القوي يأكل الضعيف و الضعيف يخضغ للقوي، و المؤمن لا يتأثر لا بالضعيف و لا بالقوي.
مرض الناس أنهم يحبون الدنيا و يعشقونها و ينسون الله و اليوم الآخر.
فإن لم يمتلك الدنيا ظن نفسه ضعيفا فسحقه الذي يظن نفسه قويا فقط لأنه امتلك الدنيا.
و هذه هي الدوامة التي يعيش فيها العالم.
هذا يحتقر هذا لأن هذا أعلى منصبا من هذا.
و هذا يخضع لهذا لأن هذا يملك ما لا يملكه هذا.
و كل يجر الآخر إلى الهلاك.
فلا تخضع للقوي و لا تُخضع الناس بقوتك.
كن مؤمن.
المؤمن لا ينهزم.
المؤمن نافع.
المؤمن معه الله.
المؤمن لا يكتئب.
المؤمن لا ينحني.
المؤمن لا يخاف.
المؤمن لا يفتقر.
المؤمن لا يجهل.
المؤمن لا يضل.
المؤمن لا يطغى.
هم في أفلامهم و علومهم يريدون أن يزرعوا فكرة أن الإنسان حيوان، و أنه خاضع لقوانين الحيوان، إن كان الحيوان يخضع لدنيا، فأنت لست حيوان أنت إنسان ميزك الله عن الحيوان، فلا تكن حيوان فتخضع للقوي و تظلم الضعيف، كن إنسان يعلم بأن الله هو الأساس و أن الآخرة هي المنتهى، و عندها لن تخضع لقوانين الحيوان.
لماذا نصوم عن الجنس و الأكل و الشرب؟ لأننا مؤمنين، متحكمين في شهواتنا و لا نخضع لها.
لماذا نؤثِر على أنفسنا و لو كان بنا خصاصة؟ لأننا نرى قلب الإنسان قبل أن نرى ممتلكات الإنسان.
لماذا نصبر؟ لأننا نعلم أن الدنيا ليست هي الحقيقة، و أن حدود أنفنا ليس هو الحياة.
حياة المؤمن عظيمة.
فهل نؤمن بقولتهم "القوي يأكل الضعيف"؟
أم نؤمن بقول الله "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ"
بماذا نؤمن هل نؤمن بالله الذي خلق الضعيف و القوي؟
أم نؤمن بالفاسد الذي يريد أكل حق الضعيف و المشرك الذي يريد أن يعبد الفاسد؟
فلنختر أي منهج نريد أن نحيا به "منهج الحيوانات" أم "منهج رب العالمين".
هناك فلم أمريكي إسمه "life of pi" يحكي عن قصة شخص غرقت به السفينة فاجتمع هو و أمه و طباخ السفينة و شخص آخر في قارب نجاة.
و يريدون أن يثبتوا أن الإنسان إن اشتد به الجوع لأكل أخاه الإنسان.
فغرائز الإنسان إن خرجت للوجود فقدَ هذا الإنسان سيطرته على أفعاله و أخرج أسوأ ما فيه.
و هذا حقيقي، الإنسان الذي يعبد الدنيا و لا يؤمن بالله إيمانا سليما، لا شك أنه سيصبح وحشا إن تهددت غرائزه الحيوانية.
أما المؤمن بالله فهو مطمئن و مسالم مهما تغيرت الظروف و الأحداث، و هذه هي الحقيقة التي لا يعلمها مخرج فلم "life of pi"، لو كان يعلم حقيقة الإيمان لأخذت قصة الفتى في القارب مجرى مختلف تماما، و لما سفك بعضهم دماء بعض.
"و لكم في قصص الأنبياء عبرة يا أولي الألباب"