التسول لله ..عبيد وليسوا عباد

»  التسول لله ..عبيد وليسوا عباد
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 4 دقائق

في مقال "متسولين أكثر أناقة " تحدثت عن تسول عبيد الله من عبيد الله وفي هذا المقال سأتحدث عن تسول أكثر خبثا و هو النتيجة الحتمية للتسول الأول .. التسول لله ..ثقافة المتسولين لن ترقى يوما من الايام لتجعل من صاحبها من عباد الله بل تحولهم لعبيد وشتان بين الاثنين ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً﴾[ سورة الفرقان: الآية 63]
﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)﴾[ سورة فصلت: الآية 46]
نعبد الله متسولين منه حاجاتنا ..لتحقيق رغباتنا و طلباتنا التي أيضا لا تنتهي فيحكم على إيماننا المشروط بالهبوط او الصعود على حجم ما لبى الله لنا تلك الحاجات وترتبط سعادتنا بحجم ما استجاب الله لنا ..فبذلك حولتنا تلك الثقافة الى عبيد للناس والحاجات وعبيد لله مقهورين بعبادتهم لا نحسن الاتصال بخالقنا ..غير مؤمنين بأن الله أعطانا ما يغنينا عن عباده وسؤالهم .

أما عباد الرحمن , العباد الصالحين هم العباد الذين آمنوا بالله حبا ..فقط لأنه الله خالقهم والمتفضل عليهم وهم الذين آمنوا بالغني وبقدراتهم التي أعطاهم إياها الله واستثمروها أفضل استثمار في إعمار أنفسهم وإصلاح ما أفسده العبيد في أرض الله بنيه إرضاء خالقهم الذي و هب لهم تلك القدرات والتي تغنيهم شر التسول حتى لله فهم يستثمرون ما أعطاهم ويسعدون بإنجازاتهم ثم يتوجهون لخالقهم شكرا وحمدا وامتنان ..فيصبح اتصالهم بالله فقط لانه الله ..لشكره و حبه فهو الغني الذي أغناهم عن العالمين ..لذلك قال الله {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105]... المكتفين والمعمرين ..وليس العبيد لله .

