أفكار متسلسلة - ٤

»  أفكار متسلسلة - ٤
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 2 دقائق

التخفيف على الناس

هذة الفكرة بحد ذاتها جيدة، أن تخفف على الناس وتتفهم ظروفهم، لكن عندما تتحول إلى هاجس يؤرق الإنسان فإنه يتحول إلى إنكار الذات وإنكار حاجاته الأساسية. التخفيف على الناس شيء مخادع، ففي حين أنك تحاول التخفيف عليهم فإنك تنظر إلى نفسك نظرة المثقل عليهم فتخيل كيف سيراك الناس وما هي المشاعر التي ستحملها نحو نفسك؟ الإهتمام بالتخفيف على الناس وتفهم ظروفهم يتحول مع الوقت إلى مرض تقلل فيه من عزمك وتتشوه صورتك لدى نفسك لأنك سترى نفسك كمن يعتدي على الآخرين حتى لو كانت طلباتك منهم عادية. أنت بكل بساطة تتهم نفسك بالثقل وهذا الإتهام خطير جدا لأنك حينها لن تتمكن من طلب أي شيء من الآخرين وإن طلبته فستدخل في دوامة أفكار لعلك أثقلت عليهم أو لعلك ضايقتهم أو لعلك طلبت ما هو فوق حقك.

الأمر لا يتوقف هنا وإنما يمتد إلى حالة تصيب الإنسان تجعله كمن يريد التكفير عن ذنبه فيتفانى في خدمة الناس وفي الغالب دون مقابل وكأنه يدفع دينا عليه. عندما تحاول التخفيف على الناس أو بالأحرى عندما تصاب بداء التخفيف على الناس تبدأ بالتراجع لأنك بشكل طبيعي ستضع حاجزا بينك وبين الناس وبالتالي أنت تضع حاجزا بينك وبين النجاح. فالنجاح يحتاج إلى تحطيم الحواجز وبهذا تستطيع التعامل مع الجميع بلا إستثناء. تستطيع الأخذ منهم وإستقبال عطاياهم وهذا لا يعمل عندما تطور مشاعر مثبطة. الناس ستعاملك وفقا لمشاعرك أثناء تعاملك معهم. البعض سينفر منك والبعض الآخر سيستغلك أبشع إستغلال لأنه يعرف نقطة ضعفك.

تخلص من هذة المشاعر السلبية وتحول إلى فكرة أفضل وهي التعامل. أنت تتعامل مع الناس فقط. تأخذ منهم وتعطيهم وهنا يجب أن تعرف أنك لا تثقل على أحد أبدا لأن الذي يتعامل معك يعلم تماما ما تقدمه له وهو مستعد لدفع الثمن وسواء كان ذلك الثمن مال أو وقت أو جهد فهذا هو ثمن التعامل معك. نفس الشيء ينطبق عليك أنت أيضا فأنت حينما تتعامل مع الناس ستدفع الثمن والذي قد يكون مال أو وقت أو جهد. إذا فالكل متساوي في هذة العملية فما الذي يجعلك تشعر بأنك تثقل على الناس؟ لا شيء سوى أنك لا تريد إظهار نفسك بل أنت تنكر عليها حقها في الإستمتاع بالحياة والتمتع بالطيبات.

هذا قد يكون ناتجا عن إنتقادات وجهت لك في طفولتك وشبابك فبقيت معك أو نتيجة لعدم رغبتك في دفع ثمن ما تحصل عليه من الناس ولأن هذا يجعلك تشعر بثقل الآخرين الذين يطلبون منك ثمن خدماتهم لك فأنت تشعر بطريقة ما أنك تثقل على الآخرين عندما تطلب منهم دفع ثمن خدماتك لهم. إعلم أنه من حقك الحصول على أي شيء تريده من الآخرين عندما تقدم لهم مقابلا فهذا خاضع للعرض والطلب. إنها حرية الإختيار فمن يختار التعامل معك فعليه أن يكون مستعدا لدفع الثمن وأنت أيضا عليك أن تكون مستعدا لدفع الثمن عندما تطلب منهم أي شيء.

إذا أردت أن تنجح في الحياة فيجب أن تشعر شعورا جيدا بكل ما تطلبه من الناس وهذا ما يجعلهم يشعرون بالسعادة أثناء التعامل معك.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أفكار متسلسلة - ٤

    مدة القراءة: 2 دقائق

    التخفيف على الناس

    هذة الفكرة بحد ذاتها جيدة، أن تخفف على الناس وتتفهم ظروفهم، لكن عندما تتحول إلى هاجس يؤرق الإنسان فإنه يتحول إلى إنكار الذات وإنكار حاجاته الأساسية. التخفيف على الناس شيء مخادع، ففي حين أنك تحاول التخفيف عليهم فإنك تنظر إلى نفسك نظرة المثقل عليهم فتخيل كيف سيراك الناس وما هي المشاعر التي ستحملها نحو نفسك؟ الإهتمام بالتخفيف على الناس وتفهم ظروفهم يتحول مع الوقت إلى مرض تقلل فيه من عزمك وتتشوه صورتك لدى نفسك لأنك سترى نفسك كمن يعتدي على الآخرين حتى لو كانت طلباتك منهم عادية. أنت بكل بساطة تتهم نفسك بالثقل وهذا الإتهام خطير جدا لأنك حينها لن تتمكن من طلب أي شيء من الآخرين وإن طلبته فستدخل في دوامة أفكار لعلك أثقلت عليهم أو لعلك ضايقتهم أو لعلك طلبت ما هو فوق حقك.

    الأمر لا يتوقف هنا وإنما يمتد إلى حالة تصيب الإنسان تجعله كمن يريد التكفير عن ذنبه فيتفانى في خدمة الناس وفي الغالب دون مقابل وكأنه يدفع دينا عليه. عندما تحاول التخفيف على الناس أو بالأحرى عندما تصاب بداء التخفيف على الناس تبدأ بالتراجع لأنك بشكل طبيعي ستضع حاجزا بينك وبين الناس وبالتالي أنت تضع حاجزا بينك وبين النجاح. فالنجاح يحتاج إلى تحطيم الحواجز وبهذا تستطيع التعامل مع الجميع بلا إستثناء. تستطيع الأخذ منهم وإستقبال عطاياهم وهذا لا يعمل عندما تطور مشاعر مثبطة. الناس ستعاملك وفقا لمشاعرك أثناء تعاملك معهم. البعض سينفر منك والبعض الآخر سيستغلك أبشع إستغلال لأنه يعرف نقطة ضعفك.

    تخلص من هذة المشاعر السلبية وتحول إلى فكرة أفضل وهي التعامل. أنت تتعامل مع الناس فقط. تأخذ منهم وتعطيهم وهنا يجب أن تعرف أنك لا تثقل على أحد أبدا لأن الذي يتعامل معك يعلم تماما ما تقدمه له وهو مستعد لدفع الثمن وسواء كان ذلك الثمن مال أو وقت أو جهد فهذا هو ثمن التعامل معك. نفس الشيء ينطبق عليك أنت أيضا فأنت حينما تتعامل مع الناس ستدفع الثمن والذي قد يكون مال أو وقت أو جهد. إذا فالكل متساوي في هذة العملية فما الذي يجعلك تشعر بأنك تثقل على الناس؟ لا شيء سوى أنك لا تريد إظهار نفسك بل أنت تنكر عليها حقها في الإستمتاع بالحياة والتمتع بالطيبات.

    هذا قد يكون ناتجا عن إنتقادات وجهت لك في طفولتك وشبابك فبقيت معك أو نتيجة لعدم رغبتك في دفع ثمن ما تحصل عليه من الناس ولأن هذا يجعلك تشعر بثقل الآخرين الذين يطلبون منك ثمن خدماتهم لك فأنت تشعر بطريقة ما أنك تثقل على الآخرين عندما تطلب منهم دفع ثمن خدماتك لهم. إعلم أنه من حقك الحصول على أي شيء تريده من الآخرين عندما تقدم لهم مقابلا فهذا خاضع للعرض والطلب. إنها حرية الإختيار فمن يختار التعامل معك فعليه أن يكون مستعدا لدفع الثمن وأنت أيضا عليك أن تكون مستعدا لدفع الثمن عندما تطلب منهم أي شيء.

    إذا أردت أن تنجح في الحياة فيجب أن تشعر شعورا جيدا بكل ما تطلبه من الناس وهذا ما يجعلهم يشعرون بالسعادة أثناء التعامل معك.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين