مدة القراءة: 2 دقائق
حتى تشعر بخير ...تكثر مخدراتنا هذة الايام .. يكثر ما نلهو به للهرب من شئ ما... بعضنا يدمن زج نفسه في صخب الحياة ..يملأ عمره بالاصحاب .. بالاهل ... بالعلاقات ... يشعر انه بخير طالما هناك من حوله يمطرون على اذنه كلمات الاطراء كل لحظة ... طالما يشعرونه بقبول ضنّ هو على نفسه به ... طالما احسّ بحبٍ منهم خوى قلبه منه... طالما هو مدعو الى كل مكان ... طالما تواجد في كل محفل او مترح ... علّه يطفئ وحشته الداخليه ... علّه يشعر بخير ..
بعضنا يخدر نفسه بغرامه بالطعام ... باشكاله .. بالوانه.. عنده جوع لا يمتلئ.. لشئٍ ما .. خواء داخلي ضنّ انه سيُملأ يوما بالطعام ...يأكل ويأكل ويأكل .. ان كان جائعا او لا ... غير مهم .. ليته يشعر بخير ..
وبعضنا يتخدر بالدراما.. يعشق خلق الصراعات... يحب خلق المعارك .. كي يثبت اهميته ... كي يشعر بألق المنتصر ... او حتى يبكي نفسه كضحيه ... فكيف تكون الحياه اذاً ؟؟ هو لا يعرف غير هذه الحياة ... تراه يصارع كل شئ وأي شئ ...لو لم يجد ما يحاربه لخلق حربا وهمية في راسه .. علّها تلهيه عن حروبه الداخلية .. علّه يكون بخير ...
وبعضنا يدمن السوق .. يشعر بالألق عند تسوقه ... لما يحتاج وما لا يحتاج .. ليس مهم ... قال لي مرة ان مجرد تجوله في السوق يشعره بالتحسن ... ربما شعوره بانتصار مؤقت على الحياه التي أبت ان تعطيه اكثر ما تمنى ... علّه يشعر بخير ..
كل هذا وماذا ؟؟ هل شعرنا بخير ؟؟ كلها مخدرات لوهلة نستيقظ منها ونعود لاوجاعنا من جديد ... كل هذا حتى لا نفتح باباً عتيق لغرفة في داخلنا ... نأبى ان نختلي بانفسنا .. ان ننظف غرفة مخاوفنا ... عقدنا .. اوجاعنا .. انها تبدو مخيفة .. نبقى ندور وندور من مخدر الى اخر .. حتى نجزع .. وكلما هممنا بفتح الباب التفتنا الى مخدر جديد ..حسناً .. فقط هذه المرة ... علّنا نشعر بخير ..
دمتم بحب ..
سرى البدري