الزواج لا يختلف عن القطنة ولا اليقطينة. فالقطنة مثلا لو نظرنا إليها سنجدها خفيفة، جميلة لكن تأثيرها مختلف. فنحن قد نقتل إنسان بقطعة قطن مبللة تخنق أنفاسه. ما رأيكم باليقطينة؟ اليقطينة قد نقطعها بشكل وجه ونستخدمها لإحتفالات الهالويين أو قد نصنع منها المربى أو نقتل بها إنسان إن رميناه بمجموعة كبيرة من اليقطين.
مشكلة البشر كانت دائما ومازالت مع الأشياء وتأثيرها. معظم الناس لا يستطيعون التفريق بين الشيء وتأثيره وهذة من الأمور التي يقوم عليها العلم الحديث والحياة بشكل عام. فالدواء نأخذه ليس لذاته ولكن لتأثيراته الدوائية.
الآن أكشف لكم الخلل في الزواج. الحمقى وأكرر مرة أخرى، الحمقى يجدون القيمة في الزواج، يطلبون الزوج أو الزوجة، يضعون له أو لها مواصفات ويعتقدون بأن هذا هو كل شيء.
أريد التركيز على نقطة الحماقة هذة. يجب أن يعرف كل من سيقبل على الزواج أنه أحمق بإمتياز. الزواج كما نعرفه الآن ليس إلا حماقة في لباس جميل. وإن كنت متزوجا الآن فأنت أيضا أحمق. لا تزعل ولكنك أحمق. هذة حقيقة ويجب أن تعترف بها بينك وبين نفسك.
زواجك مثل القطنة واليقطينة تماما إلا إذا عرفت هذا السر. ليس سرا في الحقيقة ولكنه وعي أعمق وإدراك لحقيقة الأشياء.
كثير من الناس هذة الأيام يسألون هل نكتب مواصفات الزوج أو الزوجة؟ يا حبيبي أنت إلى حد الآن لم تكتب مواصفات الزواج نفسه. لنتخيل شخصين أبلهين أحبا بعضهما بعضا وجمعت بينهما الصفات المشتركة لكن لم يتفقا على مواصفات الزواج أنى لهما أن ينجحا؟ مستحيل. من لا يعرف مواصفات الزواج وتأثيراته عليه لن يهنأ في زواجه مهما كان مقدار الحب الذي يجمعه بمن يحب.
إن أردنا الحصول على علاقات أطول فعلينا تحديد ما نتوقعه من الزواج ونصلح الإعوجاج في التفكير وإلا فإننا سنجذب كل الأشخاص الخطأ في حياتنا وإن كانت صفاتهم هي ما نريده.
فمثلا يجذب الرجل زوجة جميلة، أنيقة، ذكية، مرحة، محترمة ولكنها تعتقد بأن الزواج حمل وولادة وشقاء. ما هذا؟ هذا هو الجحيم بعينه.
وعلى هذا الأساس علينا التركيز على مواصفات الزواج الناجح لا مواصفات الزوج أو الزوجة وبمجرد أن نصلح أفكارنا حول الزواج بشكل طبيعي لن يدخل عالمنا إلا الأشخاص المناسبين ومنهم نختار الأنسب الذي يدق له القلب.
ما هي مواصفات الزواج الناجح؟
هذة المواصفات من وجهة نظري الشخصية وقد تختلف أنت معي وهذا طبيعي جدا، تستطيع أن تحدد المواصفات التي تريدها ولكن هذا مجرد مثال لتتعرف على ما أقصده بمواصفات الزواج. أنت فصل على مقاسك وإلبس.
- الزواج يعني الحب، العاطفة، الإحترام، الحرية، الإهتمام، العمل المشترك، الرسالة المشتركة، سهولة الحياة، الأمان، الرعاية، الدعم النفسي، التسلية، المرح، البهجة، المشاركة في إستنباط الحلول، الإنجاز المشترك، الإخلاص، الثقة المتبادلة، الدعم والتشجيع، الجنس والرومانسية، الكثير من القبلات والإحتضان، المرونة في التعامل، السفر، السياحة، الوفرة المادية، الأناقة في اللباس، عطور حالمة، ليالي ساحرة على شاطىء البحر، مشاركة الأهل والأصدقاء، الضحك على الأخطاء، الكثير من التسامح، الكثير من التفهم، الإبتعاد قليلا عن الحبيب حتى لا يختنق، منحه حرية الحركة، النجاح المشترك، الرزق المشترك، الإيجابية والتفاؤل، كل شيء جميل فإن لم يكن جميلا جملناه بعطر أنفاسنا.
.
أنا أركز على هذة الصفات، هذا ما أبحث عنه في الزواج ولا يعنيني إطلاقا ما مر به الآخرون من آلام وويلات وعثرات لأن ما مروا به كان نتيجة طبيعية لما يحملونه في أعماقهم من أفكار حول الزواج والعلاقات بشكل عام.
عندما يعتقد أحدهم أن الزواج يعني الأولاد والشقاء ومصاريف الدراسة وتدخل الأهل وديون وخيانات زوجية ونقص في كل شيء فهذا ما سيحصل عليه تماما سواء مع شخص يحبه مكتمل المواصفات أو مع غيره.
القصد من القول، ركزوا على إصلاح أفكاركم عن الزواج قبل أن تنبروا في رحلة بحث مضنية عن شريك الحياة. شاركوه الفرح لا الألم. أخلقوا واقعكم بأفكاركم.