أنا الأفضل

»  أنا الأفضل
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

انا افضل منه..انا اجمل منه...انا أغنى منه...انا اذكى منه....انا اصغر منه...النظرة او الإحساس بالتفوق.. تصل بسرعة البرق الى المتلقي ..احيانا لا تحتاج إلى كلمات او تعبير..تظهر في لغة وايماءات الجسد او نظرة العيون او على مسحة الوجه.انه شعور داخلي يتسرب الى الخارج بتصرف او سلوك لا إرادي أو لاواعي.
لماذا يشعر الانسان انه افضل من غيره ويحاول أن يحوز على الأفضلية؟
هل هو قصور في الرؤية ام عجز في التفكير ام سطحية في التفسير؟
انه مزيج من هذا وذاك ..انه نتاج أسلوب المقارنة المتكرر بشكل مادي بحث..بحيث ينظر المرء الى جهة القصور او الضعف في الاخر ولا يلاحظها او يستشعرها في نفسه..يضع نقطة القوة لديه في مقارنة مع نقطة الضعف لدى الآخر فترجح كفته بكل بساطة ويظهر انه الأفضل والمتميز في كل شيء بشكل عام.
شاب صغير يتكلم عن والده قائلا.. انه عجوز خرف ..الاب ينعث ابنه بالشاب الطائش
كلا منهما يرى أفضل ما لديه مقارنة بالآخر..الاب يتناسى انه كان شابا وربما طائشا...الابن لا يتخيل انه سيصبح عجوزاً وربما خرفاً كما يظن بوالده.
يتعلم الطفل منذ نعومة أظافره..اسلوب المقارنة في البيت اولاً ثم المدرسة لاحقاً حتى يصبح أسلوب تفكير معتاد. طويل ..قصير...كبير..صغير..سيء ..حسن... جيد وغير جيد..فشل ونجاح ...مرض..شفاء..ثم تتحول إلى الأطول..الاقصر...الخ ..حتى يدرك الأشياء من خلال مقارنتها ثم تفضيلها.. .حتى يعمم هذا الأسلوب في كل مناحي حياته ولا يستطيع الفكاك منه او الخروج من دائرته المغلقة.
ايضاً يتعرض للمقارنة مع إخوته او اقرانه في مرحلة مبكرة من طفولته فيشعر بأنه الافضل او الأقل بينهم ..من المستبعد أن يشعر انه متساوي معهم....انه من الغريب أن يوجد شيء متعادل او متساوي كمقياس للامور او الأشخاص..انه شيء لا يثير اهتمام احد ...لا يرضي غرور احد...ويستمر هذا الحال في الدراسة ثم العمل.. مع زملاءه يشعر أنه الافضل ولكنه مهضوم الحق ..مع أصدقائه أيضا يشعر انه الافضل ولكنه الأقل حظاً...انها الخدعة الكبرى التي تسيطر على تفكيره والتي تجعله ساخطاً ناقماً على حاله في كل مراحل حياته ولا يمكنه التخلص منها..حتى انه لا يلاحظ انه في فخ او مصيدة لا يمكن الفكاك منها..فخ الإحساس بالغرور والتباهي والكبر..ومصيدة التعرض لمشاعر الإهانة والدونية والاحتقار والاستياء اذا لم يكن الافضل والأقوى والأحسن..هل يمكن للإنسان ان يفكر في نفسه ككائن مستقل ومتساوي بدون مقارنة مع أترابه؟ هل يمكن ان يفكر بهذا الشكل الغير مألوف؟...غالباً لا يعرف غير هذا الشكل النمطي للتفكير وهو المقارنة المستمرة..هل ستكون حياته جيدة بدون مقارنة وافضلية ؟
ام ان هذا وهم وسراب لا يمكن ان يصبح او يكون.
الخروج من دائرة الافضلية التي لا يجد لها العقل حلا متاحاً يبدو بعيد المنال..صعب الحدوث
عليك ان تؤمن انك الافضل في جزء محدد فقط وكل انسان له جزء محدد هو الافضل به..للخروج من الدائرة او كسرها..يجب أن تدرك انك فضلت في جزء خاص بك لمهمة خاصة بك وليس للتباهي او التكبر ...إحساس الأفضلية عن الاخرين في ناحية ما ...ما هي الا وسيله وأداة لاستخدامها في صالحك وليس ضدك او ضد الاخرين.. ربما تكون الافضل في الذكاء ولكنك الأقل في الجمال لان مهمتك او شغفك او رسالتك لا تتطلب الجمال بل تتطلب الكثير من الذكاء والقليل من الجمال..لماذا تهتم بأن غيرك اجمل منك مادمت تملك أداة الذكاء وانك مفضل فيها عن غيرك.
شعورك بافضليتك في شيء لا يعني أن تنزعج من قصورك في شيء آخر او تساويك مع غيرك في امور أخرى.. ان محاولة مقارنتك بغيرك هو إهدار لطاقتك ولقوتك وتشتيت لذهنك ...ابحث عن افضليتك في داخلك قدر وامتن على ما حصلت عليه وأحترم الاختلاف في الفضل وأحترم كذلك الذي يملك شيء متميز عنك. احرص على تقديم شغفك للعالم مع المشاركة والانتفاع بما لديك دون اللجوء إلى المقارنة والافضلية.
التميز لا يعني الافضل من الآخر بالمطلق بل متميز به عن الآخر..هو أيضا لديه ما يميزه عنك..كلً لديه شيء مختلف ورائع حتى التوائم رغم تطابقهما لدى كل منهما شيء يميزهما عن بعضهما.
مثال على المقارنة
زوجان يجلسان على طاولة الأكل لتناول الفاكهة..
الزوجة:- انا احب البرتقال انه مفيد ولونه جميل ومتوفر صيفا.ً
الزوج:- انا افضل العنب لانه مغذي وطعمه ألذ من البرتقال .
الفواكه مختلفة ولكن لا يمكن ان نقول ان هناك فاكهة افضل من غيرها..كل نوع له أفضلية في جزء ويحتوي على فيتامين مهم لجسم الإنسان كلٍ له دور يؤديه ويميزه.
كذلك التميز لا يعني الاجود من الاخر ولا يعني الاسوء بل له الأفضلية في ميزة او صفة حسنة ما عن غيره.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أنا الأفضل

    مدة القراءة: 3 دقائق

    انا افضل منه..انا اجمل منه...انا أغنى منه...انا اذكى منه....انا اصغر منه...النظرة او الإحساس بالتفوق.. تصل بسرعة البرق الى المتلقي ..احيانا لا تحتاج إلى كلمات او تعبير..تظهر في لغة وايماءات الجسد او نظرة العيون او على مسحة الوجه.انه شعور داخلي يتسرب الى الخارج بتصرف او سلوك لا إرادي أو لاواعي.
    لماذا يشعر الانسان انه افضل من غيره ويحاول أن يحوز على الأفضلية؟
    هل هو قصور في الرؤية ام عجز في التفكير ام سطحية في التفسير؟
    انه مزيج من هذا وذاك ..انه نتاج أسلوب المقارنة المتكرر بشكل مادي بحث..بحيث ينظر المرء الى جهة القصور او الضعف في الاخر ولا يلاحظها او يستشعرها في نفسه..يضع نقطة القوة لديه في مقارنة مع نقطة الضعف لدى الآخر فترجح كفته بكل بساطة ويظهر انه الأفضل والمتميز في كل شيء بشكل عام.
    شاب صغير يتكلم عن والده قائلا.. انه عجوز خرف ..الاب ينعث ابنه بالشاب الطائش
    كلا منهما يرى أفضل ما لديه مقارنة بالآخر..الاب يتناسى انه كان شابا وربما طائشا...الابن لا يتخيل انه سيصبح عجوزاً وربما خرفاً كما يظن بوالده.
    يتعلم الطفل منذ نعومة أظافره..اسلوب المقارنة في البيت اولاً ثم المدرسة لاحقاً حتى يصبح أسلوب تفكير معتاد. طويل ..قصير...كبير..صغير..سيء ..حسن... جيد وغير جيد..فشل ونجاح ...مرض..شفاء..ثم تتحول إلى الأطول..الاقصر...الخ ..حتى يدرك الأشياء من خلال مقارنتها ثم تفضيلها.. .حتى يعمم هذا الأسلوب في كل مناحي حياته ولا يستطيع الفكاك منه او الخروج من دائرته المغلقة.
    ايضاً يتعرض للمقارنة مع إخوته او اقرانه في مرحلة مبكرة من طفولته فيشعر بأنه الافضل او الأقل بينهم ..من المستبعد أن يشعر انه متساوي معهم....انه من الغريب أن يوجد شيء متعادل او متساوي كمقياس للامور او الأشخاص..انه شيء لا يثير اهتمام احد ...لا يرضي غرور احد...ويستمر هذا الحال في الدراسة ثم العمل.. مع زملاءه يشعر أنه الافضل ولكنه مهضوم الحق ..مع أصدقائه أيضا يشعر انه الافضل ولكنه الأقل حظاً...انها الخدعة الكبرى التي تسيطر على تفكيره والتي تجعله ساخطاً ناقماً على حاله في كل مراحل حياته ولا يمكنه التخلص منها..حتى انه لا يلاحظ انه في فخ او مصيدة لا يمكن الفكاك منها..فخ الإحساس بالغرور والتباهي والكبر..ومصيدة التعرض لمشاعر الإهانة والدونية والاحتقار والاستياء اذا لم يكن الافضل والأقوى والأحسن..هل يمكن للإنسان ان يفكر في نفسه ككائن مستقل ومتساوي بدون مقارنة مع أترابه؟ هل يمكن ان يفكر بهذا الشكل الغير مألوف؟...غالباً لا يعرف غير هذا الشكل النمطي للتفكير وهو المقارنة المستمرة..هل ستكون حياته جيدة بدون مقارنة وافضلية ؟
    ام ان هذا وهم وسراب لا يمكن ان يصبح او يكون.
    الخروج من دائرة الافضلية التي لا يجد لها العقل حلا متاحاً يبدو بعيد المنال..صعب الحدوث
    عليك ان تؤمن انك الافضل في جزء محدد فقط وكل انسان له جزء محدد هو الافضل به..للخروج من الدائرة او كسرها..يجب أن تدرك انك فضلت في جزء خاص بك لمهمة خاصة بك وليس للتباهي او التكبر ...إحساس الأفضلية عن الاخرين في ناحية ما ...ما هي الا وسيله وأداة لاستخدامها في صالحك وليس ضدك او ضد الاخرين.. ربما تكون الافضل في الذكاء ولكنك الأقل في الجمال لان مهمتك او شغفك او رسالتك لا تتطلب الجمال بل تتطلب الكثير من الذكاء والقليل من الجمال..لماذا تهتم بأن غيرك اجمل منك مادمت تملك أداة الذكاء وانك مفضل فيها عن غيرك.
    شعورك بافضليتك في شيء لا يعني أن تنزعج من قصورك في شيء آخر او تساويك مع غيرك في امور أخرى.. ان محاولة مقارنتك بغيرك هو إهدار لطاقتك ولقوتك وتشتيت لذهنك ...ابحث عن افضليتك في داخلك قدر وامتن على ما حصلت عليه وأحترم الاختلاف في الفضل وأحترم كذلك الذي يملك شيء متميز عنك. احرص على تقديم شغفك للعالم مع المشاركة والانتفاع بما لديك دون اللجوء إلى المقارنة والافضلية.
    التميز لا يعني الافضل من الآخر بالمطلق بل متميز به عن الآخر..هو أيضا لديه ما يميزه عنك..كلً لديه شيء مختلف ورائع حتى التوائم رغم تطابقهما لدى كل منهما شيء يميزهما عن بعضهما.
    مثال على المقارنة
    زوجان يجلسان على طاولة الأكل لتناول الفاكهة..
    الزوجة:- انا احب البرتقال انه مفيد ولونه جميل ومتوفر صيفا.ً
    الزوج:- انا افضل العنب لانه مغذي وطعمه ألذ من البرتقال .
    الفواكه مختلفة ولكن لا يمكن ان نقول ان هناك فاكهة افضل من غيرها..كل نوع له أفضلية في جزء ويحتوي على فيتامين مهم لجسم الإنسان كلٍ له دور يؤديه ويميزه.
    كذلك التميز لا يعني الاجود من الاخر ولا يعني الاسوء بل له الأفضلية في ميزة او صفة حسنة ما عن غيره.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين