القحبة هو الوصف الذي يطلق على أي مرأة لا تنصاع وترضخ للرجل. لا يجب أن نراه كشيء سيئ لأن هذا هو وصفهم لأي مرأة ترفض الخضوع للغباء المنتشر في كل مكان. لم يستطع العقل العربي الساذج إلا إنتاج القاب ذم وتحقير لكل إنسان يتفوق أو يرفض ما يفرزه المجتمع من أمراض نفسية متراكمة عبر الأجيال. الذم وإطلاق الألقاب هو ثقافة عامة سائدة ولكنها عندما تتعلق بالمرأة عجز العقل العربي عن إيجاد أي تصنيف آخر غير "قحبة" أي عاهرة تمنح الجنس لكل من هب ودب.
يجب على المرأة أن تفتخر أكثر كلما أطلق عليها أحد المخنثين هذا الإسم لأنه يعني التفوق والقوة وعدم الرضوخ. فليس من الصعب رؤية المفارقة، فأي مرأة جريئة ومتفوقة فهي قحبة وبذلك يمكننا إعتبار أن العرب مجموعة حمقى أخطأوا فظنوا أن كلمة قحبة هي بنفس معنى متفوقة، صعبة المنال. هذا الأمر ليس مهم في الحقيقة لأننا الآن في عصر إنكشفت فيه كثير من الحقائق وأطلقت فيه الحريات وصار الكلام ليس بتلك القوة التي كان عليها. ما أرمي إليه هو وضع الرجل.
بما أن الرجل دائما ما يطلق هذا اللقب على المرأة التي لا يستطيع الوصول لها أو يطلقه عليها ليوقفها عن تقدمها وعن حريتها والوصول إلى مكانتها الطبيعية في المجتمع، فهنا يمكننا إعتبار أي إخفاق يحدث للرجل هو نتيجة طبيعية لخنوثيته. فهو مخنث لأنه لا يستطيع جني المال، ومخنث لأنه يغضب بسرعة، ومخنث لأنه يجزع، ومخنث لأنه مريض، ومخنث لأنه صنع بلادا متخلفة، ومخنث لأنه لا يستطيع مجاراة بقية الأمم المتقدمة. لماذا إخفاق المرأة وتمردها يستحق لقبا قبيحا؟ يمكننا سحب ذلك على الرجل أيضا فتصبح هي قحبة لأنه مخنث.
هل المرأة فعلا قحبة أم أن الرجل هو المخنث الذي لا يستطيع الدفاع عن نساءه؟ اليس الرجل مخنث عندما يستحي من جاره عندما يتدخل في شؤنه العائلية؟ الا يعتبر خنيث إبن خنيث من سلالة مخنثين عندما يخون بلده ويستعين بالأجنبي للدفاع عن أرضه؟ اليس الرجل مخنث عندما تقود أمه حياته الزوجية؟ اليس مخنث عندما تتدخل أخته في شؤون زوجته؟ اليس مخنث عندما تنسيه زوجته بر والديه؟ هذة كلها من علامات خناثة الرجل ومع ذلك لا أحد يصفه بالمخنث أو الخنيث؟ رجال كل بأسهم على النساء فقط وكل ما يستطيعونه فعلا ليس مقارعة الرجال وصناعة الأمجاد وإنما الجلوس في البيت وإطلاق الأحكام على المرأة وليست أي مرأة وإنما تلك الذكية المتحفزة والتي ترفض حياة الذل مع المخنثين.
من الآن وصاعدا على كل مرأة يطلق عليها أحدهم لقب قحبة، يجب أن تصفه بالمخنث لأن هذا هو وصفه الحقيقي. الرجل الحق والرجل الذي يعرف الحياة يعلم تماما أن المرأة إنسان يستحق الإحترام ورغم كل الظروف التي تمر بها ورغم المعاناة وعدم المساواة إلا أنها تحاول أن تشق طريقها نحو الحرية والإنجاز والنجاح والخروج من قوقعة الوهم. المخنث هو الذي الذي عوضا أن يدعم المرأة بقوته كرجل يخنع وينزل رأسه في الأرض راضخا لأحكام مجتمع معتوه، فلا يبقى له بعدها إلا أن يرفع مؤخرته لينهي فصلا من خنوثيته المستترة.
إن كانت هي قحبة فهو يقينا مخنث، أو هناك حل آخر. هي محترمة وهو محترم. هي إنسان وهو إنسان. ما رأيكم؟