من أكثر الناس توفيقا و بركة،و من أنضر الناس وجوها و أكثرهم شبابا مهما تقدموا بالعمر،هم عرفوا مهمتهم في الحياة،و تركوا الخلق للخالق فعوضهم الله أجرا غير محدود في الدنيا قبل الاخرة.

استشارات نفسية وعلاجية لدعمك
الاستشارة مع الدكتورة فاطمة الزهراء اخصائية نفسية ومعالجة بالوعي. برنامج علاجي ودعم نفسي مدروس بعناية ورأي سديد يساعدك على تخطي المراحل الصعبة في حياتك لتستعيد نشاطك وتتخلص من الصدمات في وقت قياسي
أنقر هنا لتعرف المزيد
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار