النية..وما أدراك ما النية...لعلها من اهم أسرار القوانين الكونية..اخفيت من شدة غموضها في مكنون الصدر حيث لا يعلمها إلا الله.. وأصبحت مكون الفعل لأي كائن..قبل ان تفعل أمر ما تتكون النية وتنمو..هي نواة الفعل....مصدر الشعلة..بذرة النبات..نواة الخلية.. اللب والأصل لأي عمل
النية سر مدفون داخل النفس لا يمكن معرفته او التكهن به..وفي نفس الوقت تعمل بمثابة البوصلة التى توجه مسار العمل وتؤثر على فاعليته ونشاطه..لهذا يجب ان تكون النية واضحة ومركزة وحسنة..وتذكر السبب العميق من وراءها...النية عادة تختفي في أعماق النفس ..لا يظهرها المرء للاخرين..اذا صلحت صلح عمله وإذا ساءت حبط وفسد.... على الأغلب تكون مجهولة لصاحبها أيضاً لأن نيته ربما تكون مختلطة وغير واضحة مشوبة بالرغبات الغير مشبعة أو بعيدة عن الاغراض الإلهية..لا تخدمها او توافقها بل تخدم هوى النفس المنحرفة عن النبل والأخلاق والرضا الإلهي..لضمان تحقيق النية ينبغي ان تكون خالصة لله ولمنفعة الكائن البشري والكون وان يكون السبب مرتبط ارتباطا مباشرا بالله عز وجل .
..اذا كانت النية جلية وصافية ولا يوجد معتقد يخالفها او فكرة تضحدها ستتحقق عاجلا أم اجلا بدون اي شك وبكل وضوح وتجلي.
اود ان افسر لك بشكل مبسط كيفية وضع النية:-
بداية أن تكون لديك مفكرة خاصة بكتابة نواياك اليومية والاسبوعية والشهرية والسنوية ..بعد فترة من تعودك على وضع النوايا وتصحيحها ستجد نفسك خبيراً وغواصاً ماهر في بحر نفسك وذاتك.
كما يجدر بالذكر أن الكتابة على الورق لها فاعلية فى تجسيد ما تخطه بقلمك فى العالم المادي والمساهمة في تحقيقه بنسبة كبيرة....احرص عزيزي القاريء على كتابة نواياك وتعمق وابتكر واجعل فى كل عمل تمارسه نية قوية تشحنه بالوقود ليصل إلى مسعاه بدون توقف.. على سبيل المثال
*انوي اليوم زيارة اقاربي لأصل ارحامي مرضاة لله..ضع النية والسبب العميق في عملها.
*انوي ان أمارس الرياضة للحفاظ على صحتي لأقدم الشكر والأمتنان على هذه الهبة والنعمة.
أؤكد لك أن وضع النية والمداومة عليها ستعينك فى العودة لطبيعته الأصلية وإزالة البرمجة القديمة...وتعينك على التركيز والوضوح.
ان اكثر الأعمال التي لم تكتمل او توقفت كان وراءها نوايا غير طيبة وتخفي من وراءها السوء والضلالبشكل او بأخر.
وجه العديد من الاسئلة لنفسك لتكتشف ما تخفيه من نوايا لكل عمل تقوم به او هدف تبتغيه او شيء تود الحصول عليه.
اكتشاف نواياك الحقيقية يمّكنك من تعديلها وتغييرها إذا كانت لا تتناغم او تتوافق مع القيم الإنسانية والرضا الإلهي.
على سبيل المثال
تقول إحدى الفتيات.. اريد الزواج من شريك مناسب
هي تخبر الناس انها ترغب بالزواج لتؤسس عائلة وتستقر وتتبادل الحب مع الزوج ...هذه النية الظاهرة وليست الباطنة والحقيقية.
بعد سنوات تنجب اولاد وتنفصل عن الزوج وتكتشف ان نيتها الحقيقية من الزواج كانت الأمومة وانجاب الاطفال فقط لا غير...عند تحقق نيتها تعطل الزواج وانتهى...لم تكن النية الأصلية تسمح بإستمرار الزواج...
لكل إمرء ما نوى... تجسد الحقيقة والواقع للنية.
لهذا يجب التحقق من النية والتواصل مع الذات والبحث عن الدوافع والنوايا وكل ما يجول في النفس...عزيزي القاريء هذه المهمة تحتاج منك الوقت والجهد والمثابرة لسبر أغوار نفسك لا تتردد او تتهاون في ذلك.
لا أحد غيرك يمكنه تصحيح نواياك.. اسأل دائما السؤال..هل نية هذا العمل نية سليمة وحسنة أم لا؟
انت فقط من يعرف الإجابة؟
انوي لكم تحقيق جميع النوايا الحسنة للوصول الى كل ما تصبون إليه.