أتمنى من خلال مرافقتكم لي خلال السنوات العشر الماضية أنكم إكتسبتم القوة الكافية لتقرير مصيركم وتحقيق أسطورتكم في الحياة
منذ عشر سنوات أو أكثر قليلا بدأت أكتب بشكل مركز على الفيسبوك. كانت أمنيتي أن أورث أبنائي معرفة تنفعهم يقرأونها عندما يكبرون قليلا. كل ما كتبته هنا أو على شبكة أبرك للسلام أو نشرته على اليوتيوب هو ميراثي لأبنائي. قدمت أفضل ما عندي حسب علمي. إخترت أنقى ما يمكن أن يختاره أب لأبنائه وكتبته حرفا حرفا وكل ما يشغل بالي هو أن يقرأوا.
كتبت هنا حتى تكونوا علي من الشاهدين ولذلك صفحتي مفتوحة للجميع بلا إستثناء. كل ما كتبته هو لأربي أبنائي وأكون لهم مثالا على القوة والجرأة والوضوح في كل شيئ.
مارست كل ما تحدثت عنه ولم أخشى البشر. ثم أزداد حماسي بوجودكم وبدعمكم وبإهتمامكم لما كتبت. هذا شجعني لإنتاج المزيد من الفكر الحر المباشر لأنكم جميعا أولادي وبناتي وإلا فإنكم إخوتي وأخواتي.
هذة الأخوة والصداقة أعتز بها كثيرا لأنني تعلمت منها الكثير وكسبت منها المال الكثير أيضا. قدمت الدورات والمحاضرات واللقاءآت والرحلات وكل همي هو أن أقدم لكم شيئا لا يقل جودة ومصداقية عما كنت سأقدمه لأبنائي.
أردتكم أقوياء وأردتكم صالحين وأردتكم أحرار وأردتكم قادة وأردتكم مفكرين، ولذلك تصرفت وتعاملت بقوة. أردت أن أثبت لكم عمليا أنكم لا تختلفون عني وأنكم قادرون على فعل الكثير. فلا أنا صاحب أملاك وعزب ولا أنا صاحب نفوذ ولا أنا من أصحاب المناصب. أنا مثلكم تماما مواطن عادي أدفع فواتيري كل شهر وأدفع ثمن مخالفات المرور وأي مخالفات أو غرامات أخرى، لا واسطة أو تفضيل من أي جهة رسمية أو غير رسمية.
لقد أثبت لكم أن إنسانا عاديا جدا يستطيع التأثير ويستطيع التغيير. لست أفضل المتحدثين ولا أكثرهم لباقة ولا يوجد فريق عمل يدعمني ويعد المواد لي. أخرج، أتكلم وأقول كل ما أستطيع قوله أو خطر على بالي حينها وليحدث ما يحدث.
فما الذي حدث؟ لا شيئ. بعد أكثر من عشر سنوات تحدثت في كل الأمور الممنوعة والسخيفة والغبية المنتشرة في المجتمع ولم أخفي إستهجاني بالأغبياء والحمقى، وها أنا ذا معكم. هذا يعني أنكم تستطيعون فعل نفس الأمر.
فقط كونوا أنتم، عيشوا حياتكم بقوة وإرفعوا رؤوسكم عاليا ولا تكترثوا للحمقى ولا تجعلوهم يخوفونكم بأصواتهم التي تشبه أصوات الحمير ولا بعاداتهم وتقاليدهم ولا بإنحرافهم الديني. مجموعة حمقى لا تسمحوا لهم بإدارة حياتكم.
أتمنى لكم السعادة والرفاهية وطمئنينة النفس وأن يجعل الله لكم نورا تمشون به بين الناس ويوفقكم ويعزكم ويمسح على قلوبكم الطاهرة.
تذكروا دائما، لا تنظروا من الشباك الذي يطل على الأرض.