في مجتمعاتنا مازال مفهوم قوة الشخصية يتخبط بين الصراخ وسوء إستغلال السلطة، أي سلطة تكون تحت يد الرجل. لذلك نرى كثيرا كيف يهدد البعض الناس بإستخدام السلطة. فالمدير في إدارته يهدد الموظفين وضابط الشرطة يتوعد الناس بالسجن، والمحامي يتعود من يخالفه يتوريطه في قضية والذي يلعب تايكواندو يهدد بركلات قاتلة.
عندما تضعف الشخصيات عادة يلجأ الرجال إلى إستخدام سلطاتهم ونفوذهم أو قدراتهم على إستخدام العنف أو إيقاع الضرر بالآخرين. عندما يفعل الرجل ذلك فهو أبعد ما يكون عن الحكمة، لأن الحكمة تقتضي تحليل الموقف والصبر والروية ثم محاولة تحسين الوضع بأقل الأضرار أو حتى تفادي الأضرار تماما.
هذة الميزة تغيب عن كثير من الرجال العرب وحتى الضعيف لن يتردد في إستخدام سلطته ونفوذه إن منحت له الفرصة، هو نفسه الذي يشتكي من الظلم لو آل إليه الأمر فلن يتوانى للحظة في إستخدام نفس الأسلوب الذي كان يشتكي منه.
الأسوأ هو عندما يحاول الرجل القيام بنفس التصرفات داخل البيت. يهدد ويتوعد زوجته وأولاده. حتى الضعيف فيهم إذا عاد للبيت أصبح أسدا على من هم أضعف منه. في البيت لست بحاجة لإثبات سلطتك ونفوذك، لست بحاجة لإثبات رجولتك، ليس هناك شيء تحتاج إلى إثباته لمن هم في حمايتك. كان يكفيك أن تكون ذا شخصية متزنة خارج البيت لتصبح لك كلمة داخله.
الرجل الذي يهدد النساء عادة لا شخصية له خارج البيت لأن الشخصية طاقة وتلك الطاقة يشعر بها الناس دون الحاجة لإستخدام السلطة والنفوذ أو التهديد والوعيد. ما يصنعه الرجل في خارج البيت يشعر به كل من بداخل البيت.
علاوة على ذلك لا يوجد سبب مقنع لأن يثبت الرجل رجولته داخل البيت، هذة زوجتك وأولادك، إستمتع بوجودهم، كن فردا من العائلة حيث الكل يعرف الكل والكل يهتم بالكل والكل لا يزعجه أن يبدو غبيا أمام الكل. ماذا سيحدث إن بدى شكلك غبيا أمام زوجتك وبدت هي ساذجة أمامك؟ لا شيء فأنتما زوجين، أنتما أهل، أنتما صديقين.
إلى حد الآن لم أتمكن من فهم معادلة العرب في إثبات الرجولة للنساء. إن كنت تريد إثبات رجولتك فأثبتها للرجال وحينها ستشعر بها النساء. لن تحتاج أن تقمع المرأة لتثبت رجولتك.
البيت مكان آمن للجميع فإجعله كذلك.