العلاقة الصحيحة بين الزوجين أن كل طرف يسعى إلى سعادة الآخر، هذا هو الطبيعي وهذا ما هو مفقود بين الأزواج لأن العلاقة تحولت إلى علاقة حقوق وواجبات تم إعتبار المرأة فيها كتابعة للرجل تخدمه وتسهر على راحته بينما هو يأتيها بالمال. وحتى هذا الأمر تغير مؤخرا وصارت المرأة تعمل وتخدم الرجل وتهتم بكل شيء وأما الرجل فيتوقع منها أن لا تقصر في واجباتها نحوه أو نحو بيتها وأولادها.
الضغط الأكبر يقع على عاتق المرأة ويبدو أن عددا لا يستهان به من النساء يؤمن أن دورهن هو خدمة الرجل. ليس دور المرأة خدمة الرجل ولا دور الرجل خدمة المرأة وإنما دور كل منهما هو إسعاد الآخر. الرجل الذي يتزوج من أجل أن يجد إمرأة تخدمه هو رجل تعيس بلا شك إذ أن الحب لم يعرف طريقه إلى قلبه، والمرأة التي تعتقد أن دورها خدمة الرجل هي لا تعرف دورها الحقيقي في الحياة. نظرية السعادة معدومة في الزواج وهذا هو سبب خيبة أمل الكثيرين في زيجاتهم المملة. إختلف المبدأ فإختلفت النتيجة.
عندما يبذل الرجل جهده في إسعاد زوجته وتحقيق رغباتها وأهدافها في الحياة إنما هو يتقدم أكثر، لأن حاجاتها وأهدافها هي ما يدفعه لبذل المزيد من العمل والعطاء والإبداع والتفوق في كل مجالات الحياة من أجل أن يوفر لها ما تحتاجه من رغد العيش ورخاء المعيشة مما ينعكس عليه حبا وتقديرا من جانبها وتعظيما لشأنه في حياتها. نعم، المفروض أن تمنحه الحب بالقنطار عندما يخدم هو سعادتها ولا تتحول إلى ثقب أسود يشفط الأشياء، لأن الهدف ليس الأشياء المادية وإنما هي مجرد تعبير عن إهتمام الرجل بسعادة إمرأته.
لا تستطيع الإهتمام بسعادة أي مرأة وإنما هناك إمرأة واحدة فقط هي التي تستحوذ على إهتمامك وتسكن قلبك وتستحق أن تسعى لسعادتها معك. هذة المرأة فقط التي تستطيع إسعادها لأنك متوافق معها وهي متوافقة معك. هي الوحيدة التي لا تشكل طلباتها مهما كبرت عناء بالنسبة لك، بل على العكس تشعر أن طلباتها تسعدك أنت. نعم، عندما تعطيها أنت تشعر بالسعادة. هذة هي فتاتك وهذة هي من يجب عليك التمسك بها والعمل بجد من أجل تحقيق رغباتها. إنه الحب الحقيقي الذي يجمع بينكما ولذلك لا تحتاجان إلى منظومة الزواج القديمة حيث الحقوق الواجبات. ما بينكما أكبر بكثير من إمرأة تغسل الملابس ورجل يشتري مستلزمات المنزل.
الحب سعادة ❤️