أهلا بالأصدقاء و الصديقات
في موضوع اليوم سأتحدث معكم عن الإستغفار
كثيرا تسمعون هذا الأمر؟ استغفروا الله يرحمكم الله
فعلا هذا قانون ثابت و صالح و أساسي يجب أن يعمل به كل إنسان على وجه الأرض
فكيف نطبق الإستغفار؟ و ما الهدف منه؟
تخيل العالم الذي نعيش فيه الآن و الذي أنت تعلمه جيدا و أنا أعلمه جيدا و كل البشر يعلموه جيدا
ما رأيك في هذا العالم؟
كثير من الفساد الحروب الفقر المجاعة السرقة الكسل النفاق الإنكار التفاهة كل هذه الأمور هي أخطاء يقوم بها الإنسان و هذه الأخطاء قد تتفاقم إلى أن تدخل في ساحتك و تعذبك
قد تكون أنت إنسان جميل جدا و رائع و نافع و لكن ليس كل الناس مثلك لهذا فيمكن و بدون أدنى شك أن تتعرض للعذاب الذي ستظهره أخطاء بني آدم
كما أنك يمكن أن تقع في العذاب بسبب أخطائك الفكرية و الشعورية و الحركية التي تقوم بها بعلم منك أو بجهل منك
المهم في الكلام الذي أريدك أن تتذكره و تزرعه في قلبك و أفكارك و أحاسيسك هو أنك معرض للعذاب لأن الناس يخطؤون و أنت تخطئ
الحل بسيط، لكي تحمي نفسك من العذاب تعلم الإستغفار
و الإستغفار ليس كما علموك الكثير من المسلمين
الكثير من المسلمين بالنسبة لهم الإسغفار هو تكرار كلمة “أستغفر الله ليل نهار” و طبعا هذا التكرار لم ينفعهم بشيء و الواقع يتحدث عن نفسه فلا حاحة لتبرير ذلك
في الحياة هناك ثلاث طرق للإستغفار طريقة كلامية مباشرة مع الله، و طريقة خيالية فيها استحضار لمغفرة الله و طريقة حركية ينتج عنها ظهور المغفرة
# الطريقة الكلامية : هو أن تقول “رب اغفر و ارحم و أنت خير الراحمين” أو “ربنا اغفر لنا” (ابحث عن باقي الأدعية التي وردت فيهم المغفرة في القرآن)، قل تلك الأدعية بصدق و استشعر بصدق قدرة الله على مغفرة الذنوب التي تعذب الأفراد و المجتمعات و بإذن الله ستبدأ تنزل عليك هذه المغفرة لتنبهك بأخطائك و بأخطاء البشر و تحميك من العذاب الناتج عن تلك الأخطاء
# الطريقة الخيالية : و هي أن تتخيل أن هناك أمر من الله ينزل عليك إسمه “المغفرة” كأنه ماء بارد ينزل عليك ليطهرك من التلوث الفكري و الشعوري و الحركي الذي أنتجته ذنوبك و ذنوب المجتمع … كلما آمنت بأن هناك قوة إسمها المغفرة قادرة على تطهيرك كلما زاد التطهير و اختفى العذاب
# الطريقة الحركية : و هي أن تقوم ببعض الأفعال التي ذكرت في القرآن و التي ينتج عنها ظهور المغفرة … مثلا يقول الله “الذين آمنوا و عملوا الصالحات لهم مغفرة و أجر عظيم” عندما ستتحرك فكريا و شعوريا و حركيا اتجاه الإيمان و اتجاه العمل الصالح عندها ستظهر المغفرة و يختفي العذاب … مثال آخر يقول الله : “والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله و الذين آووا و نَصروا أولائك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم” عندما ستطبق الإيمان و الهجرة في سبيل الله (أي تهاجر بلدك أو بيتك أو مدينتك أو وظيفتك أو زواجك من أجل زيادة المنفعة في حياتك) و الجهاد في سبيل الله (أي تقوم بمجهود مادي و مالي و حركي و فكري و شعوري من أجل زيادة المنفعة في حياتك) و آووا (أي احتموا من الشر) و نَصروا (أي نصروا الله و علمه و أوامره في فكرهم و مشاعرهم و حركتهم على أهوائهم و ظنونهم و مجتمعهم، هناك درس في صفحتي بالفايسبوك خاص بهذا الموضوع بذات) تطبيقك لهذه الأفعال سيزيد المغفرة في حياتك … هناك أفعال أخرى ابحث عنها في القرآن بنفسك
هذا الموضوع الذي شرحته لكم الآن، عليكم أن تطبقوه دائما و أبدا فالأخطاء محيطة بك و العذاب محيط بك، و الله أعلم بذلك و أحوط بذلك، لهذا لابد من الحكمة أن تجعل في حياتك وقفات يومية تطبق فيها الطريقة الكلامية و الطريقة الخيالية و الطريقة الحركية … و هكذا ستبدأ ستندهش من الفتوحات الربانية التي سيُنعم بها الله على فكرك و إحساسك و تحركاتك
الذين يطبقون هذا الكلام بشكل دائم يدخلون ضمن فئة إسمهم “بالمستغفرين” و عندما تصبح من المستغفرين فودع كل أنواع العذاب و استعد لتستقبل كل أنواع الفتوحات و الأرزاق و الرحمات من رب العالمين
معلومة أخرى عن الإستغفار : لا تسمح لأخطائك و أخطاء الناس أن ينسوك الإستغفار، مهما بلغت ذنوبك و ذنوب البشر التي تعذبك في حياتك فمغرفة الله تبقى أكبر بكثير من تأثير هذه الذنوب على مستقبلك و مستقبل البشرية … فقط استغفر لأن الله أمرك بذلك و ستدهش من سهولة اختفاء العذاب و تلاشي الذنوب في كن فيكون
ما رأيك في الموضوع؟
التعليق والحوار