إلى مُعلّمتي الفاضلة التي علّمتني يوماً معنى الخوف و الرهبة
في عامي الدراسي الأول
شكراً لك رُغم الألم النفسي القاسي الذي سببته لي فهذا الألم العنيف لم يُعلمني سوى قيمة الرحمة !
نعم هو كذلك و لا أدري إن كنتِ على قيد الحياة أم أنك اليوم من الراحلين
إن كنتِ بيننا فأسأل الله لك الصحّة و العافية و أن يعفو عنكِ بقدر ما آلمتني أضعافاً مضاعفة
و إن كنتِ من الراحلين فأسأله لك جل شأنه مغفرة و رضواناً و جنات عدن تسكنينها
شكراً لأنكِ علمتني دون أن تُدركي أن إنكساري يوماً ما أمامك رغم سخريتك مني و رغم دموعي هو ما علّمني الآن أن القوّة الحقيقة في الأخلاق الفاضلة
شكراً و أُشهد الله أنني لا أحمل حقداً و لا غلاً عليك و لكنني من باب الحق أتكلّم و أتعلّم اليوم أن الضعف وقتها كان لصغر سني و كراهيتي وقتها لكِ كانت بسبب جهلي و أعي جيداً اليوم أن تجاوزي لما حدث كان هديةً لي و راحةً من ثقل الكراهية و الغضب
في ذاكرتي و في ذاكرة البعض بعضُ المواقف المؤلمة
أما ما في قلوبنا فهو بمحض إرادتنا
علّمتني الحياة أن التجاوز عن المواقف المؤلمة يكشف عن الوجه الجميل و المريح لذات الموقف فلكل موقفٍ وجهٌ غير الذي نراه به
من وحي الذّاكرة موقفٌ علّمني معنى الحياة