أربع بنات وولد واحد

»  أربع بنات وولد واحد
مدة القراءة: 2 دقائق

من الأشياء التي لا نستطيع التحكم بها هو جنس المولود ذكر أم أنثى. هناك عوامل كونية كثيرة تحدد جنس المولود ولا يد لنا في تحديده مسبقا. هناك إتجاه قوي يقول بأن جنس المولود يأتي عن طريق الأب. أي أن بويضة الأم قابلة لأن تكون ذكر أو أنثى وكل ما تحتاجه هو عامل يرجح في أي إتجاه ذكر أو أنثى. أيضا قرأت في إحصائية قديمة أن هذا يعود لخلق توازن بين البشر. الرجال عندما يكونون أقوياء أو المجتمع يتمتع بالخشونة فإن المواليد يميلون إلى أن يصبحون إناث، وفي حال كان الرجل ضعيفا أو المجتمع يميل إلى السلام يظهر الموالد ذكور. هذا ليحدث توازن في المجتمع وبين الشعوب. النظرية تقول أنه لو أن الرجال الأشداء رزقوا بذكور فإنهم سيكونون مجتمعات قاسية ومتغطرسة ومعتدية بطبيعتها، وهذا واضح في المجتمعات التي يزيد فيها عدد الذكور على الإناث أو في المجتمعات التي لا تحترم المرأة.

بغض النظر عن كل ذلك ومدى صحة النظرية من عدمها هناك شيء أكيد. الرجل الذي يتربى بين مجموعة من الأخوات وهو الذكر الوحيد في العائلة على الأرجح سيكون رجل غير متحمل للمسؤلية وقد يميل إلى الرخاوة أو يصبح متطلب كثيرا. السبب في ذلك هو كمية الخوف التي تحيط به كذكر وحيد في العائلة. الأم تغدغ عليه بالحنان والأب يتفاخر به وربما يعطيه صلاحيات أكبر من حجمه ثم تأتي الأخوات لزدن الطين بلة. يعاملنه كالملك المتوج وتصبح أمانيه أوامر واجبة التنفيذ. الكل يتحرى رضاه ويرجو راحته. هو على الجانب الآخر يصدق ويبدأ الإبتزاز العاطفي للكل. كيف لا وهو الولدد المدلل الذي يأمر فيطاع؟ كيف لا وهو قرة عين أبيه وبهجة قلب أمه وفرحة أخواته البنات؟

هذا الهراء يجب أن يتوقف. الرجل هو الرجل، ويجب أن يتم التعامل معه كرجل سواء كان الولد الوحيد أو بين عشرة أولاد. لسنا بحاجة لرجال مائعين ولا أنصاف رجال أو رجال لا يتحملون مسؤلية حياتهم. رجل يمرض ويصاب بالعلل النفسية على أول مشكلة تافهة يتعرض لها. بسرعة يجري لأخواته يبكي عندهم ويشكو الحال وإن لم يجد التعاطف يبدأ بإختلاق قصة درامية دامية حول حظه العاثر في الحصول على وظيفة أو تتدهور صحته أو يمثل الإكتئاب والهزال في محاولة بائسة لإستدرار عطف النساء من حوله.

إن كنتن تعانين من هذا النوع من الإخوة فعلاجهم بسيط جدا. التجاهل حتى يبدأون بتحمل مسؤلية حياتهم. لا تشفقن عليهم ولا تنصعن لرغباتهم حتى يصبحون رجال حقيقيين. على الرجل عن يتربى كرجل ويعمل كرجل ويكافح كما يكافح الرجال أما أشباه الرجال فلا حاجة للمجتمع بهم. ربوهم كرجال منذ نعومة أضفارهم وليتعلموا تحمل مسؤلية حياتهم وأن لا فضل لهم على غيرهم إلا بما يقدمون لأنفسهم. لا عيب أن يترعرع الرجل بين النساء أو تربيه إمرأة ولكن العيب أن يتوقف عن دوره كرجل ويصبح عالة على أخواته. المرأة يمكنها أن تربي الرجال والأخوات يمكن أن يرفعون إخوانهم لعنان السماء أو يهبطون بهم نحو القاع وهذا يعتمد بشكل كامل على أسلوب التعامل.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أربع بنات وولد واحد

    مدة القراءة: 2 دقائق

    من الأشياء التي لا نستطيع التحكم بها هو جنس المولود ذكر أم أنثى. هناك عوامل كونية كثيرة تحدد جنس المولود ولا يد لنا في تحديده مسبقا. هناك إتجاه قوي يقول بأن جنس المولود يأتي عن طريق الأب. أي أن بويضة الأم قابلة لأن تكون ذكر أو أنثى وكل ما تحتاجه هو عامل يرجح في أي إتجاه ذكر أو أنثى. أيضا قرأت في إحصائية قديمة أن هذا يعود لخلق توازن بين البشر. الرجال عندما يكونون أقوياء أو المجتمع يتمتع بالخشونة فإن المواليد يميلون إلى أن يصبحون إناث، وفي حال كان الرجل ضعيفا أو المجتمع يميل إلى السلام يظهر الموالد ذكور. هذا ليحدث توازن في المجتمع وبين الشعوب. النظرية تقول أنه لو أن الرجال الأشداء رزقوا بذكور فإنهم سيكونون مجتمعات قاسية ومتغطرسة ومعتدية بطبيعتها، وهذا واضح في المجتمعات التي يزيد فيها عدد الذكور على الإناث أو في المجتمعات التي لا تحترم المرأة.

    بغض النظر عن كل ذلك ومدى صحة النظرية من عدمها هناك شيء أكيد. الرجل الذي يتربى بين مجموعة من الأخوات وهو الذكر الوحيد في العائلة على الأرجح سيكون رجل غير متحمل للمسؤلية وقد يميل إلى الرخاوة أو يصبح متطلب كثيرا. السبب في ذلك هو كمية الخوف التي تحيط به كذكر وحيد في العائلة. الأم تغدغ عليه بالحنان والأب يتفاخر به وربما يعطيه صلاحيات أكبر من حجمه ثم تأتي الأخوات لزدن الطين بلة. يعاملنه كالملك المتوج وتصبح أمانيه أوامر واجبة التنفيذ. الكل يتحرى رضاه ويرجو راحته. هو على الجانب الآخر يصدق ويبدأ الإبتزاز العاطفي للكل. كيف لا وهو الولدد المدلل الذي يأمر فيطاع؟ كيف لا وهو قرة عين أبيه وبهجة قلب أمه وفرحة أخواته البنات؟

    هذا الهراء يجب أن يتوقف. الرجل هو الرجل، ويجب أن يتم التعامل معه كرجل سواء كان الولد الوحيد أو بين عشرة أولاد. لسنا بحاجة لرجال مائعين ولا أنصاف رجال أو رجال لا يتحملون مسؤلية حياتهم. رجل يمرض ويصاب بالعلل النفسية على أول مشكلة تافهة يتعرض لها. بسرعة يجري لأخواته يبكي عندهم ويشكو الحال وإن لم يجد التعاطف يبدأ بإختلاق قصة درامية دامية حول حظه العاثر في الحصول على وظيفة أو تتدهور صحته أو يمثل الإكتئاب والهزال في محاولة بائسة لإستدرار عطف النساء من حوله.

    إن كنتن تعانين من هذا النوع من الإخوة فعلاجهم بسيط جدا. التجاهل حتى يبدأون بتحمل مسؤلية حياتهم. لا تشفقن عليهم ولا تنصعن لرغباتهم حتى يصبحون رجال حقيقيين. على الرجل عن يتربى كرجل ويعمل كرجل ويكافح كما يكافح الرجال أما أشباه الرجال فلا حاجة للمجتمع بهم. ربوهم كرجال منذ نعومة أضفارهم وليتعلموا تحمل مسؤلية حياتهم وأن لا فضل لهم على غيرهم إلا بما يقدمون لأنفسهم. لا عيب أن يترعرع الرجل بين النساء أو تربيه إمرأة ولكن العيب أن يتوقف عن دوره كرجل ويصبح عالة على أخواته. المرأة يمكنها أن تربي الرجال والأخوات يمكن أن يرفعون إخوانهم لعنان السماء أو يهبطون بهم نحو القاع وهذا يعتمد بشكل كامل على أسلوب التعامل.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين