القرآن و العلم

»  القرآن و العلم
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

تفوق الغرب في مجال التكنولوجيا و البحث العلمي خلال العصر الحديث , و جاء هذا التطور بعد أن تحرر الباحثون من سيطرة الكنيسة على الفكر و الإبداع , لكن هذا لا يعني أنها ثورة ضد الدين , فالنصارى قامو بتحريف الإنجيل خلفوه برهبانية زائدة تقود البشر من خلال الكنيسة , الكل كان يمشي وفق قوانين مسطرة من طرف الرهبان و البابا , أما اليهود فلم يتركوا سوى الجانب المادي .

و من يرى أن المسلمين لم يتطوروا بسبب الدين و عليهم التحرر كما فعل اليهود و النصارى فليراجع كتاب الله قليلا , فهو الكتاب الوحيد الذي لم يتعرض للتحريف لأنه محفوظ من الله عز و جل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر -9- .

أول كلمة من أول سورة نزلت تبدأ بكلمة ( إقرأ) و تكررت كلمة العلم و مشتقاتها في القرآن نحو ثمانمائة و خمسون مرة , و للعلماء منزلة أكبر عتد الله , و شجع على البحث و التدبر , فمن اجتهد و أصاب فله أجران و من اجتهد و لم يصب فله أجر واحد . و في آيات التدبر يخاطب أولي الألباب دون غيرهم و يصفهم بما يميزهم عن غيرهم ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) -9- سورة الزمر.

و الحث على التدبر موجه لك أنت يا من تدرس أو تعمل في مجال البحث العلمي ما لا يفقهه إمام أو شيخ عابد عسى أن تفلح و تأتي بشيء جديد .

و المسلمون هم السباقون في مجال البحث العلمي بكل أنواعه , منهم ابن سينا في الطب , ابن الهيثم في الرياضيات , ابن رشد في الفلسفة , جابر بن حيان في الكيمياء , ابن النفيس في علم التشريح . و لا تسألني ماذا حدث بعد هؤلاء فالأمر واضح لم تكن هناك متابعة ...

لما طلب الله عز وجل من الإنسان أن يتدبر في خلقه ليس لتذكيره و إهانته مما خلق و إنما دليل واضح على حثه للبحث في علم الأجنة و التكاثر و التزاوج و التلقيح , كيف لبويضة أن تستقبل حيوان منوي واحد من بين الملايين في عملية جد معقدة و دقيقة , و تحدث بتلقائية وفق شروط و معايير بمنتهى الدقة , و ينتج عن هذا التلقيح جنين يتطور شيئا فشيئا ليخرج إلى هذا العالم معلنا بداية حياة جديدة .

و حينما يتكلم عن النجوم و الكواكب فهو يحث على البحث في علم الفلك و الفضاء , بدءا من المراقبة البدائية لمراقبة حركة الشمس و القمر و النجوم , و عمل منها الإنسان خرائط و اتخذ أبراج و معالم للتوجيه أثناء رحلته في البحر و مع تقدم البحث إلى ما نعرفه اليوم من كواكب و مجرات .

وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ.

أما البعوضة التي كان أمرها يبدو بسيطا , فبعد البحث و التدبر تبين أنها في قمة التعقيد , كيف لها أن تكشف و جود جسم الإنسان عن طريق استشعار حراري , و أنها تحتوي علي مخدر و مختبر لتحليل الدم , و لا تأخذ إلا ما يناسبها , و من المؤكد أن تلك الكمية من الدم التي تسلبها من الإنسان لن يقوى على استرجاعها منها , فهو أصلا لن يشعر إلا بعد زوال أثر التخدير .

فإن أردنا التطور فعلا فعلينا بالدين و العلم معا بدلا من الجدل في أمور كثر فيها الكلام لألاف السنين عسى أن يوفقنا الله

كل علم يدركه الإنسان يجعله خاشعا معظما لقدرة الخالق , فسبحان الله أحسن الخالقين.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    القرآن و العلم

    مدة القراءة: 3 دقائق

    تفوق الغرب في مجال التكنولوجيا و البحث العلمي خلال العصر الحديث , و جاء هذا التطور بعد أن تحرر الباحثون من سيطرة الكنيسة على الفكر و الإبداع , لكن هذا لا يعني أنها ثورة ضد الدين , فالنصارى قامو بتحريف الإنجيل خلفوه برهبانية زائدة تقود البشر من خلال الكنيسة , الكل كان يمشي وفق قوانين مسطرة من طرف الرهبان و البابا , أما اليهود فلم يتركوا سوى الجانب المادي .

    و من يرى أن المسلمين لم يتطوروا بسبب الدين و عليهم التحرر كما فعل اليهود و النصارى فليراجع كتاب الله قليلا , فهو الكتاب الوحيد الذي لم يتعرض للتحريف لأنه محفوظ من الله عز و جل (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر -9- .

    أول كلمة من أول سورة نزلت تبدأ بكلمة ( إقرأ) و تكررت كلمة العلم و مشتقاتها في القرآن نحو ثمانمائة و خمسون مرة , و للعلماء منزلة أكبر عتد الله , و شجع على البحث و التدبر , فمن اجتهد و أصاب فله أجران و من اجتهد و لم يصب فله أجر واحد . و في آيات التدبر يخاطب أولي الألباب دون غيرهم و يصفهم بما يميزهم عن غيرهم ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) -9- سورة الزمر.

    و الحث على التدبر موجه لك أنت يا من تدرس أو تعمل في مجال البحث العلمي ما لا يفقهه إمام أو شيخ عابد عسى أن تفلح و تأتي بشيء جديد .

    و المسلمون هم السباقون في مجال البحث العلمي بكل أنواعه , منهم ابن سينا في الطب , ابن الهيثم في الرياضيات , ابن رشد في الفلسفة , جابر بن حيان في الكيمياء , ابن النفيس في علم التشريح . و لا تسألني ماذا حدث بعد هؤلاء فالأمر واضح لم تكن هناك متابعة ...

    لما طلب الله عز وجل من الإنسان أن يتدبر في خلقه ليس لتذكيره و إهانته مما خلق و إنما دليل واضح على حثه للبحث في علم الأجنة و التكاثر و التزاوج و التلقيح , كيف لبويضة أن تستقبل حيوان منوي واحد من بين الملايين في عملية جد معقدة و دقيقة , و تحدث بتلقائية وفق شروط و معايير بمنتهى الدقة , و ينتج عن هذا التلقيح جنين يتطور شيئا فشيئا ليخرج إلى هذا العالم معلنا بداية حياة جديدة .

    و حينما يتكلم عن النجوم و الكواكب فهو يحث على البحث في علم الفلك و الفضاء , بدءا من المراقبة البدائية لمراقبة حركة الشمس و القمر و النجوم , و عمل منها الإنسان خرائط و اتخذ أبراج و معالم للتوجيه أثناء رحلته في البحر و مع تقدم البحث إلى ما نعرفه اليوم من كواكب و مجرات .

    وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ.

    أما البعوضة التي كان أمرها يبدو بسيطا , فبعد البحث و التدبر تبين أنها في قمة التعقيد , كيف لها أن تكشف و جود جسم الإنسان عن طريق استشعار حراري , و أنها تحتوي علي مخدر و مختبر لتحليل الدم , و لا تأخذ إلا ما يناسبها , و من المؤكد أن تلك الكمية من الدم التي تسلبها من الإنسان لن يقوى على استرجاعها منها , فهو أصلا لن يشعر إلا بعد زوال أثر التخدير .

    فإن أردنا التطور فعلا فعلينا بالدين و العلم معا بدلا من الجدل في أمور كثر فيها الكلام لألاف السنين عسى أن يوفقنا الله

    كل علم يدركه الإنسان يجعله خاشعا معظما لقدرة الخالق , فسبحان الله أحسن الخالقين.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين