مع نفسي أفكّر أحياناً في ما سيكون عليه الجيل القادم .. الجيل الذي وُلد حديثاً أو الجيل الذي لم يولد أو الجيل الذي سيولد بعد ؟!
و ما مدى جاهزيتنا لتربيتهم و تعليمهم تعليماً واعياً بعيداً عن مبادئ التحصيل العلمي ( الرّقمي ) و ( النوعي )
خلقنا الله عز و جل بفطرة طبيعية و هي الرغبة في أن نكون أباءً و أمهات .. هي الفطرة و لكن ما الذي يحدث إن حادت الفطرة عن طبيعتها و هدفها الأساسي ؟!
ما يحدث إن حادت الفطرة عن هدفها الأساسي أننا سنُنجب بعض التماثيل و المقتنيات الأثرية التي نتحكم في صناعتها و تشكيلها و تحويلها من مكان لآخر
فماذا لو نطقت هذه الجمادات ؟!
لقلنا بأن الجن قد تلبسها و تعوذنا بالله من الشيطان الرجيم ؟!
و لكن الجمادات التي نعتقد تشعر ! و هم في الحقيقة ليسو جمادات !!
نحن لن نقتنيهم و إن كنا نعتقد بأننا سنقتنيهم فسنعوذ نحنُ منهم ببأسنا و جبروتنا وقتها حيث لا ينفع النسب !!
ما هو دورنا الحقيقي و المهم تجاههم ؟!
دورنا أن نعي بأنّنا سننجبهم لعيشوا معنى و هدف الحياة بطريقتهم لا ليأتوا للحياة ليتشرفوا بالنسب الشريف الذي يُعتقد بأنه نسلٌ لا مثيل له !
دورنا أن نعي بأننا سنُنجبهم ليستفيدوا من الحياة و يُفيدوا الحياة و من في الحياة
دورنا أن نعي بأننا لسنا آلهةً تُشرّع و تصدر القوانين فللكون إلهٌ واحدٌ فقط سبحانه و تعالى ..
متى ما علمناهم أن الله هو الرقيب و لسنا نحن استقامت مفاهيمهم و دخلوا في ساحة الحياة برغبتهم و ساحة الحياة هي التي ستقويهم و تعلمهم ما لا يعلمون
علينا أن نعي بأننا من المفترض أن نتحمل مسؤولية غرس القيم و الأساسيات في نفوسهم فلننتبه لما سنغرس و لما سيواجهون به الحياة
و لنحذر الفكرة التي تقول : ( أريدُ منه أن يشرَفني و يرفع رأسي بين الناس )
فهذ هذه الجملة رفعت رأساً لأسرة و هدمت حياةً و مستقبلاً لفردٍ من ذات الأسرة
و لنتذكّر بأن الحرية قيمه ما إن فهمنا معناها و مقاصدها و فائدتها حتماً ستكون النتائج طيبة و مُرضية حيث أن الوعي بالمفاهيم ضرورة مُلحّة و أُكرّر ان الوعي بالمفاهيم ضرورة مُلحّة
و في الأخير
لنمنحهم سلاماً داخلياً يُشعرهم بقيمة الحياة .. و لنعي بأن الدور الأهم هو أن نُعلّمهم أن التطور أساس الحياة و النجاح نفسياً و عملياً في كل العصور