أكبر خدعة تعيشها في حياتك هي أنك فرد في جماعة. أنت لست من أي جماعة سواء دينية أو قومية أو عائلية. أنت فرد مستقل بذاتك إستقلال تام ولا يربطك بالآخرين إلا ما تربط أنت نفسك به.
حسب قانون الأرض أنت تدفع ثمن أخطائك. لا أحد يستطيع دخول السجن بالنيابة عنك وأنت لا تستطيع تحمل العقوبة نيابة عن أي أحد مهما كان قريبا منك.
وحسب قانون السماء، ولا تزر وازرة وزر أخرى.
كل مشاكلك تنبع من إرتباطاتك بالناس والأفكار والمفاهيم التي تضعفك. يحبونك لأنك مطيع بل خانع. يساومونك على الحب بإستمرار. كل ما تقوم به في حياتك هو إرضاء الآخرين، أهلك، أصحابك، جيرانك، المواطنين في بلدك، العرب، المسلمين، البشرية.
تستمد قيمتك من إتفاق الآخرين معك وتريد موافقتهم ومباركتهم قبل أن تقدم على أي عمل. من شدة إرتباطك بهم تشعر بالحرج ويذهب ماء وجهك عندما تعتقد بأنك لا يجب أن تقوم بهذا أو ذاك. بينك وبين نفسك تتصور بأنهم منزعجون منك أو يسخرون منك أو يشنعون عليك لأنك جئت بأمر جلل مع أنك لو أمعنت النظر حقا لرأيت بأن البيوت مليئة بالأسرار التي يداريها الناس عنوة. فهذة عائلة فيها ولد حشاش، وفي تلك الأب يتحرش ببناته وفي أخرى عائل الأسرة سارق للمال العام وفي أخرى هناك إبن غير شرعي أو بنت تمارس الدعارة. وبعض العائلات تافهة إلى أقصى الحدود من أكبر فرد إلى أصغر فرد فيها.
رغم كل ذلك يتظاهر الجميع بالملائكية ويعيبون عليك أصغر خطأ حتى لو تزحلقت على ظهرك في مكان عام. لا تقع فريسة لنظرة الآخرين فقيمتك تنبع من ذاتك لا من نظرة الآخرين أو إتفاقهم معك. لتكن أنت القيمة الحقيقية، وجودك وأفكارك وثقتك بنفسك هي ما يعطيك قيمتك لا إرتباطك بالآخرين.
من يستمد قيمته من الآخرين يبقى تابعا لهم. قد ترمي بنفسك إلى التهلكة فقط لتنال رضاهم وحتى يقال بأنك شجاع ومقدام. وماذا بعد؟ لا شيء في الواقع. ماذا لو قالوا عنك أنك شجاع ومقدام، هذة أين ستصرفها؟ من بنك الإنتحاريين أم إستثمارات القابعين في غوانتانامو؟ لا تستطيع تحرير شعبك أو مجتمعك مادمت مرتبطا به. فقط الأحرار يحررون مجتمعاتهم أما المتشبثين بالناس وبنظرتهم فيساقون كالنعاج إلى أجلهم المحتوم. وظيفة وزوجة وأولاد وموت بطيء.
هل هذة الحياة بالنسبة لك؟ فكــــــــــر.