Weight loss product

اما المتسولون هم يتصلون بالله من خلال حاجاتهم ورغبتهم بتحقيقها من الله لهم وهم يقولون لخالقهم أنهم عجزة ومساكين بأفعالهم وأقوالهم ومشاعرهم وكأنهم يقولون لله الغني نحن فقراء أعطنا مما لديك في السماء .فما كان لهم الا انهم جعلوا من انفسهم عبيد يتسولون كل شيء من الله عبر عباده الصالحين ..الله وعدهم بالغنى والشيطان وعدهم الفقر فصدقوا الشيطان وانكروا فضل الله ..فتحولوا الى متسولين ,..
من الطبيعي تواجد هذا النوع من الناس من يحتاج لتضبيط الايمان لديه و تعديل المفاهيم لصلاح الحال ولكن غير الطبيعي ان يكون فهم الفقر والحاجة عام بالطريقة التي نراها منتشرة انتشار النار بالهشيم ..هنا المعضلة ..وعي جمعي بالفقر والحاجة والتسول تلك حقيقة مؤلمة .. وتورث عبر الأجيال ..حتى أصبحنا فقراء الايمان والحياه لا نحسن الصنيع لأنفسنا و لا لأرض الله ..
اما الحل لذلك الوعي العقيم هو الوعي بالنفس والقوانين التي تحكم كون الله المهيمن عليها .. فالفكر ونتائجه يقابل بفكر آخر ونتائجه .
لا تحزنوا كثيرا .فغالبيتنا عاشت الفقر والتسول الداخلي حتى أغنانا الله بفضله وعلمه ..و مازال كثر منا يجد نفسه تتسول احيانا من هنا وهناك حتى ينتبه لنفسه فيرتد " أقصد هنا تسول الاهتمام والمشاعر وهي ربما من أكثر الانواع انتشارا والتي تسببت بانتشار باقي الانواع برأي الخاص " . ليأتي هنا دور الحضور والانتباه المستمر نحو الغنى الداخلي .
مفهوم الغني والفقر يرتبطان بقانون الوفرة و قانون الندرة ..الغني يؤمن بالأول و المتسول جعلوه يؤمن بالقانون الثاني "الندرة "
ومفهوم الغنى يشمل كل جوانب الحياه والنفس والمشاعر والفقر كذلك الأمر ..
فالغني الفقير الذي لا يملك شيء مادي آمن بغناه في الداخل ..بقدراته ومواهبه وجسده الصحيح الذي سيخدمه في الحركة والتفكير والطاقة التي تسري فيه ..يؤمن بالوفرة بكون الله في كل شيء ..
مال ..حب .أشخاص محبين .أعمال ..متدربين ..وظائف ..فرص ..كون الله مليء وتلك هي خزائنه التي لاتفرغ ..
لا يحتاج لمنافسة أحد بل ينافس نفسه ليصبح أفضل ولا يحتاج للدخول بالصراعات ضد أحد
لا يحتاج لطرق تهين كرامته ليصل لتلك الخزائن أو طرق غير مشروعة فيها اعتداء على أحد فلديه وفرة من الافكار والقدرات التي يستخدمها وقت الحاجة لذلك .
الغني يحول غناه الداخلي الى غنى مادي ومعنوي مستمتعا بحياته وجنته الخاصة .
قانون الوفرة يسري معه سريان الروح بالجسد ..
أما الفقير الفقير الذي لا يملك شيء فقد آمن بفقره الداخلي من الموارد والقدرات والمواهب وحتى لم يؤمن بجسده الذي أهلك من حجم الطاقة الكبيرة التي فيه ولم تستهلك ..
يؤمن بالندرة في كل شيء ..ندرة المال والاعمال والحب والاهتمام فكل شيء بالنسبة له نادر ..خزائن الأرض نفذت يستجدي خزائن السماء لتمطر ..أو يلجا دائما لمنافسة غيره والصراع معهم لإقصائهم .و قد يلجأ لطرق غير مشروعة للكسب أو عنيفة والدخول بصراعات مع كل شيء
عزة نفسه تهبط و تعلو حسب الحاجة واللزوم ..دائما يركض لتعبئة نقص في مكان ما .ليس له وقت للراحة والاستمتاع بما يملك .
و كلما ازداد مالا ازداد فقرا ..
فالتسول شاااااق جدا جدا ..بل هو الشقاء بعينه ..برأي هو جهنم التي لا تنطفأ ..
كل ما في الامر تعديل المفاهيم خاصة لجيل جديد صاعد لم يعبىء فكره بعد بتلك التشوهات الفكرية ..الاباء والامهات قليل من العلم يوفر كثيرا من الخير ..
تعليم أنفسكم وأبنائكم بمفهوم الغنى والوفرة الداخلية والعيش بها هو الحل لتلك المجاعات المنتشرة في النفوس ..تعزيز الابناء وثقتهم بأنفسهم ..استخراج طاقاتهم بالعمل وتوزيع الادوار ..ليثبت لنفسه أنه مهم ..عدم شتمهم واتهامهم بالغباء أو بأي ألقاب ..عدم استجداء مشاعرهم من قبلكم لأي سبب ..فرعايتهم حق من الله لهم وليس فضلا منكم . تعلموا وعلموا أبنائكم كيف هم عباد الله الذين يرثون الأرض .
"فما هو معي الآن يكفيني كشعور و ما ينقصني الآن لا أحتاجه كشعور أيضا " اما الطموح نحو الأفضل فهو من حقك المشروع جداً جداً والذي تسعى إليه و اثق الخطى مستمتعا بقدراتك التي تحولها لواقع مادي ومعنوي يسعدك ويرضي الله ..
لنوقف التسول ...
عيشها صح

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    التسول لله ..عبيد وليسوا عباد

    مدة القراءة: 4 دقائق

    في مقال "متسولين أكثر أناقة " تحدثت عن تسول عبيد الله من عبيد الله وفي هذا المقال سأتحدث عن تسول أكثر خبثا و هو النتيجة الحتمية للتسول الأول .. التسول لله ..ثقافة المتسولين لن ترقى يوما من الايام لتجعل من صاحبها من عباد الله بل تحولهم لعبيد وشتان بين الاثنين ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً﴾[ سورة الفرقان: الآية 63]
    ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)﴾[ سورة فصلت: الآية 46]
    نعبد الله متسولين منه حاجاتنا ..لتحقيق رغباتنا و طلباتنا التي أيضا لا تنتهي فيحكم على إيماننا المشروط بالهبوط او الصعود على حجم ما لبى الله لنا تلك الحاجات وترتبط سعادتنا بحجم ما استجاب الله لنا ..فبذلك حولتنا تلك الثقافة الى عبيد للناس والحاجات وعبيد لله مقهورين بعبادتهم لا نحسن الاتصال بخالقنا ..غير مؤمنين بأن الله أعطانا ما يغنينا عن عباده وسؤالهم .

    أما عباد الرحمن , العباد الصالحين هم العباد الذين آمنوا بالله حبا ..فقط لأنه الله خالقهم والمتفضل عليهم وهم الذين آمنوا بالغني وبقدراتهم التي أعطاهم إياها الله واستثمروها أفضل استثمار في إعمار أنفسهم وإصلاح ما أفسده العبيد في أرض الله بنيه إرضاء خالقهم الذي و هب لهم تلك القدرات والتي تغنيهم شر التسول حتى لله فهم يستثمرون ما أعطاهم ويسعدون بإنجازاتهم ثم يتوجهون لخالقهم شكرا وحمدا وامتنان ..فيصبح اتصالهم بالله فقط لانه الله ..لشكره و حبه فهو الغني الذي أغناهم عن العالمين ..لذلك قال الله {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105]... المكتفين والمعمرين ..وليس العبيد لله .

    Weight loss product

    اما المتسولون هم يتصلون بالله من خلال حاجاتهم ورغبتهم بتحقيقها من الله لهم وهم يقولون لخالقهم أنهم عجزة ومساكين بأفعالهم وأقوالهم ومشاعرهم وكأنهم يقولون لله الغني نحن فقراء أعطنا مما لديك في السماء .فما كان لهم الا انهم جعلوا من انفسهم عبيد يتسولون كل شيء من الله عبر عباده الصالحين ..الله وعدهم بالغنى والشيطان وعدهم الفقر فصدقوا الشيطان وانكروا فضل الله ..فتحولوا الى متسولين ,..
    من الطبيعي تواجد هذا النوع من الناس من يحتاج لتضبيط الايمان لديه و تعديل المفاهيم لصلاح الحال ولكن غير الطبيعي ان يكون فهم الفقر والحاجة عام بالطريقة التي نراها منتشرة انتشار النار بالهشيم ..هنا المعضلة ..وعي جمعي بالفقر والحاجة والتسول تلك حقيقة مؤلمة .. وتورث عبر الأجيال ..حتى أصبحنا فقراء الايمان والحياه لا نحسن الصنيع لأنفسنا و لا لأرض الله ..
    اما الحل لذلك الوعي العقيم هو الوعي بالنفس والقوانين التي تحكم كون الله المهيمن عليها .. فالفكر ونتائجه يقابل بفكر آخر ونتائجه .
    لا تحزنوا كثيرا .فغالبيتنا عاشت الفقر والتسول الداخلي حتى أغنانا الله بفضله وعلمه ..و مازال كثر منا يجد نفسه تتسول احيانا من هنا وهناك حتى ينتبه لنفسه فيرتد " أقصد هنا تسول الاهتمام والمشاعر وهي ربما من أكثر الانواع انتشارا والتي تسببت بانتشار باقي الانواع برأي الخاص " . ليأتي هنا دور الحضور والانتباه المستمر نحو الغنى الداخلي .
    مفهوم الغني والفقر يرتبطان بقانون الوفرة و قانون الندرة ..الغني يؤمن بالأول و المتسول جعلوه يؤمن بالقانون الثاني "الندرة "
    ومفهوم الغنى يشمل كل جوانب الحياه والنفس والمشاعر والفقر كذلك الأمر ..
    فالغني الفقير الذي لا يملك شيء مادي آمن بغناه في الداخل ..بقدراته ومواهبه وجسده الصحيح الذي سيخدمه في الحركة والتفكير والطاقة التي تسري فيه ..يؤمن بالوفرة بكون الله في كل شيء ..
    مال ..حب .أشخاص محبين .أعمال ..متدربين ..وظائف ..فرص ..كون الله مليء وتلك هي خزائنه التي لاتفرغ ..
    لا يحتاج لمنافسة أحد بل ينافس نفسه ليصبح أفضل ولا يحتاج للدخول بالصراعات ضد أحد
    لا يحتاج لطرق تهين كرامته ليصل لتلك الخزائن أو طرق غير مشروعة فيها اعتداء على أحد فلديه وفرة من الافكار والقدرات التي يستخدمها وقت الحاجة لذلك .
    الغني يحول غناه الداخلي الى غنى مادي ومعنوي مستمتعا بحياته وجنته الخاصة .
    قانون الوفرة يسري معه سريان الروح بالجسد ..
    أما الفقير الفقير الذي لا يملك شيء فقد آمن بفقره الداخلي من الموارد والقدرات والمواهب وحتى لم يؤمن بجسده الذي أهلك من حجم الطاقة الكبيرة التي فيه ولم تستهلك ..
    يؤمن بالندرة في كل شيء ..ندرة المال والاعمال والحب والاهتمام فكل شيء بالنسبة له نادر ..خزائن الأرض نفذت يستجدي خزائن السماء لتمطر ..أو يلجا دائما لمنافسة غيره والصراع معهم لإقصائهم .و قد يلجأ لطرق غير مشروعة للكسب أو عنيفة والدخول بصراعات مع كل شيء
    عزة نفسه تهبط و تعلو حسب الحاجة واللزوم ..دائما يركض لتعبئة نقص في مكان ما .ليس له وقت للراحة والاستمتاع بما يملك .
    و كلما ازداد مالا ازداد فقرا ..
    فالتسول شاااااق جدا جدا ..بل هو الشقاء بعينه ..برأي هو جهنم التي لا تنطفأ ..
    كل ما في الامر تعديل المفاهيم خاصة لجيل جديد صاعد لم يعبىء فكره بعد بتلك التشوهات الفكرية ..الاباء والامهات قليل من العلم يوفر كثيرا من الخير ..
    تعليم أنفسكم وأبنائكم بمفهوم الغنى والوفرة الداخلية والعيش بها هو الحل لتلك المجاعات المنتشرة في النفوس ..تعزيز الابناء وثقتهم بأنفسهم ..استخراج طاقاتهم بالعمل وتوزيع الادوار ..ليثبت لنفسه أنه مهم ..عدم شتمهم واتهامهم بالغباء أو بأي ألقاب ..عدم استجداء مشاعرهم من قبلكم لأي سبب ..فرعايتهم حق من الله لهم وليس فضلا منكم . تعلموا وعلموا أبنائكم كيف هم عباد الله الذين يرثون الأرض .
    "فما هو معي الآن يكفيني كشعور و ما ينقصني الآن لا أحتاجه كشعور أيضا " اما الطموح نحو الأفضل فهو من حقك المشروع جداً جداً والذي تسعى إليه و اثق الخطى مستمتعا بقدراتك التي تحولها لواقع مادي ومعنوي يسعدك ويرضي الله ..
    لنوقف التسول ...
    عيشها صح

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين