إتسعت عيناه إعجاباً حين رأى صورة لمقابلة لها على صفحة احدى المجلات الشهيرة ..

هو : رائع .. كيف حققت كل هذا النجاح بهذا الوقت القصير .. حقاً انه انجاز
هي: ارتسمت على وجهها ابتسامة ساخرة .. الوقت لم يكن قصيرا ابداً..
هو: ماذا تقصدين؟
هي: لِمَ الآن صنفتني بالناجحة؟ ..انت تعرفني منذ فترة.
هو: حسناً.. النجاح له اشكال عدة .. وانت على صفحات المجلات فصرتِ بنظري ناجحة ..
هي: ليس فقط بنظرك .. لكن بنظر اغلب الناس ربما كل الناس .. لان النجاح تَعلّب .. وتصدر لنا كصورة واحدة لاغير .. ثوب بقياس واحد يجب ان يناسب كل الناس .. تصور لو ان الاسواق تبيع كل الاثواب بقياس واحد فقط، ماذا سيكون شكل الحياه؟
هو: هراء .. غير ممكن ..

هي : نرى انه هراء في الملابس لكن يصعب رؤيته بالافكار .. الشهرة .. المال .. الجمال..
الكل يجب ان يكون ثري .. لايهم.. كيف .. الكل يجب ان يشتهر ... بغض النظر عن القيمة التي يشتهر بيها .. ان كانت هناك قيمة اصلاً .. الكل يلهث خلف جمال محدد .. حتى صار الكل متشابه .. فيجب ان يحشر نفسه بالقوة في ثوب واحد .. ثوب النجاح ..
هو: صمت ووجوم .. ثم قال ..هناك تعريفات يتفق علهيا البشر. لا ضير فيها ..
هي: طبعا لاضير .. الضير هو ان تصبح هذه التعريفات هي فقط المقبولة .. وكل ما سواها مثير للضحك .. والاستصغار .. الضير هو ان تقتنع انت بأن كل ما لديك من اثواب هي عديمة الفائدة لانها لا تطابق المقاييس ..

اود اخبرك .. اني بدأت النجاح باكراً ..
نجحت حين تحملت مسؤلية كبيرة مقارنة بعمري ولم اكن املك درهماً واحداً حينها . نجحت حين قاومت خوفي وتخطيت الف احباط وخرجت الى الحياه ضاحكة .. نجحت حين اطعمت صغيري طعامي المصنوع يحب بدل الاكل المُصنّع .. نجحت حين جررت نفسي جراً من الحزن والكآبة يوم وقعت في بئر لا احد يعرف عمقه سواي .. لكنها نجاحات غير منظورة .. نجاحات خفية .. لا تُسرد على صفحات المجالات ولا تستحق اتساع عينيك اعجاباً..
لا تجعل احد يسوّق لك فكرة ما.. ويلزمك بها .. فقد تبقى تلهث وتلهث خلفها .. يصغر كل ما هو لك حتى يتلاشى ولا تكاد تراه ..
فثوبك بكل تأكيد يناسبك انت .. على مقاسك وذوقك .. ترتديه بتوقيتك .. لا يهم ان أقرّه غيرك او أُعجِب به .. يكفي انه لك .. نجاحك انت ..
دمتم بحب ..