نحن المسلمين لدينا يوم الجمعة فيه يجتمع الناس لخطبة تسبق الصلاة يتم من خلالها توجيه مشاعر المصلين المجتمعين نحو الخير من خلال التذكير و الإرشاد الاسبوعي مما يثير مشاعر الناس و يوجه نواياهم باتجاه الموضوع الذي تناولته الخطبة في الموضوع الذي يعاني منه المجتمع من نقص أو خلل .و الذي يساهم بازدياد الخير و انتشاره في المجتمع ..هذا الهدف من خطبة الجمعة و يوم الجمعة الذي تميز عن باقي الأيام بجموع الناس التي تؤمن من وراء الإمام .. آمين ..رب استجيب آمين .. بقلوب خاشعة و طاقة حب عالية لله و للخير و صلاح الحال تم رفعها و إثارتها من خلال كلمات رنانة تذاع عبر المآذن و القنوات .. أي نية موحدة باتجاه هدف محدد .. نية لهدف .. والطاقة تتبع النية وكلما كانت النية موحدة و جماعية وصادقة كان تحقيقها أكبر كنتيجة لاتحاد الطاقات البشرية معاً .. نحو الهدف المنشود من الخطبة ..
و لو تأملنا سير خطبنا لوجدناها من سنين تدعو بطرق غير واعية الى الحروب و الفتن والتكفير والدعاء المستميت على الآخرين والجميع يؤمن بطاقة موحدة صاعدة للسماء تقول كن .. و ما كان إلا ان استجاب الله ما رغبنا به من حروب ودماء اشتعلت فينا في الوقت الذي ازدهر فيه كل من دعونا عليه .. وليس هذا موضوعي بالرغم من الأثر الكبير له على توجيه حياة الناس غير العالمين بعلم الله ولا هم مدركين لعظمة ديننا والحب السلام الذي يدعو له وإليه .. ولكن لابد من التطرق لناتج خطبة الجمعة " اجتماع المسلمين الاسبوعي "..
هذه طريقة المسلمين بتوحيد الطاقات و نشرها عبر الكون ..
و لأن الأمم مختلفة بتفاصيل حياتها و دينها و عبادتها لذلك كان لكل أمة طريقة و مذهب لتوحيد الطاقات و قول آمين بطريقتهم .. على أمل انتشار هدف ما يجتمعون عليه بطاقاتهم بنية انسانية جماعية تجوب العالم من خلال تحديد يوم معين يذكر العالم فيه على مستوياته المختلفة بما يعتقدون أنه ينقص البشرية .. لذلك وجد ما يسمى بيوم العمال العالمي لتتعاطف مع العمال وتنشر قضاياهم وتذكير العالم بأن عليهم تصويب أوضاعهم الصعبة و دراسة طرق تحسينها .. و يوم الام و يوم المعلم و يوم الصحة العالمي و يوم الاستقلال على مستوى كل دولة على حدى لاشعال طاقات الفخر في قلوب المواطنين وتذكيرهم بيوم استقلوا فيه و أصبحوا كياناً حرا كدعوة مبطنة للحفاظ على الوطن وهكذا باقي الايام المقترحة .
بطقوس و عادات الشعوب على اختلافها .و أيام كثيرة أخرى تحمل نشر هدف انساني و تأصيله داخل النفوس تنادي فيه وتدعو كل من هو بشري صادق ببشريته ليتحد معهم بطاقته المتأصلة بالنية الصادقة ..
الشعوب العربية تتفاعل و تحتفل مع كل الأيام باستثناء يوم الحب الذي تعتبره كفر و مجون معلن ..ليس المشكلة في اليوم ولكن في المعنى الذي أضافه الناس على المسمى (الحب ) .و اختصاره على علاقة محرمة جمعت بين رجل و إمرأة ..فهذا ليس حب حتى يحرموا طاقات كبيرة و متحدة للانتشار .
فالحب الذي لا يقود إلى الله ليس حب .. ابتداء من حب النفس والحياه و البشر الى حب الأزواج والاولاد والمخطوبين والأصدقاء والعائلة والشجر و الحجر والحيوانات وكل خلق الله .
الحب كلمة وردت في القرآن الكريم 76 مرة وهي الطاقة الوحيدة في الكون التي تحدث المعجزات من تشافي و ركوب موجات النجاح ..
لماذا نهاجم هذا العيد أو اليوم ... من نفس المبدأ الذي قبلتم به باقي الأيام مصفقين لها ..بمجرد توجيه السؤال على صفحتي خرج لي شخص يقول لي هذه هدية لكم " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ".. يعني اتهام بالكفر واضح لمجرد السؤال للنقاش فيه .. أجبته ببساطة بالتوفيق لك ... لا التزام بالدين حقيقي ولا علم ينير القلوب ..يعمل الغرب بالطاقة كما تعمل الأم بالخضار الطعام ونحن لا نعلم عنها شيء .. ضياع بالمطلق ..
