نعم البقاء للأقوى دائماً و أبداً و عبر العصور و الآن و ما بعد الأن .السؤال لماذا يستهجن الناس هذه الحقيقية و يعتبرونها ظلماً من الله قبل البشر و كيف الله لم يتدخل لفناء الأقوياء لحساب الضعفاء .؟
اولاً : الله من أسمائه الحسنى القوي و العزيز و الجبار والصمد و المهيمن والقادر . وكلها صفات وأسماء تفيد القوة و القدرة والصمود .
فكيف لمن يؤمن بالله الواحد أن لا يتحلى بجزء من صفات خالقه الذي يستمد قوته و قدرته منه جل و علا
فالضعف لا يكون الا مع الله وحده وليس مع ما خلق الله من عباد وعبيد و أدوات .فالله القوي خلقنا جميعا أقوياء ولم يحابي أحدا في ما أعطي ولكن كل له قوته الخاصة التي إن أستخدمها جعلته قويا بالله في الحياة الدنيا .. فلا يوجد ضعيف إلا من اراد لنفسه الضعف بل و لم يرى بخالقه القوة والعدل .
ثانياً : يقول الله تعالى :
{وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132]. {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].
{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين} [القصص: 26].
هذا قول الله تعالى والتي يؤكد بها ان القوة هي الصفة الوحيد الغالبة على المؤمن به والموحد حق التوحيد وهي الخير كله في الدنيا فيأتي الاستهجان باستهجانك ذلك السؤال هل يعقل أن البقاء للأقوى .؟!
. نعم يعقل وهو الخير كله ..وهي ما أرادها للبشر وفي كل التاريخ الانساني كل القوى تتغالب مع بعضها للاستمرار لكي تكون العاقبة لها أي البقاء .
السؤال الذي يتبع ما هي القوة للفرد ؟ وهنا نجيب :
1- القوي هو الواعي الذي فهم قصد خالقه من خلقه و اتصل به و كان مصدره وعرف كينونته و عاش بها
2- القوي الذي يقرأ ليتعلم فيجرب و ينجح ليتطور فتكون له العاقبة
3-القوي يبدأ بعقله و قوة و صلاح أفكاره و إن كانت تخدمه أم تعمل ضده ويركز على ما ينفعه منها
2- القوي باتصاله مع نفسه فيجد بها كل الأدوات اللازمة له ليستمر بحياته كما يحب
3- القوي الذي لا توقفه التحديات و هو متجه نحو أهدافه و ينهزم أمامها و يتراجع
4- القوي الذي يحمي نفسه من كل المؤثرات التي لا تفيده في حياته بل تعيده للوراء اهمها الماضي وكل
المحبطين له .
5- القوي الذي يحافظ على نفسه و لا يغرق مع بحر الضعفاء تعاطفاً معهم ورحمة بهم .
6- القوي الذي يعتني بنفسه اولا قبل غيره ويعتني بجسده و صحته حتى تكون لآلته الخاصة العاقبة
والدوام
7- القوي الأقوى الذي يستثمر كل ما ذكر لصالح قوة الخير لا لصالح قوة الشر و يخدم البشر و ينفعهم
لتسهيل حياتهم و خاصة الضعفاء منهم ..
8- القوي الامين هو من عباد الله الصالحين وَالذي استأمنه خالق قوي امين على ما اعطاه الله من هبات
وقدرات وابداعات وفعله لخدمة نفسه و خدمة خلق الله و أرضه .
هذه قوة الأفراد فلو تصارعت مع أخيك على أمر ما إن كنت الأصلح بميزان الكون للناس و الأرض أنت من ستفوز و تستمر " ولو كنت بنظر بعض الناس غير مؤمن ". أما قوة الدول فهي بنفس الطريقة و لكن بروح دولة و حدود كبيرة مجتمعة بأرواح الشعب كله للدولة و باختلاف النوايا و الأهداف .كذلك الدول الأصلح أي الأقوى هي التي ستبقى و تستمر والعاقبة للأكثر خيرا من الأخرى على مستوى الميزان الكوني للأرض والبشر . و هذا معنى قوله تعالي :
"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ "(105)
الأكثر تقدما في العلوم و الطب و التكنولوجيا
الاكثر قدرة على حماية نفسه و حدوده
الأكثر قدرة على الإنتاج و الصناعة والزراعة
الأكثر قدرة على الابداع والابتكار و تسهيل الاعمال والنقل والاتصالات والمواصلات
الأكثر قدرة على اكتشاف كون الله و فضائه
" يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)
هذا إرث الأرض يهبه الله لمن يصلح له ويسعى له ويخرجه للنور فهم من يستحقوا أن تكون لهم العاقبة والبقاء .
عيشها صح
غادة حمد