سلسة القوة للجميع ٩

»  سلسة القوة للجميع ٩
مدة القراءة: 4 دقائق

أمراض نفسية

ليس من السهل أن يعترف الإنسان أنه يعيش في عائلة تعاني من أمراض نفسية أو يحكمها مريض نفسي. الأصعب هو معرفة أن الإنسان أساسا يعيش في مثل تلك العائلة. قد يستغرق الوقت سنوات طويلة دون أن يلاحظ الإنسان أنه فعلا متورط مع عائلة يعاني أفرادها من تشوهات نفسية جسيمة. لذلك على الإنسان أن يلاحظ السلوك العام لأفراد العائلة ويحاول رسم أنماط تعامل يمكنه من خلالها تحديد الخلل النفسي الذي تعاني منه العائلة أو أحد أفرادها وعادة ما يكون الشخص المهيمن على القرار فيها كالأب أو الأم أو الأخ الأكبر.

بعد رسم النمط النفسي عن طريق ملاحظة السلوك والنتائج المترتبة عليه، على الإنسان أن يثقف نفسه في مبادىء فهم الشخصيات وأمراض النفس الشائعة في المجتمع. أيضا من المفيد أن يحاول معرفة كيف يتصرف الآخرون في نفس الموقف وكيف قاموا بالتعامل مع مشاكلهم المشابهة لمشكلته ومن خلال المقارنة يمكنه ببعض التمحيص والتدقيق أن يكتشف أنه فعلا يعيش مع عائلة مريضة ومدى تأثره هو بتلك الحالة. في الغالب المرض النفسي ينتشر في كل أفراد العائلة. فمثلا عندما يتخذ رب الأسرة دور المستبد يتحول البقية إلى نمط الضحية وهذا سيبدو واضحا من إنتشار الضعف بين الجميع.

مرض الرجال الأكثر إنتشاراً

يعد التلاعب المرض الأكثر إنتشارا بين الرجال. في الحقيقة أن معظم الرجال في الوطن العربي خصوصا يعانون من إختلالات نفسية متفاوتة الحدة أهمها التلاعب بالآخرين. هذا المرض يفتك بالكثير من العائلات من جميع الطبقات بلا إستثناء لأنه يتغذى على مكون أساسي في شخصية الرجل وهي حب السيطرة. الرجال بطبعهم يحبون السيطرة ويحبون القوة لكن بسبب التربية البائسة المعتمدة على ( عبادة الوالدين ) المنتشرة في كل مكان فإن الرجل العربي عادةً ما يلجأ إلى أسلوب التلاعب بزوجته وأولاده عندما تحين له الفرصة. من سمات المتلاعب أنه عادة يظهر في مظهر الطيب المغلوب على أمره وهناك نماذج معاكسة أيضا. يقوم صاحب هذة الشخصية بإطلاق وعود كثيرة لا يحفظها فيعيش الطرف المتلقي توترا شديدا لأنه لا يعرف بالضبط نتيجة طلبه. أيضا تقوم هذة الشخصية بأعمال تزعج بعض أفراد العائلة، ومن ثم التراجع عنها. عمل هذة الشخصية يتمحور حول جذب الآخرين بالوعود وبالترضيات فإذا إقتربوا وأحسوا بالأمان سرعان ما يفقدونه لأن المتلاعب يكون قد بدل رأيه. الآلية بسيطة جدا. أجذبك لتقترب مني ثم أغضبك لتبتعد فإذا إبتعدت أراضيك لتعود وإذا عدت أغضبك مرة أخرى وهكذا طوال الوقت.

قد تختلف الأساليب والأدوات ولكن بشكل عام يريد المتلاعب أن يشعر بأنه المتحكم في الآخرين. يقربهم تارة ويصدهم تارة أخرى. هذا يرفع نسبة التوتر في العائلة ويفقد الجميع صوابهم ويتحولون إلى لعبة مسلية للمتلاعب الذي لا يتوانى عن إستخدام أي أسلوب كالصراخ والتفاهم والتمارض والتظاهر بالحزن وخيبة الأمل. المهم بالنسبة لهذة الشخصية هو تقريب الناس ومن ثم إبعادهم. رفع توقعاتهم عاليا ثم الهبوط بها في وادٍ سحيق.

يمكن التخلص من آثار مثل هذة الشخصية عن طريق عدم الإنصياع لها وأيضا بالتلاعب بها بأن نمثل الزعل حتى نحصل على ما نريد. مثل هذة الشخصية لا تقوم بالأشياء إلا لإستعادة السيطرة على الضحية ولذلك من الجيد أن تتظاهر بعدم الرضى حتى تحصل على ما تريد. في الحقيقة يمكنك تحقيق مكاسب جيدة عن طريق الزعل المستمر الذي سيواجهه المتلاعب بالكثير من التنازلات حتى لو كانت على حساب كرامته، ذلك أنه لا كرامة له. فقط حب السيطرة الذي يتحكم به. يمكن أيضا التحكم به عن طريق توجيه إتهامات صريحة له أو لها. فالإتهامات تعني إخفاق تلك الشخصية في السيطرة وبالتالي ستقوم بأي شيء من أجل الحصول على رضى الضحية.

مرض النساء الأكثر إنتشاراً

أكثر مرض ينتشر لدى النساء هو تمثيل دور الضحية. هذة الشخصية مصاصة طاقة من الطراز الرفيع. تستطيع إمرأة واحدة مص طاقة حي كامل بتلبس دور الضحية وعادة ما تدعي المرض، والألم، الحسرة على ما ضاع منها ولا ننسى أيضا إدعآد الإصابة بالعين والسحر والحسد. عمل هذة الشخصية هو كسب تعاطف الجميع بلا إستثناء وتكوين دائرة إستنزاف للجميع للحصول على الإهتمام. مرض المرأة الحقيقي هو الإهتمام فإن لم تحصل عليه حولت حياة الجميع إلى جحيم. هذة الحالة التعامل معها نوعا ما سهل، إذ يكفيها التجاهل. التجاهل يجعلها تفقد صوابها وتصنع المستحيل للحصول على الإهتمام وإن كلفها الأمر أن تنسى مرضها أو تتخلص من السحر في غمضة عين. التجاهل هو العلاج القرآني الأكثر نجاحا على الإطلاق. فكلمة ( إضربوهن ) في الآية الكريمة تعني أهجروهن وهي مشتقة من كلمة الإضراب، أي الإبتعاد وليس الضرب كما يعتقد البعض. لا تستطيع المرأة تحمل التجاهل أبدا وهذا يجعلها تقدم تنازلات وتصلح من شأنها لتعود للحياة الطبيعية.

في جميع الأحوال على الإنسان وقبل أن يتهم أحدا من أفراد عائلته بالمرض النفسي ويتعامل معه على هذا الأساس أن يبدأ هو أو هي بالتخلص من كل المشاعر السلبية والأفكار والمعتقدات الخاطئة وذلك عن طريق وضع خطة علاج نفسي جيدة يمكنه من خلالها مساعدة نفسه على العودة للتوازن من أجل الحكم بإنصاف وأيضا إكتساب القدرة على المواجهة. إليك هنا بعض المقالات التي ستساعدك على تصحيح نفسيتك وتخليصك من الإختلالات النفسية التي إكتسبتها من أسرتك.

١- تمرين التقبل والهبونوبونو
٢- التخلص من المشاعر السلبية
٣- الطفل في أعماقك
٤- التخلص من الأفكار السلبية
٥- دورة الوعي الأول

هناك أيضا مصادر أخرى ومقالات مفيدة يمكنك البحث عنها على شبكة أبرك للسلام

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    سلسة القوة للجميع ٩

    مدة القراءة: 4 دقائق

    أمراض نفسية

    ليس من السهل أن يعترف الإنسان أنه يعيش في عائلة تعاني من أمراض نفسية أو يحكمها مريض نفسي. الأصعب هو معرفة أن الإنسان أساسا يعيش في مثل تلك العائلة. قد يستغرق الوقت سنوات طويلة دون أن يلاحظ الإنسان أنه فعلا متورط مع عائلة يعاني أفرادها من تشوهات نفسية جسيمة. لذلك على الإنسان أن يلاحظ السلوك العام لأفراد العائلة ويحاول رسم أنماط تعامل يمكنه من خلالها تحديد الخلل النفسي الذي تعاني منه العائلة أو أحد أفرادها وعادة ما يكون الشخص المهيمن على القرار فيها كالأب أو الأم أو الأخ الأكبر.

    بعد رسم النمط النفسي عن طريق ملاحظة السلوك والنتائج المترتبة عليه، على الإنسان أن يثقف نفسه في مبادىء فهم الشخصيات وأمراض النفس الشائعة في المجتمع. أيضا من المفيد أن يحاول معرفة كيف يتصرف الآخرون في نفس الموقف وكيف قاموا بالتعامل مع مشاكلهم المشابهة لمشكلته ومن خلال المقارنة يمكنه ببعض التمحيص والتدقيق أن يكتشف أنه فعلا يعيش مع عائلة مريضة ومدى تأثره هو بتلك الحالة. في الغالب المرض النفسي ينتشر في كل أفراد العائلة. فمثلا عندما يتخذ رب الأسرة دور المستبد يتحول البقية إلى نمط الضحية وهذا سيبدو واضحا من إنتشار الضعف بين الجميع.

    مرض الرجال الأكثر إنتشاراً

    يعد التلاعب المرض الأكثر إنتشارا بين الرجال. في الحقيقة أن معظم الرجال في الوطن العربي خصوصا يعانون من إختلالات نفسية متفاوتة الحدة أهمها التلاعب بالآخرين. هذا المرض يفتك بالكثير من العائلات من جميع الطبقات بلا إستثناء لأنه يتغذى على مكون أساسي في شخصية الرجل وهي حب السيطرة. الرجال بطبعهم يحبون السيطرة ويحبون القوة لكن بسبب التربية البائسة المعتمدة على ( عبادة الوالدين ) المنتشرة في كل مكان فإن الرجل العربي عادةً ما يلجأ إلى أسلوب التلاعب بزوجته وأولاده عندما تحين له الفرصة. من سمات المتلاعب أنه عادة يظهر في مظهر الطيب المغلوب على أمره وهناك نماذج معاكسة أيضا. يقوم صاحب هذة الشخصية بإطلاق وعود كثيرة لا يحفظها فيعيش الطرف المتلقي توترا شديدا لأنه لا يعرف بالضبط نتيجة طلبه. أيضا تقوم هذة الشخصية بأعمال تزعج بعض أفراد العائلة، ومن ثم التراجع عنها. عمل هذة الشخصية يتمحور حول جذب الآخرين بالوعود وبالترضيات فإذا إقتربوا وأحسوا بالأمان سرعان ما يفقدونه لأن المتلاعب يكون قد بدل رأيه. الآلية بسيطة جدا. أجذبك لتقترب مني ثم أغضبك لتبتعد فإذا إبتعدت أراضيك لتعود وإذا عدت أغضبك مرة أخرى وهكذا طوال الوقت.

    قد تختلف الأساليب والأدوات ولكن بشكل عام يريد المتلاعب أن يشعر بأنه المتحكم في الآخرين. يقربهم تارة ويصدهم تارة أخرى. هذا يرفع نسبة التوتر في العائلة ويفقد الجميع صوابهم ويتحولون إلى لعبة مسلية للمتلاعب الذي لا يتوانى عن إستخدام أي أسلوب كالصراخ والتفاهم والتمارض والتظاهر بالحزن وخيبة الأمل. المهم بالنسبة لهذة الشخصية هو تقريب الناس ومن ثم إبعادهم. رفع توقعاتهم عاليا ثم الهبوط بها في وادٍ سحيق.

    يمكن التخلص من آثار مثل هذة الشخصية عن طريق عدم الإنصياع لها وأيضا بالتلاعب بها بأن نمثل الزعل حتى نحصل على ما نريد. مثل هذة الشخصية لا تقوم بالأشياء إلا لإستعادة السيطرة على الضحية ولذلك من الجيد أن تتظاهر بعدم الرضى حتى تحصل على ما تريد. في الحقيقة يمكنك تحقيق مكاسب جيدة عن طريق الزعل المستمر الذي سيواجهه المتلاعب بالكثير من التنازلات حتى لو كانت على حساب كرامته، ذلك أنه لا كرامة له. فقط حب السيطرة الذي يتحكم به. يمكن أيضا التحكم به عن طريق توجيه إتهامات صريحة له أو لها. فالإتهامات تعني إخفاق تلك الشخصية في السيطرة وبالتالي ستقوم بأي شيء من أجل الحصول على رضى الضحية.

    مرض النساء الأكثر إنتشاراً

    أكثر مرض ينتشر لدى النساء هو تمثيل دور الضحية. هذة الشخصية مصاصة طاقة من الطراز الرفيع. تستطيع إمرأة واحدة مص طاقة حي كامل بتلبس دور الضحية وعادة ما تدعي المرض، والألم، الحسرة على ما ضاع منها ولا ننسى أيضا إدعآد الإصابة بالعين والسحر والحسد. عمل هذة الشخصية هو كسب تعاطف الجميع بلا إستثناء وتكوين دائرة إستنزاف للجميع للحصول على الإهتمام. مرض المرأة الحقيقي هو الإهتمام فإن لم تحصل عليه حولت حياة الجميع إلى جحيم. هذة الحالة التعامل معها نوعا ما سهل، إذ يكفيها التجاهل. التجاهل يجعلها تفقد صوابها وتصنع المستحيل للحصول على الإهتمام وإن كلفها الأمر أن تنسى مرضها أو تتخلص من السحر في غمضة عين. التجاهل هو العلاج القرآني الأكثر نجاحا على الإطلاق. فكلمة ( إضربوهن ) في الآية الكريمة تعني أهجروهن وهي مشتقة من كلمة الإضراب، أي الإبتعاد وليس الضرب كما يعتقد البعض. لا تستطيع المرأة تحمل التجاهل أبدا وهذا يجعلها تقدم تنازلات وتصلح من شأنها لتعود للحياة الطبيعية.

    في جميع الأحوال على الإنسان وقبل أن يتهم أحدا من أفراد عائلته بالمرض النفسي ويتعامل معه على هذا الأساس أن يبدأ هو أو هي بالتخلص من كل المشاعر السلبية والأفكار والمعتقدات الخاطئة وذلك عن طريق وضع خطة علاج نفسي جيدة يمكنه من خلالها مساعدة نفسه على العودة للتوازن من أجل الحكم بإنصاف وأيضا إكتساب القدرة على المواجهة. إليك هنا بعض المقالات التي ستساعدك على تصحيح نفسيتك وتخليصك من الإختلالات النفسية التي إكتسبتها من أسرتك.

    ١- تمرين التقبل والهبونوبونو
    ٢- التخلص من المشاعر السلبية
    ٣- الطفل في أعماقك
    ٤- التخلص من الأفكار السلبية
    ٥- دورة الوعي الأول

    هناك أيضا مصادر أخرى ومقالات مفيدة يمكنك البحث عنها على شبكة أبرك للسلام

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين