...

إنما المستشرفون إخوة

»  إنما المستشرفون إخوة
مدة القراءة: 3 دقائق

مصطلح "المستشرفين" ظهر في الآونة الأخيرة تحت وطأة التغييرات التي حدثت وتحدث في المملكة العربية السعودية المتعلقة بإطلاق الحريات الشخصية وتغيير قوانين الأحوال الشخصية وذلك إستعدادا للإنطلاق بالبلاد نحو العدل الإجتماعي ومنح المرأة حقوقها كإنسانة مستقلة تملك من العقل ما يؤهلها لأن تدير شؤن حياتها بنفسها مما يرفع الظلم الذي مورس عليها بفعل عقود من الإنغلاق والإغراق في التشدد الديني والإجتماعي مما أفرز نفسيات مرهقة عانت منها المرأة كثيرا.

المقصود بالمستشرفين هم تلك المجموعة من الأشخاص الذين يعتدون على حريات الآخرين بالسب والشتم والطعن في الشرف والكرامة الإنسانية وحتى في أصل الإنسان وإنتمائه لوطنه من أجل تحطيمه والظهور بمظهر "الشريف، العفيف" الذي يدافع عن الدين. متخيلين أن هذا سيجعلهم يبدون كأشخاص ملتزمين بتعاليم الدين ومتعالين فوق آفات النفس ونقائصها وأنهم ابعد ما يكونون عن القيام بالأفعال التي ينتقدونها بشدة. هذة هي احلامهم أو اوهامهم التي يروجون لها.

لم يتركوا احدا إلا وإنهالوا عليه بالسب والشتم ونحن نعلم تماما أن شدة المعارضة وشدة الحقد إنما تنبع من محاولة إبعاد الشبهة عن أنفسهم. إذا أردت أن تبدو بريئا من فعل هاجمه وهاجمه بشدة وهكذا سيفهم الجميع أنك ضد ذلك العمل ولم ترتكبه في حياتك قط. طبعا هذة هي فكرتهم ولكن من خلال تتبعنا لمشاكل المجتمع المختلفة وبالنظر إلى طبيعة النفس البشرية نحن على يقين أن من يعترض بشدة هو على الأرجح منغمس في الأمر بشدة أو على الأقل مارسه في فترة من قترات حياته، والآن يريد أن يكفر عن ذنبه المزعوم. هذا نمط سلوكي واضح يعرفه كل تدبر قليلا في حياة الناس وكل من درس شيئا من علم النفس.

هذة ليست مشكلتنا لو كانت محدودة ببلد واحد إذ مع الوقت ستعم المعرفة وتنتشر الثقافة الجديدة بدعم القانون وسلطة الدولة، لكن المشكلة الحقيقية أنها ثقافة منتشرة تقريبا في كل الثقافة العربية، ولا تكاد تسلم من الأمر دولة أو شعب. يمارسون كل أنواع الأفعال التي ينهون الناس عنها ويصارعون كل من أراد الحياة تحت ذرائع دينية وإجتماعية وواقعهم عكس ذلك تماما. يستشرفون على الضعفاء فقط وأما أصحاب السلطة والنفوذ فكأنهم لا يرونهم، ليس لأن هؤلاء يرتكبون في العلن ما يخل بالصورة العامة ولكن لأن الشعوب منافقة ترى الحقيقة حسب مزاجها ومصلحتها. يستخدمون الضعفاء ليصعدوا على أكتافهم ويتقززون في العلن من كل الأفعال التي يقومون بها في السر. ظاهرهم شيء وباطنهم شيء والسنتهم أشياء.

إنه النفاق الذي يسيطر على عقول العرب لكن يكفي أن تذهب إلى مراكز الشرطة والمستشفيات والمحاكم لتعرف الحقيقة. الحقيقة أنهم لم يتركوا جريمة ولا رذيلة ولا كبيرة ولا صغيرة إلا إستمرؤها وإرتكبوها ولكن تأبى أنفسهم المنافقة إلا تكذيب الواقع وإنكار ما يعرفه الجميع. يتظاهرون بالعفة والطهارة ونظافة اللسان ويمثلون أدوار البراءة فقط عندما يكون هذا في مصلحتهم. يعرفون كل الأمور المخالفة التي ينهون عنها بل ويسمعونها في بيوتهم ويهانون في أوساط عائلاتهم كل يوم ولكن على مواقع التواصل الإجتماعي هم رائعون وأشخاص لم يسمعوا بتلك الكلمة ولم يقوموا بذلك الفعل أو لم يتمنوا القيام به.

معظم العرب منافقين جبناء لا يستطيعون الحياة بوضوح ولذلك كل شيء يحيط بهم غامض مبهم غير محدد الملامح. حتى كلامهم تلميح وإشارات لا معنى له. تثور ثائرتهم على كل من يتحدى نظامهم الإجتماعي المترهل والمثقل بقرون من الجهل والتخلف والنفاق والكذب. عندما تكشف حقيقتهم أو تتصرف أنت على حقيقتك تصبح عدوهم الأول. لا يريدونك حقيقي، لا يريدونك واضح، لا يريدونك أن تعريهم امام أنفسهم.

مجتمعات منافقة وإن أنت أذعنت لهم لن تفلح ابدا وفي النهاية ستخسر نفسك وجوهرك ولن تجدهم معك لأن هذج هي طبيعة المنافقين. أنقذ نفسك وعش الحياة التي تريدها وأنا أضمن لك أنهم بعد أن تتفوق عليهم سيتبعونك. لا تضع مصيرك في أيدي الأغبياء لأنهم لو كانوا صادقين لما كان هذا حالهم. إبدأ يومك بقوة وإصنع أسطورتك وأترك المنافقين في طغيانهم يعمهون.

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

@peepso_user_1663(Ruya Barakat)
بدأ يومك بقوة وإصنع أسطورتك وأترك المنافقين في طغيانهم يعمهون.

الخوف سبب تفشي النفاق , ولا يكسر هذا الخوف الا بالقوة , او كما تقول انت دائما , خلق هذا الكون ليخضع للشجعان :)
@peepso_user_1(عارف الدوسري)
@peepso_user_1663(Ruya Barakat) يجعلون تقدم الناس بطيء ويصعبون عليهم الطريق وفي النهاية يخضعون للتغيير. بما أن الأمر كذلك فليسكتوا وليتركوا الناس تسير حياتها حسب الواقع والمستجدات.

على كل إنسان الدفاع عن نفسه ولا يسكت لمن يتدخل في حياته لأي سبب من الأسباب.
@peepso_user_6237(Nairouz Turaani)
‏‎من أتفه الناس !! أشخاص يحاولون التقليل من إيمانننا ويفسرون نيتنا وعلاقتنا بالله حسب نظرتهم ! ويطلقون الأحكام علينا ! وهم في الحقيقه أوسخ بشر لو تتبعت تاريخهم !
@peepso_user_3612(Lean Leen)
مش ضروري يكونو لئيمين او أشرار، هم ناس ضعاف يستقون قيمتهم من هذه المعايير .. عندي صديقة من بلد عربي مجاور ، ارتاحت لي و بدأت تتحدث عن نفسها بكل أريحية مثلا انا لا اصلي و معاها ( الله يهديني) أخبرها ان الصلاة ليست معيار لنقاء الإنسان صلي حين تجدين نفسك مستعدة ... و تريني صورها في امريكا بدون حجاب ، فأغبطها و اشجعها و اثني عليها ...و عندما اريتها صوري بدون حجاب في كندا كان رد فعلها اييييييييه 😱 شبييييك سناء ربي في كل مكان !!!!! تفاجأت الصراحة قلتلها تفاهمت مع ربي من زمان ...فتمتمت الله يهديك 😁 فعلا دعوتها مجابة الله هداني و ارجو المزيد من الهداية 🙏
@peepso_user_1(عارف الدوسري)
@peepso_user_3612(Lean Leen) هؤلاء منافقين ولا يعلمون أنهم منافقين. لا أقصد شيء سيئ او خبيث لكن هم مساكين لا يعلمون أن ما يقومون به إسمه نفاق وأيضا من شدة سذاجتهم لا يستطيعون تصور تداعيات تصرفاتهم على المجتمع وعليهم شخصيا.

لا يعلم المستشرف أنه يغذي المزيد من القيود على الناس وعلى نفسه فيجعل الحياة أصعب. بإختصار مجموعة حمقى خائفين من الحياة وكلما تحركوا تشابكت الخيوط حولهم أكثر.
@peepso_user_3612(Lean Leen)
@peepso_user_1(عارف الدوسري) هما فعلا عراقيل ، نفاق و يريدون فرض نفاقهم علي الناس
@peepso_user_7882(رسمية الحارثي)
و الله أنا وحدة من اللي إستفادوا من القرارات الجديدة حاليا .. نقول الحمدلله ؛ كنا فين و صرنا وين 🙏🏼💐
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    إنما المستشرفون إخوة

    مدة القراءة: 3 دقائق

    مصطلح "المستشرفين" ظهر في الآونة الأخيرة تحت وطأة التغييرات التي حدثت وتحدث في المملكة العربية السعودية المتعلقة بإطلاق الحريات الشخصية وتغيير قوانين الأحوال الشخصية وذلك إستعدادا للإنطلاق بالبلاد نحو العدل الإجتماعي ومنح المرأة حقوقها كإنسانة مستقلة تملك من العقل ما يؤهلها لأن تدير شؤن حياتها بنفسها مما يرفع الظلم الذي مورس عليها بفعل عقود من الإنغلاق والإغراق في التشدد الديني والإجتماعي مما أفرز نفسيات مرهقة عانت منها المرأة كثيرا.

    المقصود بالمستشرفين هم تلك المجموعة من الأشخاص الذين يعتدون على حريات الآخرين بالسب والشتم والطعن في الشرف والكرامة الإنسانية وحتى في أصل الإنسان وإنتمائه لوطنه من أجل تحطيمه والظهور بمظهر "الشريف، العفيف" الذي يدافع عن الدين. متخيلين أن هذا سيجعلهم يبدون كأشخاص ملتزمين بتعاليم الدين ومتعالين فوق آفات النفس ونقائصها وأنهم ابعد ما يكونون عن القيام بالأفعال التي ينتقدونها بشدة. هذة هي احلامهم أو اوهامهم التي يروجون لها.

    لم يتركوا احدا إلا وإنهالوا عليه بالسب والشتم ونحن نعلم تماما أن شدة المعارضة وشدة الحقد إنما تنبع من محاولة إبعاد الشبهة عن أنفسهم. إذا أردت أن تبدو بريئا من فعل هاجمه وهاجمه بشدة وهكذا سيفهم الجميع أنك ضد ذلك العمل ولم ترتكبه في حياتك قط. طبعا هذة هي فكرتهم ولكن من خلال تتبعنا لمشاكل المجتمع المختلفة وبالنظر إلى طبيعة النفس البشرية نحن على يقين أن من يعترض بشدة هو على الأرجح منغمس في الأمر بشدة أو على الأقل مارسه في فترة من قترات حياته، والآن يريد أن يكفر عن ذنبه المزعوم. هذا نمط سلوكي واضح يعرفه كل تدبر قليلا في حياة الناس وكل من درس شيئا من علم النفس.

    هذة ليست مشكلتنا لو كانت محدودة ببلد واحد إذ مع الوقت ستعم المعرفة وتنتشر الثقافة الجديدة بدعم القانون وسلطة الدولة، لكن المشكلة الحقيقية أنها ثقافة منتشرة تقريبا في كل الثقافة العربية، ولا تكاد تسلم من الأمر دولة أو شعب. يمارسون كل أنواع الأفعال التي ينهون الناس عنها ويصارعون كل من أراد الحياة تحت ذرائع دينية وإجتماعية وواقعهم عكس ذلك تماما. يستشرفون على الضعفاء فقط وأما أصحاب السلطة والنفوذ فكأنهم لا يرونهم، ليس لأن هؤلاء يرتكبون في العلن ما يخل بالصورة العامة ولكن لأن الشعوب منافقة ترى الحقيقة حسب مزاجها ومصلحتها. يستخدمون الضعفاء ليصعدوا على أكتافهم ويتقززون في العلن من كل الأفعال التي يقومون بها في السر. ظاهرهم شيء وباطنهم شيء والسنتهم أشياء.

    إنه النفاق الذي يسيطر على عقول العرب لكن يكفي أن تذهب إلى مراكز الشرطة والمستشفيات والمحاكم لتعرف الحقيقة. الحقيقة أنهم لم يتركوا جريمة ولا رذيلة ولا كبيرة ولا صغيرة إلا إستمرؤها وإرتكبوها ولكن تأبى أنفسهم المنافقة إلا تكذيب الواقع وإنكار ما يعرفه الجميع. يتظاهرون بالعفة والطهارة ونظافة اللسان ويمثلون أدوار البراءة فقط عندما يكون هذا في مصلحتهم. يعرفون كل الأمور المخالفة التي ينهون عنها بل ويسمعونها في بيوتهم ويهانون في أوساط عائلاتهم كل يوم ولكن على مواقع التواصل الإجتماعي هم رائعون وأشخاص لم يسمعوا بتلك الكلمة ولم يقوموا بذلك الفعل أو لم يتمنوا القيام به.

    معظم العرب منافقين جبناء لا يستطيعون الحياة بوضوح ولذلك كل شيء يحيط بهم غامض مبهم غير محدد الملامح. حتى كلامهم تلميح وإشارات لا معنى له. تثور ثائرتهم على كل من يتحدى نظامهم الإجتماعي المترهل والمثقل بقرون من الجهل والتخلف والنفاق والكذب. عندما تكشف حقيقتهم أو تتصرف أنت على حقيقتك تصبح عدوهم الأول. لا يريدونك حقيقي، لا يريدونك واضح، لا يريدونك أن تعريهم امام أنفسهم.

    مجتمعات منافقة وإن أنت أذعنت لهم لن تفلح ابدا وفي النهاية ستخسر نفسك وجوهرك ولن تجدهم معك لأن هذج هي طبيعة المنافقين. أنقذ نفسك وعش الحياة التي تريدها وأنا أضمن لك أنهم بعد أن تتفوق عليهم سيتبعونك. لا تضع مصيرك في أيدي الأغبياء لأنهم لو كانوا صادقين لما كان هذا حالهم. إبدأ يومك بقوة وإصنع أسطورتك وأترك المنافقين في طغيانهم يعمهون.

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين