عندما كنت تلميذة في الإعدادية اكتشفت حبي الكبير للشعر واللغة والكلمة الرنانة، كانت حصة اللغة العربية أحب الحصص إلى قلبي وكنت أنا وزملائي محظوظين كثيرا إذ من الله علينا باستاذ رائع جعل لنا أجنحة من الكلمات االجميلة تطير بنا دون أن نغادر الفصل، كبرت وغادرت المدرسة وأهملت شغفي وولعي بالقلم، مضت بي الحياة بين صفعات كثيرة وأحضان قليلة وظننت لمدة طويلة أنني لا أملك الوقت لهواية مثل الكتابة، وانغمست في الوظائف المتعددة التي زاولتها، إلى أن جاء يوم أفقت فيه من هذياني وكوابيسي وأدركت بعد مشوار طويل مؤلم ، أنني اخترت عن لا وعي طريق الشقاء حين أدرت ظهري لموهبتي التي أنعم الله علي بها، خنتها وتنكرت لها….قررت يومها أن أصالحها واصالح بها نفسي، لم يكن الأمر سهلا ولم يكن صعبا، كان ممتعا جدا، مليئا بالتحدي وباعثا على الفرح والنشوة، عادت الحياة إلى أوصالي كزهرة تسقى بماء بعد عهد طويل من الجفاف.
قصتي لا تختلف كثيرا عن قصتك، لكل منا موهبة واحدة أو أكثر إن أخلص لها وقدم لها الرعاية والإحترام جعلت من حياته حيوات متعددة، وإن استمع للأصوات الخائفة داخله وحوله هلك وهو يحسب نفسه من الناجين، لا قيمة لحياة مستنسخة عن آلاف الحيوات الأخرى، ولا قيمة لشخص مستنسخ عن آلاف الأشخاص الآخرين، قد يظن بعضنا أنه لا موهبة لديه وهذا أمر مستحيل لأن الله خلقنا جميعا بصفات مشتركة وسمات وفضائل خاصة جدا ومميزة، وإن كنت لا تعرف ماهي موهبتك اجلس في مكان هادئ وفكر ماهو الشئ الذي تحبه كثيرا و تفعله بكل سهولة وتلقائية، قد يكون الرسم أو الموسيقى، الكتابة البرمجة أو العلاقات الإجتماعية والتعامل مع الناس، الهندسة المغامرات الكوميديا……قد يكون أي شئ وفي اي مجال، ومن المواهب ما لا يعد ولا يحصى، ومنها أيضا الغريب والعجيب ولكن الأكيد أنك ما إن تؤمن بموهبتك الخاصة وتغذيها وتعاملها بحب واحترام وتقدير حتى تبدأ المعجزات والهدايا تتجلى داخلا على شكل ضوء ينير روحك وخارجا على شكل استقرار وتناغم و اندماج في الكون.
ملحوظة: منذ عدت إلى موهبتي تغيرت كثيرا وتغيرت حياتي، لا زلت بنفس الوظيفة وتقريبا بنفس الظروف لكنني لم أعد أبدا نفس الإنسانة، أنا اليوم أعيش أسعد ايامي وبابسط الطرق التي ماكنت لأفكر فيها من قبل، وأنهيت أول كتاب لي وسيرى النور قريبا جدا بإذن الله.
لا تبخسوا أبدا مواهبكم وتحقروها، لا توجد موهبة تافهة أو بسيطة،أعطو موهبتكم فرصة لتجعلكم الأشخاص الرائعين الذين يجب أن تكونوا عليهم.
هل أنت موهوب؟
8 يوليو, 2016
نشر بواسطة Abbrak User
مدة القراءة: 2 دقائق
إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار