هذه الحالة أبطالها الوالدين بامتياز "انتقام غير معلن عنه" داخل بيوتهم و من حيث لا يعلم الآخر و ضحايا هذا الأنتقام هم الأبناء كالعادة ..في نفس الوقت تجد بعض العائلات منهمكة في السعي لعلاج أبنائهم من بعض المشاكل النفسية المنتشرة كالتبول اللارادي والعنف والعدوانية والتشتت الذهني والعصبية المبكرة جدا لأطفال ولدوا بنفسيات غير قويمة . متناسين السبب الأصلي لمشاكل أبنائهم والتي هي ..هم أنفسهم .. مشكلة أبنائنا ..
مما ينتقم الوالدين :
1- من لقائهم الخاطئ معا و عدم توافقهم فينشأ العنف اللفظي و عدم الانسجام و الخلافات على أتفه الأسباب على مسمع ومرآى من الاولاد ..لتصبح الأم كسلك الكهرباء الخطر الذي إن لمسته خطأ قتلتك الكهرباء فهي مشحونة على الدوام غاضبة ليكون التفريغ دائما في الاولاد .وكذلك الأب إما غاضب متوتو على الدوام أو هادئ خامل في البيت كالاموات لا حاجة له رأسه بجهازه المحمول على مدار الساعة إما يتحدث على chat او يلعب games >> .. ليجده الحل الأسهل بالهروب من مواجهة فشله مع شريكة حياته . والام هائمة بأحزانها مولوله على مدار الوقت تلعن تلك الساعة على مسامع ابنائها باستهتار يثير الاشمئزاز .و إما تصبح غير مبالية متعمدة ذلك بالبيت أو الابناء محملة زوجها المسؤولية الكاملة على تشتت الأبناء وضياعهم همهما أثبات فشله معها و مع اولاده ..
والابناء متفرجين صامتين كل يبحر في ظلمة لا يعرف قرارها فلا حضن يحتويه ولا اب يشعره بالامان .
2- انتقاما من ظروفهم التي عاشوها في الصغر من والديهم فتجدهم إما دكتاتوريين صارمين كل يعيد ما فعل به في الماضي حيث يقسوا الأب و الأم على الأولاد بحجة الحزم والأدب متباهين بشعارات الزمن الماضي كاذبين "والله أيامنا " " وجيل فاشل و تافه " وكنا وكانوا ..
أو يكونوا متساهلين متراخين في كل الأمور بدعوى منح أولادهم الرعاية و الحرية الخاطئة كتعويض عن حريتهم المفقودة فتجد الأولاد سائبين لا نظام يقودهم و لا تربية توجههم و لا علم ينير عقولهم والعشوائية في تصرفاتهم و في معظم جوانب حياتهم حتى الطعام والحلويات تتوفر بطريقة غير منطقية تعويضا لحرمان عاشوا فيه يرغبون بتعويضه في الابناء .و من الطفولة حتى الكبر و في كلا الحالتين انتقام مبطن يدفع ثمنه الاطفال الذين لا ذنب لهم سوى آباء غير متزنين نفسيا .
3- انتقاما من ظروفهم الحالية المادية والعملية فتجدهم هائمين على وجوههم مستفزين هائجين طوال الوقت مشغولين بهمومهم المادية و مشاكلهم الاجتماعية و مشاكل العمل ناقلين تلك الهموم و التوتر الى أبنائهم مطالبينهم بتحمل مسؤولية ليست مسؤوليتهم و مراعاة ظروفهم و الاحساس بهم و على مدار الساعة .فيمنع الطفل من الضحك و اللهو لانه و الده متوتر و والدته منزعجة لأجل والده وهكذا دواليك ...ليقل الطفل ببراءة : ماما بابا دائما غاضب !! ....
وعندما يكبر الاطفال يأتي الوالدين بكل غباء و يقولون ماذا ينقصكم أنتم جيل ناكر للمعروف ..والحقيقة انتم آباء حق عليكم إقامة الحد الشرعي ..
أبنائنا ليسوا مسؤولين عن أخطاءكم و عجزكم عن حلها أو سوء اختياراتكم سواء في البقاء معا أو الاستمرار ..هم ليسوا مسؤولين عن ماضينا و حاضرنا .. و فشلنا في علاجه و عدم تخطيه .. عن نجاحنا و فشلنا .. عن ندمكم أنكم أنجبتم أطفال و أنتم غير مؤهلين لتربيتهم و حبهم و احتوائهم ..
بل و أكثر ما يفاجئني بغباء الوالدين غير المحبين لبعضهم إنجابهم لعشرة أبناء أو ثمانية ليوسعوا دائرة المعاناة الكبرى ؟؟؟!!!!!!!
عندما تكونوا اثنين فشلتم معا يصبح الحل سهلا إن واجهتهم هذا الفشل بشجاعة ..ففشلكم معا ليس عيبا تخجلون منه وليس نقيصة في حق أحدكم ..
عندما تكونوا مضطربين من الماضي حرروه واسعوا لعلاجه ولا تجعلوا من أبنائكم لقمة مرة في حلوقكم تجترون مرارتها كلما حن الماضي أليكم وعاد ..
مهما كانت ظروفكم الحالية مادية او عملية او اجتماعية ..لمساتكم لأطفالكم و ملاعبتهم والطرب على ضحكاتهم كفيل بإعادة الروح إليكم بل وسيزيدكم قوة على مواجهة تحدياتكم ..إضحكوا معهم وأضحكوهم ..شاهدوا أفلام جميلة معهم ,,تحدثوا معهم واستمعوا اليهم ..كونوا لهم أصدقاء صدوقين ...واقتلوا أشباحكم الداخلية التي تلاحقكم فانتقامكم غير المعلن ما هو الا انتقام جديد من انفسكم .. فلتراجع نفسك هل تربي أم تنتقم ؟
عيشها صح ...
غادة حمد