قبل فترة كتب صديقي العزيز عارف في صفحته واصفا المرأة العاقر بطريقة فريدة كعادته:
“المرأة العاقر،هي تلك التي لا تجد رجلا واحدا مستعدا لتكبد عناء إصلاح نفسه من أجلها.”
فهزني هزا شديدا هذا البوست ، في البداية وجمت كثيرا و ابتعدت عن حاسوبي … تلاطمت في ذهني ذكريات المواقف و الخيبات و سنوات الوحدة … و لذت بصمت رهيب .. حتى النقر على أيقونة الإعجاب أغفلتها… باتت لا تشكل أية أهمية..ما فائدة ذلك و أنا لم أنجح بعد في تشريح هذا التصحر في إيجاد ذلك “الرجل المستعد …… ” آه يا نفسي كم تحتاجين إلى تفحصك
و الانكباب على إصلاح ما اعوج فيك …
أنت تضرب في الصميم عارف .. تكشفنا أمام ذواتنا حتى نكف عن التغافل و نسير بجد و إخلاص في مسيرة الإصلاح و التطهر… أنا فهمت الرسالة جيدا …و على قدر صدمتي لاحت بوادر … أدعو الله في سري و خلواتي أن ييسر لي المسير و لكل من لا تكابر …
و بعد عمل متواصل أردت من خلاله تعلم معنى القبول و بداته بتقبل وحدتي … فهل يمكنكم أصدقائي أن تستشعروا ماذا يعني لي ، أن أكون وحيدة في أيام وليالي رمضان… ؟ وكيف استشعرت أثرها هذا العام؟
لقد كانت رحلة استشعرت أثرها الواضح في التعمق في فهم ذاتي… و في السماح بتزاحم الأسئلة في رأسي الصغير، و بمحاولة الفهم بعمق لماذا بقيت وحيدة؟ دونا عن باقي أقراني!!!!
كنت أتساءل …هل لذلك علة وسبب؟ هل فيها الخير لي؟ هل هذه هي ضريبة التطهر؟ أم أن هناك اعتراضات ما في أعماقي وجيناتي جعلتني أستأنس بالوحدة؟ لست أدري؟ …. بلا … بلا …. أصبحت أدري!! بفضل هذا القبول لوحدتي الذي لففت به نفسي لهذا العام دونا عما سواه من الأعوام العشرة الماضية … فالمشاعر التي كانت متضاربة في داخلي أصبحت أكثر ترتيبا.
أصبحت مؤخرا أكثر استفادة من وحدتي، بل لقد أصبحت رفيقتي. بها و فيها ومعها ومن خلالها غصت في الأعماق، أصبح دعائي أكثر شفافية، صلاتي أكثر خشوعا، نظرتي لجسدي أصبحت مفعمة بحب غريب لم أشهده من قبل، أصبحت أكثر هدوء و أكثر استشعارا للحظة
عندما أخرج لقضاء بعض حاجاتي، أصبحت أكثر مراقبة للناس و الجماد و النبات و الحيوان …كلامي أصبح قليلا.. يسيرا.. دقيقا … لم أعد أعبه بأن البعض لا يفهم بعض عباراتي…لكنني فقط أقولها في معرض تعاملي و أمشي بسلام…
في لحظة غفلة سمحت دون وعي مني بالابتعاد عن صمتي و اعتكافي الذي ارتضيته لنفسي في رمضان ، فأمهلني جسدي بضعة أيام، ثم تدخل بإصمات حبالي الصوتية ببحة لم يكن لها سبب مباشر… فهمت الرسالة و عدت لصمتي و وحدتي التي أردتها هذا العام مطهرة لروحي…
يا الله… يلفني شعور أن أمرا قدريا سارا مبهجا سيتجلى بعد رمضان… بفضلك وحدتي المقدرة المختارة المتقبلة هذا العام… لأنني لم أعد أعتبرك عارا أخبئه عن الناس أو عقابا عن ذنب مجهول ربما اقترفته في لحظة غفلة أو عدم استحقاق للحياة الأسرية العادية … بل اعتبرتك معلمة و مهذبة و مطهرة، فقد ذقت حلاوتك في رمضان …تقبلتك بحب فأغدقت علي من فيضك المستتر …
اللهم لك الحمد… عائشة صالح شايب
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار