أحد الأمور المهمة التي ينعم بها علينا القرآن و الفهم الحق للقرآن و التطبيق الحق للقرآن هو أنه يزيل من وجوهنا الأقنعة التي تحجب علينا الرؤية السليمة لأنفسنا و للحياة و لناس.
فوضوح القرآن يجعلك تصبح واضح مع نفسك.
مدى وضوحك مع نفسك دليل على مدى فهمك للقرآن.
من أنت؟
ما نوعية الظروف التي تعيشها الآن؟
من هم الناس المحيطين بك؟ و هل تؤثر عليهم إجابيا أم سلبا؟
ما طبيعة عملك؟
ما هي الأمور التي تستطيع إصلاحها في نفسك و واقعك؟
ما هي عيوبك؟
في ماذا أنفقت مالك؟ و كم أنفقت؟
ما مدى التغيير البَنَّاء و الإجابي الذي حصل في حياتك على مدار هذه السنة أو هذا الشهر أو هذا الأسبوع؟
كن واضح لا تضع الأقنعة و أجب بكل صراحة، كلما زاد بعدك عن الوضوح مع نفسك و مع حياتك كلما زاد التوهان في حياتك.
هل أنت إنسان نافع؟
هل أنت إنسان خائف؟
هل أنت إنسان متعلق؟
هل أنت إنسان خاضع لشهواته و لدنيته؟
هل أنت إنسان تافه؟
هل أنت إنسان طاغ و يحب السيطرة و التحكم في غيره؟
كن واضح و أجب، لن ينفعك قناعك و أوهامك يوم القيامة.
يوم القيامة لا مفر.
يوم القيامة اقرأ كتابك كفى بك على نفسك حسيباً.
يوم القيامة ستزول الأقنعة و ستبدأ ترى نفسك بكل وضوح.
يوم القيامة لن تستطيع الهروب من نفسك و من أعمالك.
فكن واضح الآن حتى لا تصدم بأقنعتك يوم القيامة.
لا تدافع عن قناعك و قناعاتك و انظر للحياة كما خلقها الله، لا كما علموك.
بداية الحياة الوضوح.
نهاية الحياة الكذب و الدَّس.
هل أنت واضح مع قلبك؟ أو أنك تكذب عليه و تحجبه بأصوات المجتمع؟
قلبك سلاحك نحو الوضوح.
قلبك لا يفهم لغة الكذب.
قلبك يحيا بالصدق و باتباع ما أنزل الله.
فهل أنت أعلم بقوانين قلبك أم الله أعلم بها؟ .... الله طبعا أعلم.
تقلباتك الفكرية و الشعورية التي تبعدك عن الله ستحرمك من قلبك و ستحرمك من الوضوح.
فلا تغامر بفكرك و مشاعرك، لأن فكرك و مشاعرك يخضعون لخالقهم فقط.
و عندما ستسجد لله بفكرك و مشاعرك عنها سيصطفيك الله و ينعم عليك بالوضوح.
و عندما يزداد الوضوح في حياتك يختفي الألم و تتقدم في حياتك و لا يضرك ظروف و لا يضرك بشر.