ألا يعلم الناس أن كل أسباب الوطن العربي و المسلمين هو بسبب ضياع الحب من القلوب و إلى القلوب ..
ألم يقل الرسول الكريم ( والله لا يؤمن والله لا يؤمن من لايحب لأخيه ما يحب لنفسه ).. أي ربط الإيمان بالحب ...
فهم لم يحبوا دينهم اولا ... و لو أحبوه لسعوا واجتهدوا لفهمه كما أراده الله .. و لكانت نتيجة حبهم لدينهم نتائج تفخر بها بين الأمم فليس الخلل بديننا بل الخلل في تطبيقه و فهمه و لا نقاش في ذلك ..
لم يحبوا أنفسهم مما أنتج أجيال مهزوزة لا تؤمن بشيء لا بنفسها و لا بالخالق و لا بشيء يعطيها الدافع للإنجاز
لم يحبوا إخوتهم و لا عائلاتهم و لا زوجاتهم بل كرهوا المرأة لكيانها و احبو المجون الذي يستفيدون منه فيها ..
لم يحبوا عملهم و لا أرضهم و لم يحبوا أحوالهم ولم يحبوا أولادهم فكانوا عبئا عليهم
لم يحبوا قوانين بلادهم ولم يحبوا قوانين السير و لم يحبوا قانون الشركات و لم يحبوا طابور الدور ...لم يحبوا الإلتزام فلجأو للواسطات غير القانونية ليأخذوا دور غيرهم غير مباليين ... قل هل تحب لأ خيك ما تحب لنفسك ..هذا المبرر الوحيد لك فرفضك لكل شيء يخص الحب لأنك كاره لنفسك و لكل شيء في حياتك ..سواء اعترفت بذلك ام لا ..
جموع المصلين يوم الجمعة يغلقوا الشارع بسياراتهم و لو كان لك حاجة من ذلك الشارع او لسيدة بسيارتها لن تستطيع المرور بل ستعلق بين سيارات المصلين ..لا بأس فهم يصلون لله .. هل تحب أخيك ..؟ بهذه الأفعال ...
يعلن عن ارتفاع الاسعار فيرفعها التجار قبل موعدها ..هل هذا محب لأخيه
ترفع خمسة قروش ليرفعها التاجر 20 ..هل هذا حب ..
والله إن كانت الأمة الإسلامية بحاجة لاحتفالات و أعياد ما كانت تحتاج الا الأعياد اليومية للحب والتذكير و التعليم فيه كل يوم وليس سنويا و على مستوى العالم أجمع ..
لم تستطع الاتحاد بطاقة القراءة و لا طاقة العلم والتكنولوجيا .و لم نستطيع الاتصال بطاقة السلام و التقدم ..لم نستطع الاتصال بأي طاقة مفيدة مع العالم .. فلنتصل بالحب لتفعل قلبك و تعيد تشغيله ..ماذا ستخسر .. ؟ فهل ستنجح بالاتصال بشيء نافع لك يساعدك في النهضة والتقدم .. فعل قلبك لعله يسعدك .
كفانا هراء وكذب على نفي أوكسجين الحياه الذي ترجون تنفسه .. هواء الحب في كل مكان و بين كل الناس ..تفكر .. لم يخلق الله 8 مليار شخص على الكوكب لتأتي أنت أيها المسلم لتتمنى فنائهم لبقائك أنت على أساس أنك الأصلح للأرض والحقيقة أننا الآن لسنا الأصلح بل الأسوء ,,فكفانا كبرا وادعاء ماليس فينا ..
أحب الناس فعلا و ليس كلمات و تقبل عاداتهم و اتصل معهم و مع طاقاتهم بالحب و بما يتناسب معك ففي كل أمة أشياء كثيرة جميلة فلتتصل بها .. عدل نواياك على نيتهم وحسب قيمك أنت ..فمن اجتمع في الفلانتاين على الجنس في غير تشريع لتجتمع أنت مع من تحب على ما يرضي الله و يرضي قيمك .إجتمع مع أرضك فأصلحها ..مع محيط منزلك فنظفه ..مع جيرانك و ساعدهم مع عملك بإتقانه وحبه مع زوجتك مع اولادك ..مع الشارع فلا تعاكس السير فيه ..هذه أفعال الحب ببساطة ..
فمالك بغيرك .. كن صادقا في نواياك ..اتحد مع الطاقة التي تناسبك لتساعد في نشر ما تحب نشره من حب وسلام إن كنت تحب نشره وبصدق ..او على الأقل لا تهاجم الآخرين بما يعتقدون .إن كنت غير قادر على الاتصال خوفاً على نفسك من نفسك .هذا شأنك الخاص جدا و لا شأن لأحد به شرط أن لا شان لك بهم ..جرب أن تعيش الحب بالفعل و الشعور و لكل شيء وسترى ان وجود هذه الأيام ستزيدك سعادة بل وقربا لله فهو الطريق الأصدق إليه ..
عيشها صح ..
غادة حمد