القتل

مدة القراءة: 4 دقائق
حفظ (0)
ClosePlease loginn

No account yet? Register

دائما عندما يذكر القتل نعتقد مباشرة أنه القتل المادي و هذا الفهم غير كامل، إن شاء الله أوضح لكم المعنى أكثر من خلال هذا المقال الجميل بإذن الله.

تعود دائما عند دراسة القرآن أن معنى الكلمة يتكون من وجهيين متكاملين … فالله عز وجل خلق من كل شيء زوجين … حتى الكلمة القرآنية خلق الله لها زوج لها … زوج مادي و آخر معنوي.

دورة سر الأنوثة

مثلا الكفر المعنوي هو تغطية الحقيقة بفكرك و مشاعرك … أما الكفر المادي فهو الإفساد في الأرض و تدمير كل ما هو صالح للإنسان و للحياة.

الضرب المادي و هو تغيير خواص المادة من شيء إلى نقيض … من حجر إلى ماء … من جسم حي إلى جسم ميت … أما الضرب المعنوي فهو إحداث تغيير في طريقة تفكير الإنسان … مثلا زوجتك مزعجة تقوم بضربها معنويا بكلمات تزعزع ما بداخلها حتى تهدأ قليلا و تدعك تركز أكثر في أعمالك اليومية (حتى لا يتعصب علي النساء أنت أيضا تستطيعين ضرب زوجك معنويا عندما يتزاوج حدوده و يبدأ يحرمك من عيش الحياة بشكل سليم … لا تسأليني كيف فأنت تعرفين كيف؟)

و هكذا كل جملة و كلمة في القرآن نستطيع أن نجد لهما بعد مادي و معنوي فهذا الأمر جزء من إعجاز اللسان الذي نزل به كتاب الله عز و جل.

المهم في المقال هو ما معنى القتل و القتال؟

القتل المادي و هو القتل أثناء حصول إعتداء مادي … هنا تقتل الشخص بحيث جسمه يصبح غير صالح للحياة.

القتل المعنوي و هو قتل الإنسان من الداخل … بحيث يصبح غير قادر على دعم نفسه بنفسه فتشل كلماته و حركته و يصبح نفس ميتة بداخل جسم حي.

إذا فالقتل المادي هو قتل الجسد … أما القتل المعنوي فهو قتل النفس.

القتل المادي و المعنوي كلاهما مفيدين للإنسان … فهناك من يستخدم ذلك في الشر و هناك من يستخدم ذلك في الخير.

الإعلام الفاسد يقوم بقتل الناس معنويا … فتموت نفوسهم و تعيش أجسامهم.

أما المجرمين و المفسدين و الظالمين فهم يقومون بقتل الناس ماديا … فتموت أجسامهم و تحيا نفوسهم ( و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء و لكن لا تشعرون).

بنوا إسرائيل كانوا قادرين على قتل الأنبياء معنويا … فكلما ظهر فيهم شخص صالح و يريد التغيير و يريد الإصلاح قتلوه داخليا و شلت حركته و انقطعت كلماته … يقول الله : ” ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ”

أمثلة في زماننا الحالي عن القتل المادي و المعنوي :

القتل المادي :

– الإنفجارات الإرهابية
– إسرائيل مع فلسطين
– سوريا و الحرب
– عداوة بين شخصين تصل إلى القتل

القتل المعنوي :

– شخص يستهزئ بأحلام شاب يريد تغيير حياته
– متعصب يصرخ في وجه باحث صادق و لكن غير شجاع
– شخص يغلّب على شخص بكثرة الكلام و الكذب فبالتالي يخضع إليه و لا يتبع قلبه
– تجمع بشري هدفه الإستهزاء من الفرد الذي يؤمن بالله و يعمل صالحا

في هذا المقال بينت لكم القتل من الناحية السلبية … و لكن ما لا يعلمه الناس أنهم هم أيضا قادرين على ممارسة القتل على الناس.

مارس القتل على الجاهل و المتعصب و امنعه كليا من الحركة و الكلام … تعلم أن تسخر كما يسخرون هم و ستصبح أنت القاتل و هو المقتول … و لكن فعلك أنت فيه خير للبشرية جمعاء على عكس القتل الذي يقوم به المفسدين و المجرمين و الكافرين.

نوح أكثر نبي تعرض لمحاولات القتل المعنوي من طرف زوجته و إبنه و قومه … مع ذلك نوح كان شجاعا جدا و لم يستطع أحد أن يقتله لا معنويا و لا ماديا … ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون … تعلّم من النبي نوح كيف تتعامل مع الناس التي تهدف إلى قتلك معنويا … كن شجاعا و مستقلا و لا تكن جبانا و خاضعا … إن سخر منك أحد فاسخر منه أنت كذلك و لا تجعل له أي مجال لكي يتطاول عليك … هذا ما ينقص الواعيين و المتنوريين في هذا الزمن، تنقصهم الإستقلالية و الشجاعة و الجرئة … عندما ستتعلّم ذلك فكن متأكّد أنك ستصبح قاتل محترف يصلح الأرض و لا يفسدها.

“أقتل المستهزئين و الجاهلين و المتكبرين و لا تشعرهم أنك قتلتهم فهذه هي الحكمة”

ملحوظة عامة :

“القتل المادي في الغالب ناتج عن قتل معنوي … فليس هناك من يمارس القتل المادي دون المرور من قتل معنوي في الأول … الشيوخ التي تفتي بفتوات القتل و الكراهية هؤلاء يقتلون الإنسان معنويا و سرعان ما يتحول هذا القتل المعنوي إلى قتل مادي سواء انتحار بسبب اليأس و الخوف أو إعتداء بسبب الكراهية و بسبب الإعتقادات الإقصائية للآخر … لهذا عند تعاملك مع الناس في دولتك و شركتك و منزلك لا تقتلهم معنويا … فالقتل المعنوي إن تضخم و سيطر على النفس البشرية سيتحول مباشرة إلى قتل مادي ما دام الناس لم يحصنوا أنفسهم من القتل المعنوي عن طريق الصبر و الشكر و الإيمان و العمل المستمر و النافع”

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
نبذة عن الكاتب: أسامة حنف موثق مستثمر متفاعل سفير
هدف الحياة هو الخروج من الظلمات إلى النور و لا يمكن إدراك النور إلا عن طريق المنفعة دائمة و المستمرة، منفعة القلب و منفعة الأرض و منفعة الخلق، فما ينفعنا سيمكث في الأرض. أدعو الله أن يجعلنا سببا في زيادة النفع و النور في حياة البشر

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

@peepso_user_3612(Lean Leen)
معاني عميقة ، هل تعتقد طرق التعامل مع الناس العاديين تنفع مع المرضي النفسيين ( يعتقدون أنهم اصحاء) .
16 فبراير, 2018 8:03 ص