عجبي!!

»  عجبي!!
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

دخلت الى مقهاها المعتاد .. مقهى صغير قرب بيتها لايوجد ما يمزه كثيرا عن باقي المقاهي غير انها تاتي الى هنا كلما ارادت ان تخلو بنفسها قليلا .. بعيدا عن صخب حياتها.. الطقس باردا اليوم اكثر من المعتاد .. شدت معطفها اكثر عليها علّها تشعر ببعض الدفئ.. اتجهت بدون تفكير الى ذالك الكرسي الازرق المنزوي.. اعتادت الجلوس هناك كل مرة ... لما؟ لا تتذكر تحديدا .. اه نعم .. عند دخولها هنا اول مرة كان المكان يعج بالناس ... وهذه الطاولة وحدها التي كانت فارغة فجلست عليها.. بعدها تقودها قدماها كل مرة الى نفس الطاولة .. ليس لانها اجمل من غيرها .. هناك جلسات اجمل باطلالات قرب النافذة .. لكنها فقط تعودت.. عجبي!!
طلبت كابتشينو.. كالعادة.. هل تحبها ؟؟ سالت نفسها.. ما بها اليوم ؟؟ لما تسال كل هذا الاسئلة وكل هذا التفاصيل؟ هي فقط تطلب كابتشينو كل مرة .. اه تذكرت .. صديقتها ذات يوم مدحتها امامها.. هل جربت باقي الانواع كي تقرر؟ .. لا .. عجبي !!
اسندت راسها الى الوراء واغمضت عينيها ..شعرت بانها تختنق.. كأن مشاكلها حالت بينها وبين الهواء .. يحب ان تفعل شيئا.. يجب ان تغير خطوة مما اعتادت ان تفعله.. كلما تريد ان تفعلها تمنعها العادة.. ادمنت السخط على ما حولها.. كلما تهم بان تغير يبدو لها الطريق ضبابي .. غير واضح .. مخيف.. يشدها التعود الى الوراء.. خوفها من التغيير يجعلها تلّعق المر كل يوم الف مرة .. تجد الف عذر .. حتى تراوح في مكانها .. افضل ان تشتم ... تلعن الزمان.. تضحك بمرارة على سوء الحظ .. قباحة الظروف.. تلون البشر .. غباء تضحياتها الكبيرة .. وكيف لو ؟؟.....تعودت على المرارة وادمنتها.. ادمنت النقم ..
كلما تتعب من هذه الحالة وتاتيها الهمة بان تفعل شيئا تجد الف وسيلة لتبديد هذه الطاقة التي تاتيها في لحظات صحوتها المتباعدة.. تنشغل بموضوع تافه.. تقلب في هاتفها.. تتفرج على برنامج لا يهمها.. المهم ان تبقى حيث هي.. تفعل نفس الاشياء وتنتظر نتائج مختلفة.. عجبي!!
هي ليست كسولة.. ليست جبانة.. فقط خائفة مما لا تالفه.. ربما لو تعودت تغيير ما لا يعجبها لادمنته.. ودافعت عنه كما استموتت في الدفاع عن دائرة راحتها.. وكسلها ورفضها..ربما اتتها الشجاعة لتقرر حتى.. لكن لا ..انه فقط تعود .. فانظر على ماذا تعودت ؟ .. عجبي!!

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    عجبي!!

    مدة القراءة: 2 دقائق

    دخلت الى مقهاها المعتاد .. مقهى صغير قرب بيتها لايوجد ما يمزه كثيرا عن باقي المقاهي غير انها تاتي الى هنا كلما ارادت ان تخلو بنفسها قليلا .. بعيدا عن صخب حياتها.. الطقس باردا اليوم اكثر من المعتاد .. شدت معطفها اكثر عليها علّها تشعر ببعض الدفئ.. اتجهت بدون تفكير الى ذالك الكرسي الازرق المنزوي.. اعتادت الجلوس هناك كل مرة ... لما؟ لا تتذكر تحديدا .. اه نعم .. عند دخولها هنا اول مرة كان المكان يعج بالناس ... وهذه الطاولة وحدها التي كانت فارغة فجلست عليها.. بعدها تقودها قدماها كل مرة الى نفس الطاولة .. ليس لانها اجمل من غيرها .. هناك جلسات اجمل باطلالات قرب النافذة .. لكنها فقط تعودت.. عجبي!!
    طلبت كابتشينو.. كالعادة.. هل تحبها ؟؟ سالت نفسها.. ما بها اليوم ؟؟ لما تسال كل هذا الاسئلة وكل هذا التفاصيل؟ هي فقط تطلب كابتشينو كل مرة .. اه تذكرت .. صديقتها ذات يوم مدحتها امامها.. هل جربت باقي الانواع كي تقرر؟ .. لا .. عجبي !!
    اسندت راسها الى الوراء واغمضت عينيها ..شعرت بانها تختنق.. كأن مشاكلها حالت بينها وبين الهواء .. يحب ان تفعل شيئا.. يجب ان تغير خطوة مما اعتادت ان تفعله.. كلما تريد ان تفعلها تمنعها العادة.. ادمنت السخط على ما حولها.. كلما تهم بان تغير يبدو لها الطريق ضبابي .. غير واضح .. مخيف.. يشدها التعود الى الوراء.. خوفها من التغيير يجعلها تلّعق المر كل يوم الف مرة .. تجد الف عذر .. حتى تراوح في مكانها .. افضل ان تشتم ... تلعن الزمان.. تضحك بمرارة على سوء الحظ .. قباحة الظروف.. تلون البشر .. غباء تضحياتها الكبيرة .. وكيف لو ؟؟.....تعودت على المرارة وادمنتها.. ادمنت النقم ..
    كلما تتعب من هذه الحالة وتاتيها الهمة بان تفعل شيئا تجد الف وسيلة لتبديد هذه الطاقة التي تاتيها في لحظات صحوتها المتباعدة.. تنشغل بموضوع تافه.. تقلب في هاتفها.. تتفرج على برنامج لا يهمها.. المهم ان تبقى حيث هي.. تفعل نفس الاشياء وتنتظر نتائج مختلفة.. عجبي!!
    هي ليست كسولة.. ليست جبانة.. فقط خائفة مما لا تالفه.. ربما لو تعودت تغيير ما لا يعجبها لادمنته.. ودافعت عنه كما استموتت في الدفاع عن دائرة راحتها.. وكسلها ورفضها..ربما اتتها الشجاعة لتقرر حتى.. لكن لا ..انه فقط تعود .. فانظر على ماذا تعودت ؟ .. عجبي!!

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين