الوعظ بصورة وعي

»  الوعظ بصورة وعي
مدة القراءة: 3 دقائق

عندما تسعى للوعي ، يجب أن تعرف أن الوعي ليس تمارين تتعلمها من مدربي التنمية البشرية ، ليست معلومات يدلك عليها ذاك المعلم والمعلمة ، كيف تدير مالك ؟ كيف تصبح عقلية ثرية ؟ كيف تكون محبوب ؟ كيف تكون صديق الجميع ؟ كيف تجذب الحبيب ؟ ...... إلى مالا نهاية ، صحيح أن هذه المعلومات مهمة وقد تغير طريقة تفكيرك وبالتالي تغير حياتك ، ولكن قد يكون هذا المدرب / ة قد تكرس مفاهيم وأفكار هي سبب تأخرك وتأخر المجتمعات العربية بشكل خاص .

من الأمور التي لفتت نظري في الأستاذ عارف الدوسري وقلة قليلة جداً لا يتعدون أصابع اليد الوحدة في ساحة التنمية البشرية أن الوعي بالنسبة لهم صورة كاملة للحياة ، هو بنية ذهنية ، هو كيف يفكر ويتعاطى العقل مع مجمل أمور الحياة ، وهذا نادر بين أهل التنمية ، فالعكس هو الحاصل ، فكثير من أهل التنمية إن لم يكن الأغلبية تحولوا من الخطاب الديني الوعظي لخطاب التنمية ، وهم الأكثر انتشاراً وجماهيرية ، وسبب هذه الجماهيرية أن المتلقي العربي / المسلم لم يكتفي و يستيقظ بعد من حاجته للتوجيه والوصاية  ، والتغير الذي يدعيه المتلقي ، تغير ظاهري خادع له هو في المقام الأول ، فهو يحسب أن محاربة الآخر والمختلف ومصادرة الآراء عندما تصدر من رجل دين تكون تشدد وتطرف ، وعندما تصدر من مدرب تنمية تكون وعي وتطور ! وذلك لاختلاف هيئة الأشخاص والعبارات ، لذا وجد معظم مدربي /ت الوعي ضالتهم في سوق التنمية من خلال تفاسير مختلفة للآيات والاحاديث ، وأنا هنا لا أتحدث عن التفاسير أو الدين ولكن أشير للطرق الأخرى التي سلكها الوعاظ وأتباعهم للتواجد في المشهد الاجتماعي والثقافي والفكري ، وأشير إلى أنك كمتلقي مازلت في خانة الجاهل الذي لا يستطيع أن يدير شؤون حياته إلا ( بفتوى ) من شخص آخر ، ولكن بثوب مختلف ، وهذا الشخص بعد ثورة الوعي والتنمية لم يعد رجل الدين المتعارف عليه ، بل أصبح مدرب /ة التنمية ، أنت كمتلقي مازلت في قمقم أنك غير مؤهل للتفكير والقرار في حياتك ولابد من وجود الموجه حتى تكون ذمتك بريئة من ارتكاب ( الذنب ) ، وكل هذا معناه أنك مازلت ترزح تحت مشاعر الخوف والذنب  .

فترة الوباء ، كان مدرب تنمية يعتبر الاب الروحي للوعي في العالم العربي يستخدم صور الهندوس في صلاتهم ويقول (أنهم ) يستهدفون المسلمين والتفرقة بينهم في صفوفهم ! ثم قال أن الوباء مؤامرة ومن لا يؤمن انها مؤامرة فهو كافر حيث ان القران اغلبه عن المؤامرات !! قد يكون رأيه صحيح في أي جانب فيما يخص الوباء  ، ولكن لماذا لم يستطيع طرح حججه ومعلوماته بعيداً عن الدين ؟! لان الطبع يغلب التطبع ، ولحظات الانفعال ورغبة الانتصار للذات تظهر كل الأسلحة ، والأهم أنه يعرف جيداً الورقة الرابحة عند القطيع ، ولم يخب ظنه ، حيث أصبح 0 تلاميذه ) حتى من يحملون شهادات عليا يطلقون الادعية ( اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين .... ) وتحول مشهد الوباء والعلم إلى مشهد حرب ( بينهم ) وبين المسلمين المستهدفين !! تخيلوا حجم الانتكاسة الفكرية التي تسبب فيها هذا ( الواعي ) ورغم اعتقاد تلاميذه عن أنفسهم أن (أهل وعي ) إلا أن الواقع أثبت أنهم مجرد أتباع ، كانوا اتباع ( رجال الدين ) سابقاً واليوم أصبحوا أتباع مدربين التنمية الذين يحملون نفس الأفكار والنمطية ولكن بمفردات وجمل مختلفة ؛ القوا نظرة على الحرب بين إسرائيل وفلسطين حالياً وترون حجم الشر الذي يطلقه ( أهل التنمية ) لا سيما المدربين / ت ، وحجم الهجوم الذي يصيبك لو اختلفت معهم ، كل عباراتهم عن تبادل الآراء والفضاء الذهبي للوعي والعقل ، أصبح رصاص من كلمات التهم والازدراء والشتيمة .

الوعي ليس تمارين تتلقاها ، وليست عبارات ومفردات براقة ووردية تقولها وقت (روقانك ) ، الوعي عقل ناقد مستيقظ ، الوعي مشاعر إنسانية في كل الحالات .

 

أمل الحسين

إعلامية

 

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    الوعظ بصورة وعي

    مدة القراءة: 3 دقائق

    عندما تسعى للوعي ، يجب أن تعرف أن الوعي ليس تمارين تتعلمها من مدربي التنمية البشرية ، ليست معلومات يدلك عليها ذاك المعلم والمعلمة ، كيف تدير مالك ؟ كيف تصبح عقلية ثرية ؟ كيف تكون محبوب ؟ كيف تكون صديق الجميع ؟ كيف تجذب الحبيب ؟ ...... إلى مالا نهاية ، صحيح أن هذه المعلومات مهمة وقد تغير طريقة تفكيرك وبالتالي تغير حياتك ، ولكن قد يكون هذا المدرب / ة قد تكرس مفاهيم وأفكار هي سبب تأخرك وتأخر المجتمعات العربية بشكل خاص .

    من الأمور التي لفتت نظري في الأستاذ عارف الدوسري وقلة قليلة جداً لا يتعدون أصابع اليد الوحدة في ساحة التنمية البشرية أن الوعي بالنسبة لهم صورة كاملة للحياة ، هو بنية ذهنية ، هو كيف يفكر ويتعاطى العقل مع مجمل أمور الحياة ، وهذا نادر بين أهل التنمية ، فالعكس هو الحاصل ، فكثير من أهل التنمية إن لم يكن الأغلبية تحولوا من الخطاب الديني الوعظي لخطاب التنمية ، وهم الأكثر انتشاراً وجماهيرية ، وسبب هذه الجماهيرية أن المتلقي العربي / المسلم لم يكتفي و يستيقظ بعد من حاجته للتوجيه والوصاية  ، والتغير الذي يدعيه المتلقي ، تغير ظاهري خادع له هو في المقام الأول ، فهو يحسب أن محاربة الآخر والمختلف ومصادرة الآراء عندما تصدر من رجل دين تكون تشدد وتطرف ، وعندما تصدر من مدرب تنمية تكون وعي وتطور ! وذلك لاختلاف هيئة الأشخاص والعبارات ، لذا وجد معظم مدربي /ت الوعي ضالتهم في سوق التنمية من خلال تفاسير مختلفة للآيات والاحاديث ، وأنا هنا لا أتحدث عن التفاسير أو الدين ولكن أشير للطرق الأخرى التي سلكها الوعاظ وأتباعهم للتواجد في المشهد الاجتماعي والثقافي والفكري ، وأشير إلى أنك كمتلقي مازلت في خانة الجاهل الذي لا يستطيع أن يدير شؤون حياته إلا ( بفتوى ) من شخص آخر ، ولكن بثوب مختلف ، وهذا الشخص بعد ثورة الوعي والتنمية لم يعد رجل الدين المتعارف عليه ، بل أصبح مدرب /ة التنمية ، أنت كمتلقي مازلت في قمقم أنك غير مؤهل للتفكير والقرار في حياتك ولابد من وجود الموجه حتى تكون ذمتك بريئة من ارتكاب ( الذنب ) ، وكل هذا معناه أنك مازلت ترزح تحت مشاعر الخوف والذنب  .

    فترة الوباء ، كان مدرب تنمية يعتبر الاب الروحي للوعي في العالم العربي يستخدم صور الهندوس في صلاتهم ويقول (أنهم ) يستهدفون المسلمين والتفرقة بينهم في صفوفهم ! ثم قال أن الوباء مؤامرة ومن لا يؤمن انها مؤامرة فهو كافر حيث ان القران اغلبه عن المؤامرات !! قد يكون رأيه صحيح في أي جانب فيما يخص الوباء  ، ولكن لماذا لم يستطيع طرح حججه ومعلوماته بعيداً عن الدين ؟! لان الطبع يغلب التطبع ، ولحظات الانفعال ورغبة الانتصار للذات تظهر كل الأسلحة ، والأهم أنه يعرف جيداً الورقة الرابحة عند القطيع ، ولم يخب ظنه ، حيث أصبح 0 تلاميذه ) حتى من يحملون شهادات عليا يطلقون الادعية ( اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين .... ) وتحول مشهد الوباء والعلم إلى مشهد حرب ( بينهم ) وبين المسلمين المستهدفين !! تخيلوا حجم الانتكاسة الفكرية التي تسبب فيها هذا ( الواعي ) ورغم اعتقاد تلاميذه عن أنفسهم أن (أهل وعي ) إلا أن الواقع أثبت أنهم مجرد أتباع ، كانوا اتباع ( رجال الدين ) سابقاً واليوم أصبحوا أتباع مدربين التنمية الذين يحملون نفس الأفكار والنمطية ولكن بمفردات وجمل مختلفة ؛ القوا نظرة على الحرب بين إسرائيل وفلسطين حالياً وترون حجم الشر الذي يطلقه ( أهل التنمية ) لا سيما المدربين / ت ، وحجم الهجوم الذي يصيبك لو اختلفت معهم ، كل عباراتهم عن تبادل الآراء والفضاء الذهبي للوعي والعقل ، أصبح رصاص من كلمات التهم والازدراء والشتيمة .

    الوعي ليس تمارين تتلقاها ، وليست عبارات ومفردات براقة ووردية تقولها وقت (روقانك ) ، الوعي عقل ناقد مستيقظ ، الوعي مشاعر إنسانية في كل الحالات .

     

    أمل الحسين

    إعلامية

     

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين