سلسلة القوة للجميع ٥

»  سلسلة القوة للجميع ٥
مدة القراءة: 2 دقائق

عبادة الزوج

عبادة الأزواج تعد تقليدا عريقا في الثقافة العربية وفي كثير من البيئات قيمة المرأة تستمدها من خضوعها التام والمهين لكرامتها وكيانها كإنسان. هذا يعجب الكثير من الرجال العرب ويشعرهم بالنشوى والفحولة. هذا الإنحدار في الإنسانية يجعل الزوجة تقوم بكل ما تقوم به الأمة تقريبا. رضى الزوج مقدس ويفوق في قدسيته أي علاقة أخرى حتى عبادة الوالدين لا تكاد تذكر أمام عبودية المرأة العربية لزوجها. هذة العادة تطورت في العصر الحديث لكنها بقيت بشكل مستتر في المجتمع العربي وبقيت ملامحها وآثارها والنتائج المترتبة عليها رغم أن المظهر صار أكثر حضارية.

الزوجة التي تعبد زوجها سرا عادةً ما تقوم بتدمير نفسيات أبنائها وبناتها عن طريق تخويفهم وبث الرعب في قلوبهم من أبيهم الذي تصوره لهم وكأنه إله لا يخطىء ولا ينسى ولا يكل ولا يمل. هي تجعله في نظرهم الإنسان المثالي الكامل الذي يجب طاعته والخضوع له في القول والحذر من غضبه لأنه شديد العقاب. فهي أم أنانية إلى أقصى الحدود، تفكر دائما في مكانتها عند الزوج. فتحاول دائما توفير الجو الملائم له لأنه يكافؤها حينها بالقبول والرضى. هي لا تستطيع الحياة بدون رضاه عليها.

عادة ما تتحول هذة الزوجة إلى ما يشبه حاجب الوالي، الذي يحجب الناس عنه. هي فقط التي تتحدث بلسان الجميع وهي التي تسمح بدخولهم على أبيهم عندما تخبره مقدما بما يطلبون وعندما يكون مزاجه رائقا. تتأكد أن كل شيء يتم حسب الأصول. وفي حالة وجود إختلاف في وجهات النظر فإنها تقف إلى جانب زوجها في مواجهة أولادها وبناتها مهما كانت طلباتهم عادلة أو منطقية. وفي حالة إحتدام الجدال لشعور الأبناء بالظلم فإنها تشير لهم بالتهدأة والتنازل عن طلباتهم وتخفيض نبرة صوتهم في حضرة السيد الملك المهيب صاحب الصولجان الرهيب، السيد الوالد.

هذة الدكتاتورية المنزلية تنتج أبناء ضعفاء الشخصية لا رأي لهم حتى في أنفسهم وكلما أراد أحد الأبناء أو البنات التعبير عن رأيه أو الإستقلال بشخصيته فإن عبدة زوجها، تقوم بتمثل دور الضحية وتبتز عاطفيا وبكل الطرق الطرف المطالب بحقه فتضعفه وتضعف موقفه حتى تتبدد الفرصة ويضيع الطلب ويبقى حائرا ماذا يصنع؟ الأم هنا هي سبب ضعف أبنائها والعائق الأكبر أمام ظهور شخصياتهم ونموها بشكل سليم.

لكسر هذا الحاجز على الأبناء تخطي الأم والتفاوض مباشرة مع حضرة الملك المهيب صاحب الصولجان الرهيب، السيد الوالد. والذي سيكتشفون لاحقا أنه بلا شخصية حقيقية وإنما هو بعبع تمت تربيته في عقولهم وهم أطفال صغار لا يدركون حجم الخدعة التي تعرضوا لها. عادةً ما يعاني حضرة الملك المهيب صاحب الصولجان الرهيب، السيد الوالد، من إختلال نفسي يمكن التعامل معه وتحييده بسهولة.

سلسلة القوة للجميع ٦

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    سلسلة القوة للجميع ٥

    مدة القراءة: 2 دقائق

    عبادة الزوج

    عبادة الأزواج تعد تقليدا عريقا في الثقافة العربية وفي كثير من البيئات قيمة المرأة تستمدها من خضوعها التام والمهين لكرامتها وكيانها كإنسان. هذا يعجب الكثير من الرجال العرب ويشعرهم بالنشوى والفحولة. هذا الإنحدار في الإنسانية يجعل الزوجة تقوم بكل ما تقوم به الأمة تقريبا. رضى الزوج مقدس ويفوق في قدسيته أي علاقة أخرى حتى عبادة الوالدين لا تكاد تذكر أمام عبودية المرأة العربية لزوجها. هذة العادة تطورت في العصر الحديث لكنها بقيت بشكل مستتر في المجتمع العربي وبقيت ملامحها وآثارها والنتائج المترتبة عليها رغم أن المظهر صار أكثر حضارية.

    الزوجة التي تعبد زوجها سرا عادةً ما تقوم بتدمير نفسيات أبنائها وبناتها عن طريق تخويفهم وبث الرعب في قلوبهم من أبيهم الذي تصوره لهم وكأنه إله لا يخطىء ولا ينسى ولا يكل ولا يمل. هي تجعله في نظرهم الإنسان المثالي الكامل الذي يجب طاعته والخضوع له في القول والحذر من غضبه لأنه شديد العقاب. فهي أم أنانية إلى أقصى الحدود، تفكر دائما في مكانتها عند الزوج. فتحاول دائما توفير الجو الملائم له لأنه يكافؤها حينها بالقبول والرضى. هي لا تستطيع الحياة بدون رضاه عليها.

    عادة ما تتحول هذة الزوجة إلى ما يشبه حاجب الوالي، الذي يحجب الناس عنه. هي فقط التي تتحدث بلسان الجميع وهي التي تسمح بدخولهم على أبيهم عندما تخبره مقدما بما يطلبون وعندما يكون مزاجه رائقا. تتأكد أن كل شيء يتم حسب الأصول. وفي حالة وجود إختلاف في وجهات النظر فإنها تقف إلى جانب زوجها في مواجهة أولادها وبناتها مهما كانت طلباتهم عادلة أو منطقية. وفي حالة إحتدام الجدال لشعور الأبناء بالظلم فإنها تشير لهم بالتهدأة والتنازل عن طلباتهم وتخفيض نبرة صوتهم في حضرة السيد الملك المهيب صاحب الصولجان الرهيب، السيد الوالد.

    هذة الدكتاتورية المنزلية تنتج أبناء ضعفاء الشخصية لا رأي لهم حتى في أنفسهم وكلما أراد أحد الأبناء أو البنات التعبير عن رأيه أو الإستقلال بشخصيته فإن عبدة زوجها، تقوم بتمثل دور الضحية وتبتز عاطفيا وبكل الطرق الطرف المطالب بحقه فتضعفه وتضعف موقفه حتى تتبدد الفرصة ويضيع الطلب ويبقى حائرا ماذا يصنع؟ الأم هنا هي سبب ضعف أبنائها والعائق الأكبر أمام ظهور شخصياتهم ونموها بشكل سليم.

    لكسر هذا الحاجز على الأبناء تخطي الأم والتفاوض مباشرة مع حضرة الملك المهيب صاحب الصولجان الرهيب، السيد الوالد. والذي سيكتشفون لاحقا أنه بلا شخصية حقيقية وإنما هو بعبع تمت تربيته في عقولهم وهم أطفال صغار لا يدركون حجم الخدعة التي تعرضوا لها. عادةً ما يعاني حضرة الملك المهيب صاحب الصولجان الرهيب، السيد الوالد، من إختلال نفسي يمكن التعامل معه وتحييده بسهولة.

    سلسلة القوة للجميع ٦

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة
    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين