العلمانية بكل تأكيد تتفوق على الأديان المتطرفة من حيث أنها فكرة تعايش بين الناس. هناك من يقسم العلمانية إلى عدة أقسام سياسية وإجتماعي وإقتصادية وعلمانية قديمة وعلمانية حديثة وكل ذلك لا معنى له في حياتنا كأفراد كل ما نحاول الوصول له هو السلام والإبتعاد عن النزاعات لأي سبب.
العلمانية ليست دين لأنه لم يدعي أحد أنه يعبد إلها يتقرب إليه بالعلمانية وعلى الرغم من ذلك ولسبب خبيث في أنفس أصحاب الأديان يحاولون تصويرها كدين جديد يخرج الناس من دينهم القديم. دينهم الذي تحجر ولم يتمكن من حل مشاكلهم ولا علاج نفسياتهم ولا وضعهم على خارطة الأمم. بينما العلمانية وهي مجرد تسمية قد تتغير في المستقبل تقول أن دينك لك وإعتقاداتك لك وأنت حر فيما تفعل في نفسك إن إحترمت حدودك وتوقفت عن التدخل في حياة الناس وتحديد من يدخل الجنة ومن يدخل النار. العلمانية لا تمنع أي صاحب دين من ممارسة طقوسه وتقديس أي شيئ حتى لو كانت علبة كرتون مادام ملتزما بحدود المواطنة.
لو نظرنا في الخونة الأكثر فتكا بالأمة الإسلامية فسنجد بأنهم من أتباع الدين. دينهم يسوغ لهم خيانة الوطن وخيانة المواطنين ذلك أنهم بلا عهد أو ميثاق إلا ما يقوله لهم كبرائهم. لا يوجد شيئ أكثر قبحا من العيش بين أشخاص لا تعرف ولائهم لمن؟ هل هكذا هي الأديان أم أن هذا إجتهاد شخصي من أتباع الدين هذا غير مهم لأنهم على إختلاف مذاهبهم ومعتقداتهم إتفقوا على خيانة الوطن وإقصاء كل من لا يتبع ملتهم. هل الله أمرهم بالخيانة أو الإستحواذ على ممتلكات الآخرين ومنجزاتهم؟ هذا أيضا غير مهم لأننا كبشر لنا الفعل والفعل هنا شيئ بغيض ولا ينتج إلا من أنفس خبيثة.
على الجانب الآخر، العلمانية لا تحاكم الناس على أديانهم ومعتقداتهم ولا إنتماءآتهم العرقية وبكل تأكيد لا تسن قوانين منحازة ضد الإنسانية من أجل تعزيز مكانة دين على الآخر أو مذهب على الآخر. فالعلمانية تنطلق من فكرة أن الدين لله والوطن للجميع وأن كل إنسان حر في نفسه مادام لم يعتدي على حقوق الناس وممتلكاتهم ولم يهدد أمنهم أو يروعهم أو يخالف القوانين العامة التي تكفل العدل والمساواة بين الناس.
لكن لماذا يكره المتدينون العلمانية؟ يكرهونها لأنها تسحب البساط من تحت أرجلهم وتقول لهم أنتم غير مميزين وليس لكم تفضيل على الناس. أنتم مجرد مواطنين عاديين وآرائكم لا تلزم بقية المواطنين وهذا يفقدهم سلاحهم الذي لطالما أرعبوا الناس به وأرهبوهم بل وحكموا عليهم بالقتل في بعض الأحيان ليس لسبب إلا أنهم قالوا كلمة حق في وقت كان أصحاب الأديان هم المسيطرون. لو كان الأمر ممارسة الطقوس الدينية وفتح دور العبادة لما كانت هناك مشكلة ولكن ما يريدونه فعلا ليس الحرية الدينية وإنما السياسة وليست أي سياسة وإنما تلك التي تخترق حدود الدولة وتجعلها تابعة لشخصيات دينية خارج حدودها وهذا ما فعله الإخوان المسلمون تماما بتبعيتهم لخليفتهم إردوغان. سواء في مصر أو السعودية أو غيرهما تم تجاوز حكم الدولة الذي يطبق أحكام الشرع الإسلامي لإستبداله بحكم وتبعية لطرف خارجي. نفس المنطق تم تطبيقه في العراق وبقية الدول التي يتواجد فيها الشيعة.
العلمانية لا تعتدي على الأديان ولا المذاهب ولا المعتقدات الفكرية، بل تكفل لهم جميعا حرية العبادة والتعبير والمشاركة في القرار الوطني ذلك أن هدفها هو الإبتعاد عن كل ما يسبب القلاقل في البلاد والشقاق بين مكونات المجتمع الواحد وهي نفسها التي تحمي أصحاب المعتقدات الدينية لكنهم يحاربون من أجل السيطرة على الناس وعلى الحكم وليس دفاعا عن الدين. لقد أفسدت العلمانية على أصحاب الدين السياسي خطتهم للإستحواذ على الحكم عندما منحتهم حريتهم الدينية فلم يعد لديهم سببا مقنعا للإستيلاء على حياة الناس إلا تفسيراتهم المريضة لأديانهم.
بقي أن تعرف عزيزي القارئ أن العلمانية مجرد إسم لمفهوم بسيط وهو أن يعيش الكل في سلام وكل يمارس طقوسه بحرية وفي حماية الدولة للجميع دون تفضيل مكون على آخر لأن العلمانية تقف على مسافة واحدة من الجميع، وهذا ما يرهق أصحاب الأديان لأنهم لا يريدون الدين وإنما يريدونك تابعا لهم منصاعا لرغباتهم غير قادر على قيادة حياتك بنفسك حتى لو كنت تؤمن بنفس معتقدهم. هم يجرون خلف حريتك وقدرتك على تحديد مصيرك. هل ستستلم لهم أو تصدق إدعاءآتهم؟ هل هناك من منعك من ممارسة طقوسك الدينية لتلجأ إلى سلطة تقضي على حريتك وتسلم بلادك للأجنبي؟
العلمانية أثبتت تفوقها على كل الأديان كنظام عادل ومنصف. أنت لست كافر لأنك تعبر عن رأيك، أنت لست مذنب عندما تفكر، أنت لست ديوث عندما تحترم حقوق المرأة، أنت مسؤل عن نفسك وعن كرامتك وكل حقوقك مصانة ولا يستطيع أحد منعك من الكلام أو التعبير عن رأيك فقط لأنه يؤمن أن كلامك لا يتناسب مع معتقداته. دافع عن العلمانية لأنها الحل الأمثل لك ولغيرك من شركاء الوطن. العلمانية هي العودة للإنسانية. لا تتنازل عن حريتك ولا حرية أولادك وأجيالا من بعدهم.
ما أشبه الليلة بالبارحة
الرجاء مشاهدة هذا الفيديو الشيق الذي يعكس مصدر التشدد لدى طائفة الحريديم اليهودية لتعرف مصدر التشريع الحقيقي في الإسلام ومقدار التشابه بين الحريديم والجماعات المتشددة في الإسلام. هذا ما يحاولون جر الناس له