السبب الرئيسي خلف كل مخاوف البشر هو الجهل. الجهل يجعل الخوف أكبر لأن هناك أشياء كثيرة لا نعرفها وعقل الإنسان مصمم لحمايته فهو يضخم الأمور بقصد صده عن المحاولة والتعرض للخطر. هكذا يعمل العقل بلا توقف فهو يمنعنا عن كل ما يجهله أو يجهل نتائجه. هذا الخوف النابع من الجهل يجد طريقه إلى قلوب الناس فيلجأون إلى من هم أجهل منهم يسألون كيف يتعاملون مع مخاوفهم؟ وهنا تحدث الكارثة، إذ يبدأ الحمقى والمعتوهين بتضخيم الخوف في قلوب الناس لأن هذا يجعلهم مهمين في نظر الخائفين الآخرين فيبدأون رحلة جديدة من تخويف الناس بإسم قلة العلم وبإسم الرب وبإسم الشيطان وبإسم المجهول، ثم يدعون أنهم علماء وعارفين بما لا يعرفه الناس.
فمعظم قصص الخوف هي من نسج الخيال، إما خيال الشخص نفسه أو خيال أشخاص كاذبين ينسجون القصص المرعبة للسيطرة على الناس. لو تتبعت مخاوفك التي يسيطر عليك الآخرين بها لوجدت أنها تقع ضمن المجهول، شعوب أخرى، ظلام، حياة ما بعد الموت، ردود أفعال أشخاص غير متوقعة، أشياء في المستقبل. كل مخاوفك تقع ضمن المستقبل القريب أو البعيد. تخاف أن تتحدث إلى أبيك فيغضب فيطردك من البيت فتعيش مشردا فيسخر الناس منك. هذة قصة خيالية أنت خلقتها في عقلك وهي من المستقبل القريب. في المستقبل البعيد أن تخاف من الفشل أو تخاف من النجاح أو تخاف من دخول النار.
الغريب في الأمر أن البشر بشكل عام إستسلموا لمخاوفهم مهما كانت تافهة. لا يعلمون أن المخاوف هي علامات على إختلالات نفسية يجب التخلص منها ليتطورون روحيا. يجب أن تتخلص من مخاوفك الواحد تلو الآخر. إبدأ بالمخاوف البسيطة، ناقشها عقليا وتخلص منها وهذا سيجعلك أكثر قدرة على التخلص من المخاوف الأكبر. لا تسمح لأي إنسان أن يضعك ضمن دائرة مخاوفه. أطرد أي إنسان يخاف منك ومن تصرفاتك وأطرد كل إنسان يحاول إثارة مشاعر الخوف فيك من أي شيء. بعد أن تتخلص من مخاوفك إسخر وإستهزىء بالجبناء. يجب أن يتعلمون الدرس بالطريقة القاسية. هؤلاء الجبناء والذين يظهرون في أشكال قديسين ورهبان ورجال دين وأصدقاء وزملاء ورجال سياسة يجب السخرية منهم لأنهم يستخدمون التخويف لهز ثقتك بنفسك وتحطيم حياتك بلا سبب واضح إلا السيطرة عليك عن بعد حتى وإن لم تكن لهم مصلحة حقيقية في الأمر. فقط مجموعة من الجبناء الذين يحاولون الإستئناس بضم أكبر عدد من الناس إلى مجموعتهم لأن هذا يجعلهم يشعرون بالراحة.
السخرية من الخوف هي أحد الأسلحة الفعالة في التخلص منه ومن الذين يروجون له فالأمر أكبر من مجرد سخرية بقصد التشفي أو عدم إحترام الناس، لكن السخرية من الخوف ومن الجبناء خصوصا هي الدواء لهذا الداء المنتشر بين الناس. يجب أن يعرف من يريد تخويف الناس أنه سيكون مثارًا لسخرية الآخرين إن هو حاول أن يروج للضعف والهزال والخوف. وللتأكيد مرة أخرى، عليك أن لا تستسلم للخوف أو تقبل به، بل حاربه بأفضل أسلوب مناسب لك، فالخوف يظهر لنتفوق عليه لا لأن نقبل به ونستسلم له.
