التفكّر في خلق الله

مدة القراءة: 3 دقائق
حفظ (0)
ClosePlease loginn

No account yet? Register

و نحن في الحياة نغتر بأنفسنا و إنجازاتنا و مشاكلنا و شكلنا، فننسى حجمنا الحقيقي و ننسى الرسالة الكبرى خلف وجود الإنسان و وجود حياة الإنسان.

الرسالة الكبرى من وجودك في هذه الأرض هي أن تعلم أن الله هو الأساس و هو البداية و هو النهاية.

استشارات نفسية وعلاجية لدعمك

الاستشارة مع الدكتورة فاطمة الزهراء اخصائية نفسية ومعالجة بالوعي. برنامج علاجي ودعم نفسي مدروس بعناية ورأي سديد يساعدك على تخطي المراحل الصعبة في حياتك لتستعيد نشاطك وتتخلص من الصدمات في وقت قياسي

أنقر هنا لتعرف المزيد

مصائب الناس تبدأ تتفاقم عندما لا يعلم الناس حجمهم الحقيقي.

فتبدأ الناس تؤذي بعضها البعض بسبب الغرور الذي سيطر على قلوبهم و دمر عقولهم.

الحروب سببها الغرور، الفقر سببه الغرور، المجاعة سببها الغرور، العمليات التجميلية من أجل تغيير شكل الجسم سببها الغرور، انتشار ثقافة الأفلام الإباحية سببه الغرور، البخل سببه الغرور … إلخ من الأمور السيئة و الخبيثة التي تسبب بها الغرور.

دائما يحذرنا الله من الغُرور :

✔ يقول الله : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ” …. الغَرُورُ و هو المتسبب الأول في ظهور الغُرور و سلبياته …. “الشيطان الرجيم” أول مغرور ظهر في الحياة … و إن الشيطان لكم عدو مبين.

✔ يقول الله : “يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ”

علمك يغرك فينسيك ربك، ممتلكاتك تغرك و تنسيك ربك، شكلك يغرك و ينسيك ربك و ينسيك حجمك الحقيقي.

الرسل بعثوا إلى أقوام يملكون من القوة و من العلم الكثير.

و كانت هذه الأقوام مغرورة بقوتها و علمها و هذا الغرور جعلها تنسى الله و تنسى الهدف من وراء خلقها.

فكانت تسفك الدماء و تفسد في الأرض، لأن غرورهم أعماهم عن الحقيقة البسيطة التي تقول “أن الله هو كل شيء و أن الله على كل شيء قدير”

غرورهم أعماهم عن الحقيقة البسيطة التي تقول :
“أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ۗ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ * أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ * ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ”

لهذا حتى لا نغفل عن هذه الحقيقة البسيطة و القوية في تأثيرها على مستقبل البشرية … لابد أن نتعلم كيف نتفكّر في خلق الله.

فالتفكّر في خلق الله يجعلك ترى نفسك على حقيقتها فلا تغتر و لا تفسد و لا تتألم.

دائما أنظر إلى مخلوقات الله و قل “سبحانك ربنا ما خلقت هذا باطلا”.

كونك بدأت تعظم الله من خلال تفكّرك في مخلوقاته، فهذا يجعلك غير قابل لدخول في دائرة الغرور التي تنسيك حجمك الحقيقي و تنسيك من هو خالقك.

فقط اجلس قليلا و قارن نفسك بالماء … و ستجد أن وجود الماء أكبر من وجودك.

قارن نفسك بالشمس … و ستجد أن وجود الشمس أكبر من وجودك.

قارن نفسك بالهواء … و ستجد أن وجود الهواء أكبر من وجودك.

كلما بدأت تصغر حجمك أمام مخلوقات الله و أمام الله، كلما أدركت الهدف من وجودك، عندما تدرك من أنت، عندها ستبدأ تتمتع بالحياة الطيبة التي جعلت الأنبياء يعيشون دورا عظيما غيَّر مجرى العالم للأبد.

فتفكّروا في خلق الله، لكي تتواضعوا، و من تواضع لله رفعه الله.

إليكم هذا الدرس حول “الغاية الكبرى من التفكّر في خلق الله” :

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
YouTube player
نبذة عن الكاتب: أسامة حنف موثق مستثمر متفاعل سفير
هدف الحياة هو الخروج من الظلمات إلى النور و لا يمكن إدراك النور إلا عن طريق المنفعة دائمة و المستمرة، منفعة القلب و منفعة الأرض و منفعة الخلق، فما ينفعنا سيمكث في الأرض. أدعو الله أن يجعلنا سببا في زيادة النفع و النور في حياة البشر

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

@peepso_user_7792(Abbrak User)
كلما بدئت تصغر حجمك أمام الله كلما أدركت الهدف من وجودك أوافقك

كلما بدأت تصغر حجمك أمام مخلوقات الله لا أوافقك

الإنسان نفخة من روح الله
حجمه الروحي اعضم من أي مخلوق
14 يناير, 2018 9:55 م
@peepso_user_4908(أسامة حنف)
لا شك أن كل شخص فينا وجوده مهم جدا، و لكن يبقى حجمه أصغر من الكثير من المخلوقات

"كرمنا بني آدم .... و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا" ... قيمتنا و حجمنا أكبر من عدد كبير من المخلوقات و لكن ليس كلها.

"لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

"أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُم"

حاجة الناس للهواء أكبر من حاجتهم لي.

حاجة الناس للماء أكبر من حاجتهم لي.

حاحة الناس للأكل أكبر من حاجتهم لي.

دور الإنسان الأعظم هو أن يتعرف على الله و يعرّف الناس عليه و هذا كاف لكي يحيا حياة طيبة.

وجودي لم ينفع الناس التي عاشت من قبلي و لن ينفع عدد كبير من الناس التي تعيش في زماننا الحالي و قد لا ينفع الناس التي ستعيش من بعدي.

أما الجبال و المياه و البحار و الشلالات و السحب و الشمس و القمر و الأراض، هذه الأمور هي أكبر مني بكثير لأن الإنسان يستفيد منها في كل زمان و مكان و هذا على عكسنا نحن، فنحن عطائنا محدود جدا مقارنة مع عطاء الكثير من المخلوقات.

إنسان يستطيع أن يقتل إنسان، و لكن لا يستطيع أن يزيل الشمس و الجبال و البحار، لأن هذه الكائنات أعلى منه بكثير.

إن أفسدنا الأرض مات الإنسان و بقيت الأرض.

احترامنا لحجم هذه المخلوقات العظيمة يجعلنا ندرك بعض الزواية الجميلة في نفسيتنا و هذا يفتح لنا المجال لكي نعطي أكثر و ننفع أكثر بإذن الله.



@peepso_user_2819(Basma Mahrous)
الله جميل اووي شكرا يا اسامه بجد كلماتك مريحه للروح اووي
14 يناير, 2018 10:37 م
دورة توأم الروح