برمجة القطيع ..

»  برمجة القطيع ..
مدة القراءة: 3 دقائق

لو تأملنا قليلا لوجدنا ان الحيوانات فقط من تسير على شكل قطعان الاقل قوة اكثر تجمعاً و الاكثر قوة اقل تجمعا بقليل .. الخراف . الثيران .. الاسماك و اسراب الطيور ..
لماذا لأنها بالقطعان تشعر بالقوة .. يعني معرف لديها انها ضعيفة و مبرمجة على هذا بينما الحوت يمشي وحيدا .. سمك القرش .. الاسد .. الفئران تحفر بالارض و تختبيء .. لا بأس فهذا ما امتلكته من قدرات .. اما ان يأتي البشر و أصحاب العقول ليعيشوا كالقطعان فهذا ما لا تقبله الفطرة ..
وهذه الحالة نسقطها على اصحاب الفكر و الوعي و التجارب الروحية و كل من يقدم شيء للبشرية و يسعى لمؤيدين بأبشع الطرق ..

لست بحاجة لان يشبهك الجميع حتى تثبت صحة ما تقدم .. في كل المجالات يريد المعظم قطعان تسير و رائها و نسخ متكررة لتثبت نجاح نظرية ما يقدمها .. او منتج يروج له فيلجأ هذا الانسان الى حيله التشكيك بما انت عليه و ايهامك انك على خطأ و انه يملك افضل طريقة لتحقيق ما تريد الوصول اليه .. اشخاص مزيفيين خائفين على انفسهم من الفناء .. لا تجعلهم يفقدونك ايمانك في ما تفعل و ان كنت صاحب رسالة في اي مجال اسمع. و فكر و خذ ما يناسبك تماما و تمرحل في ما تريد ..
وانت الذي تملك الحل الأوحد و التجربة المثالية قدم ما لديك و دع كل متلقي يؤيفه كما يليق به و يناسبه . واسعى لتقديم الافضل دون العبث بثقة الناس و تقدمهم . .
عليك العرض فقط و ايمانك في عرضك هو من سيكسبه التاييد لا في الطعن في الاخرين و منتجاتهم و تجاربهم ..

باللاواعي العميق جدا نريد نسخ طبق الاصل و قطعان تلتف حولنا لنشعر بالثقة والاطمئنان كلغة ضعف مؤصله في العقل العربي ..
في نظرياتنا في الوعي
في الطبخ
في التعري او الحجاب
في تجاربنا الروحية
في تجاربنا الشيطانية
ونريد قانون واحد يسير على الجميع
و تمرين واحد يعالج الجميع
و لا نتلذذ الا بنكهة واحدة
و دائما نريد مصفقين و هزازي رؤوس بالموافقة
ولا نستطيع تقبل من لا يشبهنا
ما هذا الفشل ..
لن تتسوى الامور و يرتقي العربي حتى ينشغل بنفسه تماما و يركز على ما يفعل فقط و يقدم ز و يتاكد من صدق نواياه بشكل مستمر .. و مهما كان نوع ما يقدمه لنفسه و للناس .. تاركا امر التأييد والرفض للكون فسيرد عليه بالقبول او الرفض ..

الحديد انتج منه الدبابات و الملاعق و المسامير
و البستان اخرج كل انواع الشجر والزهر
و المرأة انجبت الذكر والانثى والتوائم
و الله كل يوم هو في شأن

فلو اعطيت وصفة واحدة لسيدتان لطهوها و استخدموا نفس المقادير و نفس الطريقة بدقة متناهية لن تحصل على نفس الطعم فالطاهي مختلف تماما عن الاخر خلقا و طاقة و نفس و روح ..
فكيف تطلب مني. ان يشفيني دواءك الذي شفاك انت. و ان تجربتي يجب ان تشبه تجربتك. ..
قد نصل لنفس النتيجة و لكن بطرق مختلفة ..
قد اصل مكة بالطائرة لكن افضل ان اجوب االصحراء وصولا لمكة ..
خذها قاعدة :
كل من يبحث عن نسخ عنه هو شخص غير مؤيد لنفسه و لضعفه يحتاج من يسانده عن طريق تلك النسخ .. و التصفيق الخوف يتملكه يريدك ان تحميه و تحمي منتجه و فكره حتى دون ان تفكر ..

الواعي الحقيقي هو من كان انتاجه كالبستان المليء بكل انواع الشجر و الثمر و القائد الحقيقي يخرج قادة و ليس اتباع مصفقين متشابهين كالخراف بل يؤمن بطلابه و تجاربهم و خياراتهم و حوارهم وعقولهم الخلاقة و بصمتهم الفريدة التي تميزهم كنجمة ساطعة في السماء ... هذا هو المرشد الحقيقي ...

عيشها صح
غادة حمد

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    برمجة القطيع ..

    مدة القراءة: 3 دقائق

    لو تأملنا قليلا لوجدنا ان الحيوانات فقط من تسير على شكل قطعان الاقل قوة اكثر تجمعاً و الاكثر قوة اقل تجمعا بقليل .. الخراف . الثيران .. الاسماك و اسراب الطيور ..
    لماذا لأنها بالقطعان تشعر بالقوة .. يعني معرف لديها انها ضعيفة و مبرمجة على هذا بينما الحوت يمشي وحيدا .. سمك القرش .. الاسد .. الفئران تحفر بالارض و تختبيء .. لا بأس فهذا ما امتلكته من قدرات .. اما ان يأتي البشر و أصحاب العقول ليعيشوا كالقطعان فهذا ما لا تقبله الفطرة ..
    وهذه الحالة نسقطها على اصحاب الفكر و الوعي و التجارب الروحية و كل من يقدم شيء للبشرية و يسعى لمؤيدين بأبشع الطرق ..

    لست بحاجة لان يشبهك الجميع حتى تثبت صحة ما تقدم .. في كل المجالات يريد المعظم قطعان تسير و رائها و نسخ متكررة لتثبت نجاح نظرية ما يقدمها .. او منتج يروج له فيلجأ هذا الانسان الى حيله التشكيك بما انت عليه و ايهامك انك على خطأ و انه يملك افضل طريقة لتحقيق ما تريد الوصول اليه .. اشخاص مزيفيين خائفين على انفسهم من الفناء .. لا تجعلهم يفقدونك ايمانك في ما تفعل و ان كنت صاحب رسالة في اي مجال اسمع. و فكر و خذ ما يناسبك تماما و تمرحل في ما تريد ..
    وانت الذي تملك الحل الأوحد و التجربة المثالية قدم ما لديك و دع كل متلقي يؤيفه كما يليق به و يناسبه . واسعى لتقديم الافضل دون العبث بثقة الناس و تقدمهم . .
    عليك العرض فقط و ايمانك في عرضك هو من سيكسبه التاييد لا في الطعن في الاخرين و منتجاتهم و تجاربهم ..

    باللاواعي العميق جدا نريد نسخ طبق الاصل و قطعان تلتف حولنا لنشعر بالثقة والاطمئنان كلغة ضعف مؤصله في العقل العربي ..
    في نظرياتنا في الوعي
    في الطبخ
    في التعري او الحجاب
    في تجاربنا الروحية
    في تجاربنا الشيطانية
    ونريد قانون واحد يسير على الجميع
    و تمرين واحد يعالج الجميع
    و لا نتلذذ الا بنكهة واحدة
    و دائما نريد مصفقين و هزازي رؤوس بالموافقة
    ولا نستطيع تقبل من لا يشبهنا
    ما هذا الفشل ..
    لن تتسوى الامور و يرتقي العربي حتى ينشغل بنفسه تماما و يركز على ما يفعل فقط و يقدم ز و يتاكد من صدق نواياه بشكل مستمر .. و مهما كان نوع ما يقدمه لنفسه و للناس .. تاركا امر التأييد والرفض للكون فسيرد عليه بالقبول او الرفض ..

    الحديد انتج منه الدبابات و الملاعق و المسامير
    و البستان اخرج كل انواع الشجر والزهر
    و المرأة انجبت الذكر والانثى والتوائم
    و الله كل يوم هو في شأن

    فلو اعطيت وصفة واحدة لسيدتان لطهوها و استخدموا نفس المقادير و نفس الطريقة بدقة متناهية لن تحصل على نفس الطعم فالطاهي مختلف تماما عن الاخر خلقا و طاقة و نفس و روح ..
    فكيف تطلب مني. ان يشفيني دواءك الذي شفاك انت. و ان تجربتي يجب ان تشبه تجربتك. ..
    قد نصل لنفس النتيجة و لكن بطرق مختلفة ..
    قد اصل مكة بالطائرة لكن افضل ان اجوب االصحراء وصولا لمكة ..
    خذها قاعدة :
    كل من يبحث عن نسخ عنه هو شخص غير مؤيد لنفسه و لضعفه يحتاج من يسانده عن طريق تلك النسخ .. و التصفيق الخوف يتملكه يريدك ان تحميه و تحمي منتجه و فكره حتى دون ان تفكر ..

    الواعي الحقيقي هو من كان انتاجه كالبستان المليء بكل انواع الشجر و الثمر و القائد الحقيقي يخرج قادة و ليس اتباع مصفقين متشابهين كالخراف بل يؤمن بطلابه و تجاربهم و خياراتهم و حوارهم وعقولهم الخلاقة و بصمتهم الفريدة التي تميزهم كنجمة ساطعة في السماء ... هذا هو المرشد الحقيقي ...

    عيشها صح
    غادة حمد

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين